هل من العدل أن يتم تخصيص جزء أكبر من الميراث لابن يعاني من مشاكل نفسية أو مالية مقارنة بأشقائه الذين قد تكون أوضاعهم مستقرة، خصوصاً إذا كان الهدف هو مساعدته على تجاوز أزماته وتأمين مستقبله؟ ولماذا؟
ابن يعاني من مشاكل نفسية/ مالية، من العدالة أن يتم تخصيص جزء أكبر من الميراث له؟
بل من المفضل أيضًا في رأيي، كثيرًا ما أرى حالات في ميراث العائلات، حين يتخلى أخ عن نصيبه - كونه مقتدرًا - لأخ أو أخت ثانية تعاني من مشاكل مالية أو احتياجات أكبر، ولكن طبعًا تلك الحالات تُطرح طوعًا ولا تُفرض في رأيي، طالما مثلًا لم يكن هناك توصية مباشرة من الأب قبل أن يموت، وهي حالات شهدتها أيضًا.
هذا الامر يجب إن حدث أن يكون به نوع من الاتفاق والتراضي، خاصة أن هذه الامور إن حدثت هكذا تخلق ضغينة كبيرة بين الأخوات، فمثلا لي زميلة زوجها حالته المادية ممتازة، أهلها منعوا عنها الميراث بهذه الحجة وأعطوا الأموال لأخواتها الصبيان، أما هي فحزنت جدا ووجدت التصرف غير عادل لأن ميراثها هذا سيكون ملكها ويخصها وسند معها بأي وقت، وأعطى عندها انطباع أن اهلها لا يحبوها وينظرون لزوجها وفقط، والكثير من هذه الحالات التي نراها، لذا إن أراد الأب أن يساعد هذا بمبلغ إضافي يمكنه على نفس الخط إرضاء الآخرين بشيء ما حتى لا يقفوا ضد بعضهم.
خاصة أنك قد تجد أخين بنفس الوضع المادي، واحد يشتكي وكثير الشكوى فأهله يعلمون أنه متأزم وأخر صامت يحرج من ذكر مثل هذه الأمور فيكون في نظرهم حالته جيدة فلو اتخذ قرار هنا بالانحياز للآخر سيكون أثره سلبا على الشخص الذي لا يشتكي
إضافة ممتازة تُسلط الضوء على الجانب النفسي والاجتماعي للقرار. لكن من المهم أن نُدرك أن العدل ليس فقط في توزيع المال، بل في الشعور بالإنصاف أيضاً. أحياناً، القرار العادل لا يتعلق فقط بالمبلغ المادي الممنوح، بل بالطريقة التي يُتخذ بها القرار ويُعلَن للعائلة.
على سبيل المثال، إذا قرر الأب تخصيص جزء إضافي لأحد الأبناء، فمن الأفضل أن يكون ذلك بشكل واضح وشفاف للجميع، مع شرح الأسباب والدوافع وراء هذا التمييز. هذا يقلل من مشاعر الضغينة وسوء الفهم.
أيضاً ينبغي أن يكون هناك توازن عاطفي في التعامل مع الأبناء؛ لأن البعض قد يكون صامتاً عن مشاكله، لكنه بحاجة إلى دعم أكبر من الذي يشتكي بصوت عالٍ.
أعتقد التركيز على الشفافية والعدل في المشاعر قبل الأرقام هو ما يُجنّب العائلة الانقسامات التي قد تنشأ بسبب قرارات كهذه.
من منظور العدل ، قد يكون من المنطقي تخصيص جزء أكبر من الميراث لابن يعاني من مشاكل نفسية أو مالية, لكن من جانب آخر، قد يثير هذا القرار مشاعر الظلم أو الغيرة بين الأشقاء، خاصة إذا شعروا أن توزيع الميراث لم يكن مُنصفًا.
لذلك أعتقد الحل أن التواصل والشفافية بين أفراد الأسرة، وشرح الأسباب التي دفعت لهذا القرار لضمان تفهّم الجميع. في النهاية، القرار يتوقف على نية الوالدين هل الهدف حقاً دعم الابن المحتاج أم أن هناك تحيزاً غير مُبرر؟
والأفضل هو إشراك أهل العلم من لجنة الفتوى لتبرأة الضمير.
لو العائلة مسلمة فلا نقاش في الأمور الثابتة في الدين، لكن بعد تقسيم الميراث فالدين أيضا يأمر بالإحسان فنفس أفراد العائلة عليهم التكفل بالابن الضعيف و ربما أيضا أن يسمح له من لا يحتاج ذلك الميراث في حقه...والله أعلم.
من المفيد تربية الأبناء على خصال المحبة وتنشئتهم على أواصر المودة، ففي وجود ظرف كذلك حتى مع توفر المال سيكون من المفيد وجود أشقاء يهتمون فعلاً بهذا الابن لمساعدته ورعايته ومراعاة شؤونه، ومن الضروري توفر خصال المحبة والمودة لأنه إذا كان ذلك الفرد لا يستطيع إدارة أمواله، أو متابعة أوجه إنفاقها، سيعينه وجود أشقاء يتسمون بالأمانة والاستقامة كأولياء على نصيبه من الأموال.
التعليقات