ما معنى تأثير أو ظاهرة مانديلا؟

سنبدأ بالأمثلة:

بعض الناس حين يتخيلون الشمس يتخيلونها باللون الأزرق، غريب، أليس كذلك؟ لكن البعض يعتقدون ذلك حقاً رغم أننا نعرف جميعاً أن الشمس لونها أصفر.

مجموعة كبيرة من الناس أيضًا تتذكر أن نيلسون مانديلا توفي في السجن وليس بعد إطلاق سراحه. وهذا غير صحيح طبعا.

هذا لا يعني أن الشخص الذي يقول ذلك غبي أو كاذب.

لكن هذا يحدث لأسباب كثيرة، واحدة منها أن الذاكرة على مر الزمن تفقد بعض التفاصيل فهي لا تحتفظ بكل شيء، ولذلك فهي تميل إلى ملء تلك الفراغات وفقًا لما تراه مناسبا.

يمكنك شرح الأمر له بشيء يحدث لنا كل فترة وجيزة، وهو عندما تتوفى إحدى الشخصيات الشهيرة ونتعجب جميعًا معتقدين أن تلك الشخصية توفت من قبل، ومن العجيب أننا نجد الكثيرون في التعليقات يعتقدون نفس الشيء! هذه هي ظاهرة مانديلا بالضبط، ومن ضمن الأسباب الشائعة لهذه الظاهرة هي معرفة الفرد لمعلومات جديدة بعد حدوث حادث أو التعرض لصدمة، وهذا يؤدي إلى خلل في الذاكرة فلا يتذكر الفرد منا تلك المعلومات بشكل دقيق، ويعيد قولها بشكل غير صحيح.

تحدث هذه الظاهرة عندما نحاول استعادة ذكرى مرت لكننا نتذكر مجملها بدون تفاصيل واضحة لكن العقل يسعى لاستكمال المعلومات الناقصة من ذكريات أخرى دون تذكر مصدر تلك المعلومات، فتبد لنا كرؤية واحدة متماسكة نصدقها، من منا لم يخرج من المنزل وهو متأكد من إطفاء الأنوار والاجهزة ليعود مرة أخرى ليكتشف أنه لم يفعل لكن عقله صور له أن هذا ما يجب أن يكون عليه الأمر فظن انه حدث.

المشكلة أن العقل في ذاته لا يحفظ الذكريات كصور فوتوغرافية بكل تفاصيلها، بل تظهر ضبابية لو فكرنا فيها نحدد الخطوط الأساسية لها ولا نرى الملامح بوضوح، ولو ضغطنا العقل لتحديد تلك الملامح الناقصة فإنه يلجأ أحيانًا للتحريف.