أجد صعوبة في فهم هذين المصطلحين، لذا فضلا هل يمكنك أن تشرحهما لي مع توضيح الفروقات من خلال إضافة امثلة واسقاطات؟
ما الفرق بين تكلفة الفرصة البديلة والتكلفة الغارقة؟
تكلفة الفرصة البديلة مصطلح يشير إلى القيمة التي يقدمها أفضل بديل يتم التخلي عنه عند اتخاذ قرار بالاستبدال بين خيارين، أي إنها تكلفة تقديم اختيار اختيار على آخر أفضل.
مثال:
إذا اخترت الذهاب إلى نزهة مع الرفاق بدلاً من الذهاب إلى العمل، فإن تكلفة الفرصة البديلة هي الأجر الذي كنت ستحصل عليه إذا كنت قد ذهبت للعمل بدلاً من التنزه.
أما التكلفة الغارقة فهي التكلفة التي تكبدها المشروع أو الشركة بالفعل ولا وسيلة لاستردادها، أيًا كانت نتائجها.
مثال:
إذا أنفقت الشركة مبلغًا كبيرًا من المال على تطوير منتج جديد ثم لسبب ما ألغي المشروع.
هنا الأموال التي تم إنفاقها على المشروع هي تكلفة خاسرة لا يمكن استردادها حتى بإلغاء المشروع.
التكلفة البديلة والتكلفة الغارقة هما مصطلحان مرتبطان بمفهوم التكلفة في الاقتصاد. وهما يشيران إلى نوعين مختلفين من التكاليف التي يمكن تحليلها في سياقات مختلفة. وفيما يلي سوف أشرح كل منهما بشكل منفصل:
1- التكلفة البديلة (Opportunity Cost):
هي التكلفة التي يتحملها الفرد أو المنظمة عند اتخاذ قرار بشأن اختيار واحد من بين عدة خيارات ممكنة. وهي الفرص التي تضيع عندما يتم اختيار خيارٍ معين بدلاً من آخر. فعلى سبيل المثال، إذا كان لديك فرصة للعمل في وظيفتين مختلفتين، فإن التكلفة البديلة للوظيفة التي تختارها هي الأجر الذي كنت ستحصل عليه إذا اخترت الوظيفة الأخرى.
2- التكلفة الغارقة (Sunk Cost):
هي التكلفة التي تم التحمل بها في الماضي ولا يمكن استردادها أو التخلص منها. ويمكن وصف التكلفة الغارقة بأنها تكلفة تحملت بغض النظر عما إذا كان القرار الحالي يتطلب استمرار الدفع عنها أو لا. امثله على التكلفه الغارقة
تكلفة الإنتاج الزراعي في منطقة صحراوية جافة حيث يتطلب الري بشكل دائم واستخدام مواد كيميائية لتحسين الأراضي، مما يؤدي إلى تكلفة عالية جدًا لإنتاج المحاصيل وزيادة الأعباء المالية على المزارعين. في حال عدم تحقيق أرباح كافية، فإنه من الممكن أن يؤدي ذلك إلى انهيار المزرعة وتوقف الإنتاج
يمكننا أن نذهب من المنطلق نفسه إلى فكرة المقارنة على أساس المشروعات التجاريّة على سبيل المثال. لنفترض أنّنا نمتلك مشروعًا لبيع البقالة والحلوى وخلافه مثلًا. بالتأكيد ليدنا عدد كبير من المنافسين في الشراع نرغب في التفوّق عليهم. سأضرب لكَ نموذجين واقعيّين في هذا السياق. مع العلم أن تاجر الجملة يمرّ علينا يوميًّا لعرض المنتجات علينا وعلى المتاجر المنافسة.
- التكلفة الغارقة:
عرض علينا تاجر الجملة منتجًا جديدًا اسمه X. وأخبرنا أن الشركة تدعمه بالإعلانات وأنه سيكون نقطة تحوّل في السوق. اقتنعنا بحديثه واشترينا كمّية من المنتج. لكن النتائج جاءت على غير المتوقّع وفشل المنتج في السوق. هكذا سقطت على عواتقنا تكلفة غارقة.
- تكلفة الفرصة البديلة:
عرض علينا تاجر الجملة منتجًا اسمه Y. وأخبرنا أن الشركة تتوقّع لها مستقبلًا مبشّرًا. لكنّنا خشينا المخاطرة ولم نقتنع. لكن المنافسين المجاورين اقتنعوا وقرّروا المخاطرة. ولحسن اختيارهم، وقع ضغط كبير على المنتج وجنوا أرباحًا جيّدة من ورائه. لكنّنا لم نجن شيئًا بسبب خوفنا من الفرصة. هكذا تكبّدنا تكلفة الفرصة البديلة.
في مفهوم الاقتصاد، تكلفة الفرصة البديلة هي الفرصة التي تضيع عندما يتم اختيار بديل آخر، والتكلفة الغارقة هي التكلفة الإجمالية للإنتاج، بما في ذلك التكلفة الثابتة والمتغيرة.
لذلك، الفرق بين تكلفة الفرصة البديلة والتكلفة الغارقة ينبغي أن يتم فهمه بشكل جيد من قبل المهنيين في مجال الإدارة والاقتصاد. على سبيل المثال، عند اختيار بديل آخر، تفقد الشركة الفرصة الأولى التي تم اختيارها، وهذا يعرف بتكلفة الفرصة البديلة. ومن الجدير بالذكر أن هذه النقطة تتعلق بأهمية المعرفة بالتكلفة الفعلية للإنتاج، لأن التكلفة الغارقة يمكن أن تكون عاملاً مهماً في عملية اتخاذ القرارات الاستثمارية.
التعليقات