السعادة هي الشعور بالفرح والاستمتاع بالحياة، بينما المعنى هو الشعور بأن ما نفعله له هدف وقيمة. بعض الناس يعتقدون أن السعادة هي الهدف الأساسي، بينما يرى آخرون أن وجود معنى وهدف يجعل الحياة أكثر إشباعًا حتى إذا لم نشعر بالسعادة طوال الوقت. السؤال هنا هو: هل يمكن أن نجد السعادة والمعنى معًا، أم علينا الاختيار بينهما؟
من الأفضل أن تسعى للسعادة أم للمعنى في الحياة؟
برأيي لسنا مضطرين لأن نختار بينهما، او التضحية بأحدهم وكأنه الخيار المتاح، السعادة قد تكون موجودة في امور بسيطة لا معنى لها، مثل السعادة الفورية التي نشعر بها عند شراء شيء معين، أو لقاء مع من نحب، أو أكلة مفضلة، وتكون موجودة أيضا بأمور كبيرة لها معنى، مثلا مساعدة الآخرين، أو تحقيق أهداف نعمل عليها، هذه أمور لها معنى وتحقق السعادة بنفس الوقت ولكن قد يمتد الشعور بالسعادة هنا مقارنة بالسعادة الفورية.
لذا لا يمكننا الاعتماد على اللحظات التي تمنحنا السعادة الفورية وحدها، ولا يمكننا العيش على الأشياء التي بها معنى فقط ولا تحقق السعادة
فكرة تقسيم السعادة إلى "لحظية" و"ذات معنى" قد تكون اختزالية بعض الشيء. لماذا نفترض أن السعادة اللحظية أقل قيمة أو سطحية؟ هناك لحظات صغيرة قد تحمل في طياتها عمقًا كبيرًا من المعنى، مثل لحظة ضحك عفوي مع صديق قديم. هذه اللحظات ليست أقل أهمية لمجرد أنها قصيرة الأمد.
أيضًا، حينما نتحدث عن "الأهداف الكبيرة" و"المعنى"، يجب أن نكون حذرين من المثالية. السعي لتحقيق أهداف كبيرة قد يحمل معه ضغوطات هائلة، ومن الممكن أن ينتهي بالفشل أو الإحباط. قد يعيش الشخص حياته بالكامل يسعى لتحقيق معنى أو هدف معين، ولكنه قد لا يصل إليه أبدًا. في هذه الحالة، هل يمكن القول إن هذه السعادة المفترضة حقًا موجودة أو حتى قابلة للتحقيق؟ أليس من الأفضل أن نتمتع باللحظات الصغيرة بدلًا من انتظار لحظات كبيرة قد لا تأتي؟
أرى أن من أسباب السعادة الوقوف على معنى للحياة، والإحساس بأنك : بعملك بعِلْمك بمالك بكل ما لك من إمكانات وإمكانيات، تحقق قيمة لنفسك ولغيرك.
أما السعادة، التي تتحقق بدون معنى للحياة، هي جزئية وفورية زائلة، لا يعتد بها ليحيا المرء حياة سعيدة ذات قيمة وجَعْلٍ.
لكن بذلك لا نكون سعداء الا بالعمل على شيء ذو معنى، الا تجدين هنا أنك عقدت الشعور بالسعادة يعني السعادة ستكون مشروطة بالمعنى، في حين قد يكون تناول كوب من القهوة في لحظات صمت سائدة مع موسيقى هادئة مصدر رائع للسعادة، مبدأ الرواقيين في الحياة
لكن بذلك لا نكون سعداء الا بالعمل على شيء ذو معنى
لم أقيد السعادة بوجود معنى للحياة بالمطلق، ولكنني قلت من أسبابها الوقوف على معنى لحياتنا ووجودنا.
في حين قد يكون تناول كوب من القهوة في لحظات صمت سائدة مع موسيقى هادئة مصدر رائع للسعادة، مبدأ الرواقيين في الحياة
لم أنكر هذا، وإنما قلت أن هذا النوع من السعادة لحظي ويزول بسرعة، ولا يجعلنا راضيين على حياتنا، كما لو وجدنا معنى لحياتنا، وكنا فاعلين فيها بشكل إيجابي، وفي حياة غيرنا، ولما في أوطاننا وفي البشرية جمعاء.
هذا يختلف من شخص لآخر فكل شخص يرى أنه هناك معنى وقيمة للشيئ الذى يشعره بالسعادة، فالرياضي يرى أن ممارسة الرياضة والمشاركة فى مسابقات لها معنى كبير ويشعر بالسعادة عند الحصول على ميدالية ، ولاكن ربما يراه شخص آخر أنه ليس لتلك الميدالية معنى وأنها بلا هدف وأنه لم يضف جديد فى العالم وأن كل شخص مممكن أن يمارس الرياضة مثلاً بدون شغل باله بتحصيل ميداليات !
هل يمكن أن نجد السعادة والمعنى معًا، أم علينا الاختيار بينهما؟
برأيي أن كل منهما يكمل الآخر ولا يتعارض معه على الإطلاق، فالسعادة مثلاً نشعر بها عند التعرض لتجارب مختلفة بشكل لحظي، أما المعنى فيكون سببه هو شعورنا بأننا نقوم بأشياء لها قيمة ومعنى، وحتى إذا واجهنا بعض المشاكل لا يهم ذلك لأن الحياة بهذه الطريقة تصبح لها معنى، وتجعل الفرد يشعر بالرضا والإنجاز في النهاية.
بدون شك، السعادة والمعنى في الحياة يمكن أن يكونا متلازمين ومتكاملين بدلا من تنافرهما. يمكن أن يكون الشعور بالسعادة ناتجًا عن القيام بأشياء تعطي حياتنا متعة ورضا فوريين، مثل الاستمتاع باللحظات الجميلة، النجاح المهني، أو العلاقات القوية.
عن نفسي فأن ما يجعلني اشعر بسعادة جمة هو عندما اشعر بأني كنت مؤثرة في حياة أحدهم، ولو بشكل بسيط. ولا اظن بانهم مختلفين عن بعضهم، فعندما تجد معني وهدف لحياتك سوف تشعر بالسعادة الحقيقة.
السعادة هي قيمة الاشياء ومتتها في اعيننا ، انت ذكرتيني بشعار جمعية رسالة عندما كانت في البداية وهو (متعة العطاء) كان الطلبة والشباب شغوفين جدا بها ومتحمسين وكلهم يعملوا للناس ويساعدوا ، معنى ذلك ان العطاء له متعة وهذا هو المعنى والهدف
سعادة تتأتى من عيش حياة ذات معنى، هي أعظم شعور يمكن تجربته. مع ذلك، لا وجود لسعادة مطلقة أو دائمة، خاصة بظل حياة ذات مغزى عميق، لا بد أن تكون مليئة بالتحديات، فيكون البديل المؤقت هو الشعور بالرضا الداخلي تجاه ما نفعله.
لماذا ارتبط "المعنى" بالتضحية لأجل الآخرين في عقلي لا أعرف! هل لديكِ نفس الفكرة أم تعتقدين أن التضحية ليست أساسًا لتحقيق المعنى؟
بالنسبة لي أعيش حياة أستهدف فيها السعادة أولًا، يعني لنفسي، ثم حين يستقر هذا الأساس، أفكر بالمعنى، وحينها المعنى نفسه سيدخل إلى معادلة السعادة، وسيصبح مصدرًا لها، ولكنها قد تكون سعادة مؤجلة.
برأيي المتواضع، السعادة و تحقيق معنى الحياة امران متكاملان بحيث اذا اردت السعادة عليك فهم معنى الحياة الحقيقي و العمل به.
انا كمسلم و الحمد لله على هذه النعمة العظيمة، افهم ذلك جيدا، حيث أن الله سبحانه وتعالى خلقنا لعبادته، و العبادة لا تقتصر فقط على الصلاة ، فنحن مأمورون بالحفاظ على صحتنا و عدم الافساد في الأرض و ان تتعلم ما ينفعنا في ديننا و دنيانا سواء كان تعلم مهنة كالتجارة او غيرها من المهن المباحة، و انفاق المال في موضعه كالصدقة و الإنفاق على الأهل.
ستجد ان كل أمر في الإسلام أتى ليحقق منفعة الإنسان و سعادته بمجرد فهم معنى الحياة من خلاله
التعليقات