دوما ما كنت أجد أن مفهوم الخصوصية مطاط، ليس له معايير واضحة ومحددة للكل، لذا لنتشارك مفهومها لهذا المصطلح وكيف سنشرحه لعمر السابعة وعمر العشرين حسب رؤيتنا نحن له
كيف تشرح معنى الخصوصية لطفل بالسابعة وشاب بالعشرين؟
الخصوصية من منظوري سأشرحها للطفل بمساحته الشخصية سواء من ممتلكات مثل اللعب وحقيبته وغرفته، وصولا لأي شيء غير محبب مشاركة الآخرين به، سواء كان معلومة أو موقف مر به ولا يريد مشاركة أحد عنه، ولكن بنفس الوقت سأوضح أن هذا لا يتعارض مع العلاقة مع الأم تحديدا وأنها هي الملجأ الذي نلجأ له ونحكي له حتى ترشدنا للصواب.
أما الشخص بالعشرين فسأسمع منه أولا لأنه بالتأكيد لديه تصور معين حول الخصوصية قد يكون مبالغ فيه أو هناك تفريط به، وعلى هذا الأساس سأعطيه من منظوري ليرى الفرق، فمثلا الخصوصية قد تكون بالنسبة له الحفاظ على استقلاله المادى والاجتماعى واحترام حدوده فيما يخص حياته الخاصة، مثل هاتفه أو حساباته على وسائل التواصل والقدرة على التعبير عن نفسه دون تدخل أو حكم وخصوصيتك تعني احترام الآخرين لك واحترامك لحدودهم.
بالنسبة للطفل، الخصوصية تعني أن لديك أشياء وأماكن خاصة بك، لا يجوز لأحد لمسها أو الدخول إليها دون إذنك.
وسأعلّمه أن يطرق الباب قبل الدخول إلى غرفة الآخرين، وأكد على أهمية الاحتفاظ بأسراره.
أما لشخص ناضج
الخصوصية تعني حرية اتخاذ قراراتك الشخصية وحماية حياتك وأفكارك من التدخل الخارجي.
شجعه على حماية بياناته الشخصية ووضع حدود واضحة في تعاملاته مع الآخرين.
برأيي طريقة توضيح مفهوم الخصوصية للطفل بهذا الشكل قد تكون محدودة بعض الشيء، فبخلاف الحفاظ على المساحات والأشياء الخاصة، يجب أن يتعلم الطفل أيضًا أن الخصوصية تشمل احترام مشاعر الآخرين وحدودهم الشخصية، ومن المهم أن نشرح له أن الخصوصية لا تقتصر على ممتلكات الشخص فقط، بل تشمل أيضًا احترام رغبات الآخرين في التواصل أو التفاعل، تعليم الطفل عن الخصوصية يجب أن يتضمن فهمًا أعمق لعلاقات الاحترام والتقدير بين الأفراد، وليس فقط التركيز على الأمور المادية.
بالنسبة للطفل، الخصوصية تعني أن لديك أشياء وأماكن خاصة بك، لا يجوز لأحد لمسها أو الدخول إليها دون إذنك.
ألا يخلق هذا شعورًا بالأنانية؟
خاصةً وأن الطفل في هذا السن قد يتعلم أن أي شيء لديه لا يمكن له مشاركته مع غيره، فيحب نفسه بطريقة أكثر من اللازم، ولا يكون لديه القابلية للتعاون مع غيره.
الخصوصية تعني حرية اتخاذ قراراتك الشخصية وحماية حياتك وأفكارك من التدخل الخارجي.
أيضًا للشخص الناضج، فحماية الأفكار من التدخل الخارجي قد تعني الانغلاق وعدم قابلية تغيير المفاهيم حتى لو كانت خاطئة، بعض أفكارنا قد تكون سطحية .. رجعية .. أو حتى غير دقيقة. وبالتالي من المهم أن يكون لدينا القدرة على إعادة تقييم أفكارنا والتعامل مع وجهات نظر أخرى بكل مفتوح.
لهذا، أرى أن الخصوصية لا تعني الانغلاق عن العالم أو رفض التأثر بالتجارب والأفكار الجديدة، بل هي مساحة تتيح للفرد التفكير بحرية وتطوير ذاته. لكن، علينا أن نكون حذرين من أن ندخل في فخ الجمود الفكري بسبب تمسكنا الشديد بما نعتقده، دون أن نكون مستعدين للتغيير والنمو بناءً على المعلومات الجديدة أو المواقف المتغيرة.
الخصوصية هي ما تمتلكه، سواء من ممتلكات أو ألعاب أو أي شئ ترفيهي ، أو حتى مشاعرك، ما لا تريد الافصاح عنه هو خصوصية
أما بالنسبة للأطفال فمجرد توبيخهم أمام الناس هو انتهاك للخصوصية، حتى عقاب الطفل يجب أن تكون فيه خصوصية، اجعل لطفلك مساحة شخصية لا تتعداها حتى أنت
أما بالنسبة للأطفال فمجرد توبيخهم أمام الناس هو انتهاك للخصوصية
لا أوافقك على هذا، صحيح ان توبيخه امام الناس ليس قرارا صائبا في جميع الحالات لعدم التأثير على نفسيته ولكن، في حالات اخرى كثيرة يكون ذلك جزءا من عملية التربية!
ماذا لو كنت في مكان عام أو تجمع، وقام ولدك بشتم او ضرب طفل آخر؟ أو تخريب ممتلكات عامة او ممتلكات شخص آخر؟ هل ستنتظر حتى تعود للبيت وتغلق على نفسك معه في غرفة موصدة "لأن ذلك حفظ للخصوصية" حتى توبخه وتعلمه ان ذلك خطأ؟!
يبدو أن الجميع هنا يتحدثون عن الخصوصية كأنها شيئ ثابت، لكن الحقيقة أنها ليست كذلك على الإطلاق. الخصوصية ليست مجرد مساحات أو معلومات تخص شخصًا ما، بل تهدف إلى الحفاظ على الحدود التي وضعتها النفس، عرف المجتمع والدين أيضا.
بالنسبة للطفل، لا يمكن ان يفهم مفهوم الخصوصية لأنه في عمر لا يعرف فيه اصلا ما ينبغي ان يخترقه او لا، وماينبغي ان يسمح للاخرين باختراقه او لا!
وتعليمه هنا يعتمد على التضاد، كما تقول العرب: بالأضداد تتضح المعاني. فعندما يتربى الطفل على أن أخذ امور الغير بدون استئذان عيب، واخذ الطعام من الثلاجة دون إذن عيب، والدخول قبل الطرق عيب، ينشأ لديه تدريجبا مفهوم الامور التي لا ينبغي عملها، تتنامى لديه عدة مفاهيم في آن واحد من بينها الخصوصية، وبالقياس يكون ذلك على نفسه، فعندما تربيه على هذا هو تلقائيا لايرضى من يأخذ اموره دوم استئذان، من يدخل دون طرق.. وغيرها. وكلما كبر اكثر وتعرض لمواقف اكثر من أمر ونهي في إطار التربية يتشكل لديه مفهوم مرن للخصوصية، الحفاظ على أسرار البيت، على الامور المتعلقة بأخته، الحفاظ على الصمت داخل المساجد وهكذا نوع من الخصوصية الاجتماعية والدينية، تختلف حدودها مع اختلاف التربية والبيئة المجتمعية..
وهو ما يوصلنا للشاب البالغ، الذي تكون لديه اصلا خصوصية دينية واجتماعية بناءا على ماتربى عليه، وهنا البالغ يمتاز عن الطفل بتكوين الخصوصية الشخصية المتعلقة بنفسه فقط ( التي توازي خصوصية الطفل بالحفاظ على اغراضه مثلا وهكذا) والتي تكون هنا في مشاعره، اجهزته، حساباته وكذا، يكون حولها هالة خصوصية مخصصة له قد لا يشترك فيها معه الكثير، الخصوصية الشخصية لا ينبغي ان تُعلم للبالغ من الاساس، بل أن تُضبط إذا كانت مبالغة (مثل الذي يتعذر بالخصوصية في عصيان والديه وهذا موجود) أو إذا كانت مفتوحة (كمن يشارك أسرار بيته اليوم في السوشيل ميديا من المؤثرين وغيرها) وهذا ليس طفلا لتربيته الان، لكن ينبغي نصحه لأنه يعرف ان ذلك الخطأ والعيب لا يكون في عدم إدراكه لمفهوم الخصوصية بل لعدم تطبيقه هذا المفهوم.
مفهوم الخصوصية:
الخصوصية هي مساحة شخصية تُمنح لكل فرد ليختار كيف يريد أن يظهر في العالم وما الذي يرغب في مشاركته مع الآخرين. تعتمد الخصوصية على احترام الحدود الشخصية وحرية اتخاذ القرارات بشأن المعلومات أو المساحات التي تخص الفرد. يختلف مفهوم الخصوصية بين الأشخاص والثقافات، ولكنه يتمحور حول حق الشخص في التحكم بمعلوماته الشخصية وكيفية استخدامها.
شرح الخصوصية لطفل في عمر السابعة:
الخصوصية تعني أن لديك أشياء تخصك وحدك، مثل أسرارك أو غرفتك الخاصة. يمكنك اختيار من تريد أن يشاركك هذه الأشياء. مثلاً، إذا كان لديك دفتر مذكرات، فلك الحق أن تقرر من يمكنه قراءته ومن لا يمكنه ذلك.
شرح الخصوصية لشاب في عمر العشرين:
الخصوصية هي القدرة على التحكم بالمعلومات الشخصية وكيفية مشاركتها. إنها حقك في الحفاظ على مساحتك الخاصة وأفكارك ومحادثاتك بعيدًا عن الآخرين إلا إذا قررت مشاركة شيء منها. مع التقدم في التكنولوجيا، أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى أن تكون واعيًا بكيفية حماية خصوصيتك في الحياة اليومية وعبر الإنترنت.
التعليقات