مرحبًا يا أصدقاء!
نسمع كثيرًا بالنقاش عن المغالطات، لذا لنفهم ونبسط هذا المفهوم أكثر كوننا بمجتمع نقاشي، فكيف ستشرح مفهوم المغالطة لي ولطفل بالسابعة؟
سأبدأ بالطفل وأخبره أن المغالطة أشبه بالخداع، يعني مثلا اسألك ما هي فاكهتك المفضلة، فتقول لي الفراولة أحبها جدا، فأقول لك إذن أنت تحب كل الفاكهة، أو بما أنك تحب الشوكولاتة فأنت تحب جميع الحلوى، فهذه المعلومة ليست صائبة بها شيء مغلوط مخالف لما أنت عليه، فقد تكون محب للشوكولاتة ولكن ليس شرطا كل الحلوى، قد لا تأكل أحد الأنواع أو لا تحبها، فهي كأحد يحاول إقناعك بشيء أو معلومة غير صحيحة ولكن باستخدام طريقة تبدو منطقية ولكن لو فكرت بها تجدها ليست صحيحة.
وبالنسبة لك فالمغالطة هي خطأ في التفكير أو الاستدلال يؤدي إلى استنتاج غير صحيح أو غير منطقي. قد تبدو المغالطة في البداية وكأنها حجة منطقية أو مقنعة، لكنها تعتمد على أسس خاطئة أو تلاعب بالمعلومات. المغالطات يمكن أن تظهر في أشكال متعددة، مثل تعميمات زائفة، أو مهاجمة الشخص بدلاً من مهاجمة الفكرة وتسمى مغالطة الشخصنة قد تكون مرت عليك هنا بالنقاش، أو الافتراضات غير المدعومة. فهم المغالطات يساعد في التفكير النقدي وتجنب الوقوع في استدلالات مضللة. وهنا أنصحك بثىاءة كتاب المغالطات المنطقية ممتع ويوضح كل الأنواع بأمثلة
اسمحي لي يا نورا أن أقدم لك ملاحظة بسيطة حول طريقة شرحك لمفهوم المغالطة. لقد بدأتِ بشكل رائع باستخدام مثال بسيط، مما جعله سهل الفهم بالنسبة للطفل، وهذا كان اختيارًا موفقًا. ومع ذلك، عندما انتقلتِ إلى الحديث عن أنواع المغالطات المختلفة وكيفية تجنبها، أصبح الشرح أكثر تعقيدًا.
كان من الأفضل أن تواصلي بنفس الأسلوب البسيط الذي بدأتِ به، مستخدمةً أمثلة من الحياة اليومية للطفل لتوضيح الفكرة بشكل أسهل. هذا النهج كان سيجعل الفكرة أكثر وضوحًا للطفل دون أن يشعر بالتشتت.
أيضًا، نصيحتك بقراءة كتاب متخصص مثل "المغالطات المنطقية" قد تكون أكثر فائدة عندما يكون الطفل أكبر سنًا وأكثر قدرة على استيعاب هذه المفاهيم المعقدة. في هذه المرحلة، من الأفضل التركيز على تقديم المفهوم بطريقة مبسطة ومباشرة.
شرحت بطريقتين مختلفتين وفقا لمستوى الفهم عند كل طرف، فالمثال الأول مناسب لطفل بالسابعة، لكن بالنسبة لتقوى فبالتأكيد هذا المثال سيكون سطحي، لذا شرحت المغالطة وفقا لمستوى تقوى وفهمها، ورشحت الكتاب لها وليس للطفل، فهي طلبت بالعنوان شرح المصطلح لمستويين مختلفيين لها ولطفل بالسابعة، الفكرة محاولة شرح مصطلح ما ضمن مستويين مختلفيين من التبسيط يجعلنا نفهم المصطلح بشكل أعمق
سأقول له أن هناك الكثير من الأشياء في الحياة لا نعرف إذا كانت صحيحة أم خاطئة، على سبيل المثال: إذا قلت لك أن هناك شخص ما يكرهني بشدة، ستقول لي ما الدليل على ذلك؟ وحينها سأجيبك بشكل منطقي وأقول أن ذلك الشخص تجاهلني بالأمس، ولم يهتم بحديثي، كما أنني قمت بالنداء عليه في يوم ما ولكنه لم يرد.
كل ما ذكرته هنا من أسباب هو مجرد مبررات تبدو منطقية أمامك وتصدقني بالرغم من أن كل ما قمت به هو مجرد تجميع للمواقف التي تثبت وجهة نظري الخاطئة وهي أن شخص ما يكرهني، وتجاهلت أي شيء إيجابي جمعني به رغم وجود العديد من الإيجابيات.
وهذا يسمى بالذاكرة الانتقائية التي جعلتني أذكر فقط ما أريدك تصديقه بطريقة أعتقد أنها حقيقية، وذلك بالرغم من أنها مجرد مغالطة تبدو منطقية ولكنها ليست حقيقية على الإطلاق.
جميل يا بسمة أنكِ بدأتِ بفكرة جيدة حول كيفية وجود أشياء قد تبدو صحيحة بناءً على ما نختاره من مواقف وأحداث. ولكن الشرح أصبح معقدًا بعض الشيء عندما دخلتِ في موضوع الذاكرة الانتقائية.
كان يمكن تبسيط الأمر أكثر من خلال التركيز على فكرة أساسية: أحيانًا نستنتج شيئًا غير صحيح لأننا نختار فقط الأدلة التي تدعم وجهة نظرنا، ونتجاهل كل ما يعارضها. بهذه الطريقة، يمكن للمستمع أن يفهم المغالطة بشكل أفضل دون الحاجة للدخول في تفاصيل نفسية معقدة.
المغزى من الشرح هو أن المغالطة تعتمد على استنتاجات غير دقيقة بسبب الاعتماد على أدلة غير كاملة أو منحازة. وكان من الأفضل إبقاء الأمور بسيطة وواضحة حتى تصل الفكرة بشكل مباشر وسهل.
يا تقوى، تخيلي أنك تقولين لصديقتك: "أنا أسرع في الجري لأنني أرتدي حذاء جديد." لكن الحقيقة هي أن الحذاء الجديد لا يجعلك أسرع في الجري، صحيح؟ هذا يُسمى "مغالطة".
المغالطة هي عندما نقول شيئًا يبدو غير صحيح أو غير منطقي. مثلًا، إذا قلتِ: "أنا أذكى لأنني أكلت موزة كبيرة اليوم"، هذا ليس صحيحًا لأن الموزة لا تجعلك أذكى.
لذلك، إذا سمعتِ أحدًا يقول شيئًا غريبًا مثل: "أنا قوي لأنني أرتدي قبعة حمراء"، يمكنك أن تقولي له: "هذا غير صحيح!" لأن القبعة لا تجعلك قويًا. المغالطة هي عندما نحاول استخدام شيء غير صحيح لإقناع الآخرين بشيء ما.
إذا قال لك أحد: "لأنني الأكبر، فأنا دائمًا على حق!" هذا ليس صحيحًا، أليس كذلك؟ لأن الكبار يمكنهم أن يكونوا على خطأ أيضًا. المغالطات مثل هذا بالضبط، تبدو وكأنها تجعل الأمور منطقية، لكن في الواقع، هي طريقة خطأ في التفكير. تخيل أن أخاك يقول لك: "أنت مخطئ لأنك قصير!" هنا هو يهاجمك شخصيًا بدلًا من مناقشة فكرتك. هذه مغالطة لأن الحجم أو العمر لا يعني أنك دائمًا على خطأ. فهم المغالطات يساعدنا في التفكير بوضوح ويجعلنا نعرف متى يحاول شخص خداعنا، ويساعدنا في تحسين طريقة نقاشنا مع الآخرين والتأكد من أن ما نقوله صحيح ومنطقي.
المغالطة هي أن يحاول الشخص كسب النقاش لمصلحته عن طريق افتراض شيئا ما يبدوا منطقيا وصحيحا ولكنه ليس كذلك، فعندما ينسى تلميذ كشكول الواجبات في المنزل وقام بالفعل بفروضه ويسأله المدرس أين كشكول الواجبات فيحاول التلميذ شرح الأمر للمدرس بأنه قام بواجباته ولكنه نسى الكشكول في المنزل! حينها يقول المدرس بأنه كاذب وأنه لم يقم بحل فروضه المنزلية لهذا يقول أنه نسى الكشكول! فما قام به المدرس يبدو منطقيا لأن العديد من التلاميذ تقول هذا ولكنه وقع في المغالطة هنا لأنه يعمم الأمر على كل تلميذ يفقد أو ينسى كشكوله.
هذه مغالطة التعميم المتسرع، والتي يحكم على عدد كبير من الناس باستخدام عينة صغيرة قد لا تكون ممثلة كفاية عن الكل، ولكن كيف تشرح لتقوى معنى المغالطة هنا؟
ولكن كيف تشرح لتقوى معنى المغالطة هنا؟
حينها سيتكون المغالطة المنطقية هي استنتاج خاطئ من التفكير الخاطئ نفسه مثل المغالطة الشخصية المشهورة أو مغالطة رجل القش بحيث يهاجم الشخص بدلا من مناقشة الفكرة المطروحة، وبالتالي يظهر في رأي الشخص أولا عدم ترابط الأفكار ببعضها البعض وأحيانا يصل حد تحريف كلام الشخص نفسه أو أخذه خارج سياقه.
فكرتك واضحة وجيدة، والمثال الذي استخدمته عن التلميذ والمدرس موفق جدًا في توضيح معنى المغالطة. لكن ربما تحتاج فقط لتبسيط الشرح قليلاً.
من وجهة نظري بدلاً من شرح التفاصيل بشكل معقد، يمكنك أن توضح الفكرة بشكل أبسط: المغالطة تحدث عندما يفترض شخص شيئًا غير صحيح بناءً على تعميم خاطئ. في مثالك، المدرس افترض أن كل تلميذ ينسى كشكوله لم يقم بواجباته، وهذا هو التعميم الخاطئ الذي يمثل المغالطة.
لو ركزت على هذه النقطة فقط، كان الشرح سيكون أقرب للفهم وأسهل في الوصول للفكرة الأساسية، بدون الحاجة للدخول في تفاصيل إضافية.
هناك مقولة قرأتها في مكان ما تقول: "أنا أشير إلى القمر، والأحمق ينظر إلى إصبعي". وأظن هذا شرحًا جيدًا لفكرة المغالطات، فهي عبارة عن التغافل أو توجيه النظر إلى موضوع أو فكرة بعيدة عن الفكرة الأصيلة، أو ربط أمور غير منطقية ببعضها والخروج باستنتاج لا صحة له.
فمثًلًا يمكن أن نقول للطفل: لو من حاز المرتبة الأولى على الفصل كانت بنتًا، هل يصح حينها أن نقول إن البنات أذكى في المطلق من الأولاد؟ هذا ربط غير منطقي، لأننا ببساطة لم نختبر كل البنات لأجل أن نتحقق أنهن فعلًا أذكى.
التعليقات