السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،سأتطرق لظاهرة اجتماعية لطالما شهدتها وهي احتكار مجال تجارة الملابس الداخلية للنساء من طرف الرجال والغريب في الأمر أن هيئتهم تدل على الوقار حسب معايير المجتمع المغربي الذي يحصرهم في كلمة-إخواني-.
ظاهرة اجتماعية
هذا يحدث بسبب ان النساء في مجتمعنا قليل منهم من يسمح لهم ازواجهم بالتجارة او ان يكونوا مستقلين ماديا، فالمرأة للأسف عير حرة لكي تفتح مشروع خاص بها، وتكون متحكمة في ارباحه ومصروفاته، ولذلك كلما تم تمكين المرأة في المجتمع سوف تجديها في جميع المجالات.
انا اعلم ان الكثير من النساء حاليا موظفات، ولكن طبقة الموظفين هي في الغالب طبقة متوسطة عاملة، قد أخذت الكثير من التعليم الجيد، وغالبا زوجها مثلها؛ فالنساء المتعلمات قليل منهم يتجه للتجاره وأكثرهم يعمل كموظفين
اما النساء غير المتعلمات غالبيتهم يتجه للعمل في المصانع او بائعات في المحلات، ولو حتي حاولت المرأة الغير متعلمة ان تفتح اتلجارة الخاصة بها تواجهها صعوبة مع زوجها غير المتعلم الذي يري ان لو زوجته أصبحت تاجرة واغني منه فمن ذلك انتقاص من رجولته، وهذا بالإضافة الي الصعوبات التي سوف تواجها من السوق نفسه والزبائن والتجار الآخرين،
تمكين المرأة يحتاج تعليم الرجالة والنساء في المدارس أولا أهمية دور المرأة في المجتمع، وان تكون الأجهزة الحكومية جميعها متيقظة للمشاكل التي تواجه المرأة وتعمل علي حلها، وان يتم دعم المرأة بقروض بدون فوائد لكي تفتح مشاريعها، وبإعفائها من الضرائب او رسوم تسجيل الشركات لفترة معينة ولتكن ثلاث سنوات.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلًا سلمى، هي ظاهرة فعلًا ولكنها ليست مشكلة. فالبيع عرض وطلب وما داموا لا يجبرون أحدًا على الشراء منهم فلا مانع من ذلك. المشكلة الحقيقية هي في عدم توظيف صاحب المحل لفتاة أو سيدة لترى احتياجات الزبائن من النساء، فيكون المنظر مستفزًا ومقززّا للغاية حين ترين الزبونة تتناقش مع رجل غريب عنها حول تفاصيل البضاعة وتفتح بينهما نقاشات غريبة بحجة الشراء.
في عدم توظيف صاحب المحل لفتاة أو سيدة لترى احتياجات الزبائن من النساء، فيكون المنظر مستفزًا.
هذا ما يزعجني أيضا! فليست لدي مشكلة أن يكون صاحب المحل والتجارة رجل ولكن على الأقل يجب أن يكون المسؤول عن البيع والمساعدة في المحل هن نساء! خصوصا وأن هناك الكثير من الرجال العاملين في تلك المحال يستغلون عملهم بالتجاوز والمضايقات، وهو ما يزيد الأمر سوءا، عن نفسي ألجأ لشراء هذه الأشياء من مواقع البيع مباشرة، إذا لم يتوفر مكان قريب مني تعمل به فتاة.
أهلا بك معنا في مجتمع حسوب ياسلمى، وأنا مثلك ألاحظ هذه الظاهرة وأستغربها فعلا، وحتى لا نقع في فخ التعميم فهذه التجارة موزعة بين المحلات التجارية التي تديرها نساء على الأغلب، والباعة المتجولين بمختلف الفئات ومنهم الذين وصفتهم بقولك تظهر عليهم ملامح الإلتزام الديني، لكنها تبقى تجارة جائزة للجميع ما دامت تحترم فيها الضوابط الشرعية والاحترام المتبادل.
ليس في المجتمع المغربي وحده هنا أيضا في مصر ألاحظ هذه الظاهرة ولكني أرجع تفسيرها إلى صعوبة وصول المرأة إلى مصادر المصانع والشركات المصنعة وربما يكون بدافع الحياء وأنه لا يجب للمرأة أن تكون صاحبة منتجات حريمي شديدة الخصوصية وكيف سينظر إليها المجتمع على أنها تقوم بتجارة في أشياء خاصة كهذه، فبالتالي يجد الرجال ذو المظهر الوقور إلى التجارة فيها لأن المجتمع ينظر إليهم أنهم فيهم المعايير المجتمعية الجيدة وأنهم لن يقوموا بفعل شيء غير جيد، هذا تحليلي ولكني لا أرضى بتنميط هذه الصورة وأراها خاطئة لأنها لا عيب في التجارة هذه سواء لرجل أو امرأة ودائما ما أرى أن المرأة ستكون مناسبة أكثر في هذا المجال لأنها تعمل في أشياء خاصة بالنساء وهي أدرى على التعامل معهن من الرجال.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تنتشر هذه الظاهرة في مصر أيضاً وتستفزني بشدة، بل وأتعجب كثيراً ممن تقرر الشراء من رجل يبيع هذه الأشياء الخاصة، فبالرغم من كون هذا الأمر يبدو للكثيرون عاديًا إلا أن عقلي يرفضه دائماً، خاصة وأن الرجال أحياناً يقومون ببيع هذه الأشياء في منتصف الشوارع المزدحمة! وستتعجبين أيضاً عندما أقول لكِ أنني أشعر بنفس الشيء عندما أرى النساء تبيع ذلك في الشوارع أمام المارة، وتأتي الكثيرات للشراء ولا أؤيد البيع والشراء لهذه الأنواع من المتعلقات الشخصية في أماكن مفتوحة وأشعر بالخجل الشديد عند رؤية مثل هذا المشهد.
التعليقات