تكلفة الفرصة البديلة، اشرحها لي بمثال وكيف أطبقها؟

لكل شيء في الحياة جوانب مثيرة وممتع الحصول عليها.

بعد أن تعود من عملك مثلًا ستكون لديك ساعة واحدة قبل أن تنام. هذه الساعة يمكن أن تختار فيها بين أن تمارس بعض الرياضة أو أن تجلس لتشاهد فيلمًا جديدًا يعرض للمرة الأولى.

إذا اخترت الفيلم فأنت تفوّت على نفسك فرصة الحصول على جسم وحياة صحية، وإذا اخترت الرياضة فأنت تفوّت على نفسك المتعة والراحة.

لذلك حين تصنع قرارك بالاختيار بين أمرين عليك أن تدرك أنك تفوّت على نفسك فرصًا بالتخلي عن أحدهما؛ لذلك عليك أن تصنع قرارتك بناءًا على أولوية الحصول على كل فرصة.

فأنت قد تندم لاحقًا على تضييع الجسم الصحي مقابل الحصول على المتعة. ولو كنت فكرت بذلك من البداية لكنت اتخذت القرار الصحيح حينها.

تخيّل أن لديك 100 جنيه ويجب عليك الاختيار بين شراء جاكيت أو حضور حفلة موسيقية، إذا اخترت الجاكيت فإن تكلفة الفرصة هي المتعة التي كنت ستكتسبها من الحفلة الموسيقية وبالنقيض إذا حضرت الحفلة الموسيقية فإن تكلفة الفرصة هي الأناقة أو الدفء الذي راح عليك.

يعني اختيار البدائل الممكنة عند اتخاذ القرار، وازن بين فوائد وعيوب كل خيار واختار الذي يقدم أكبر قيمة إجمالية بالنسبة لك وليس بعرف المجتمع، تساعد هذه العقلية بتوافق قراراتك مع أهدافك فتزيد فوائدك دائماً بهذه الطريقة ولا يضيع عليك شيء، هناك فرص؟ نعم. ولكن ليست ضائعة، فرص بديلة لها تكلفة واخترت الأقيم لك فقط.

ببساطة هي الشيء الذي سأضحي به للحصول على بديل معين دون الآخر مثلا

لنفترض أنك تلقيت عرضين لوظيفتين:

1. الوظيفة الأولى، تقدم لك راتبًا شهريًا بقيمة 400 دولار، وتتطلب العمل 40 ساعة في الأسبوع. تقدم أيضًا بيئة عمل مستقرة ومزايا جيدة مثل التأمين الصحي.
2. الوظيفة الثانية، تقدم لك راتبًا شهريًا بقيمة 700 دولار، ولكنها تتطلب العمل 60 ساعة في الأسبوع. توفر أيضًا فرصًا أكبر للترقية والنمو المهني ولكنها تأتي مع توتر وضغط عمل أكبر.

إذا اخترت الوظيفة الأولى، فإن تكلفة الفرصة البديلة هي الفوائد التي كنت ستحصل عليها لو اخترت الوظيفةالثانية، مثل الراتب الأعلى وفرص الترقية. ومن ناحية أخرى، إذا اخترت الوظيفة الثانية، فإن تكلفة الفرصة البديلة هي الفوائد التي كنت ستحصل عليها من الوظيفة الأولى، مثل ساعات العمل الأقل وبيئة العمل الأكثر استقرارًا.

إذن، عندما تقيم أي فرصة، يجب أن تأخذ في الاعتبار ليس فقط ما ستكسبه، ولكن أيضًا ما ستخسره من خلال عدم اختيار البدائل الأخرى المتاحة.

الأمر مثل لغز الحبة الحمراء والحبة البيضاء، كلاهم حبوب قابلة للتناول ولكن اختيار واحدة يمنحك مزايا ويحرمك من أخرى، وهو ما يحدث في الفرص.

فمثلاً أعرض عليك فرصة ترقية بأجر اضافي أو فرصة النقل لفرع آخر ببلد جديدة بنفس الاجر، الموافقة على الفرصة الاولى بها نفع مادي واضح، والموافقة على الفرصة الثانية بها تجربة جديدة وحياة مختلفة، فهنا مزايا وهناك مزايا ولكن أنت مجبر على واحدة فقط.

بهذه اللحظة تحديداً هناك من يتصل بالهاتف ليتحدث معي وهناك عميل يستفسر عن خدمة، من يتصل أنا مشتاق له كثيراً والعميل قد انتفع منه كثيراً، من يتصل استطيع أن أتصل أنا به لاحقاً والعميل يمكن أن أحظى بغيره، ولكل اختياره هنا ميزة وعيب وهذا ما يسمى بتكلفة الفرصة البديلة.