كثيراً ما نمر بفترات متقلبة في علاقتنا بالآخرين بل ومن الممكن أن يصل الأمر لقطع العلاقة بسبب هذه التقلبات.
بالنسبة لك ما هو أكبر تحدٍ واجهته في علاقتك مع شخص ما؟
أكبر تحدي كان عندما يسلبني هذا الأخير حقّ الكرامة، مهما كانت مرتبته في حياتي، ومهما كان المشروع الذي يجمعنا سأفلته دون أن ألتفت ..
الكرامة لا يمكن التغاضي عنها فعلا لكن برأيي يمكننا توضيح الأمر أولاً فربما لم يقصد الشخص الآخر أو لا ينظر للأمر كما ننظر له لاختلاف المعايير
في فترة سابقة، واجهت تحدي قطع علاقة بأحد الأصدقاء كون الأمر تطور إلى مشاحنات مستمرة وشعرت أننا أصبحنا مختلفين تمامًا عن بعضنا في أسلوب التفكير واتجاهات الحياة في العموم، وقتها كان الأمر عسيرًا جدًا لأن كل شخص يرى الأمر من منظوره، وفي الأخير تحولت العلاقة بيننا إلى السطحية الشديدة، لا أنكر أن هناك أخطاء من جانبي في نقطة عدم المواجهة من البداية، ولكن هذه العلاقة تحديدًا أفادتني جدًا في تفهم عيب خطير كان عليَّ تصليحه في هذا الوقت.
جيد أهم شيء التعلم خصوصاً إذا لم يوقعنا الأمر في مشاكل أو يترك أثر مستمر لكن برأيي أن الاختلاف ليس سبب للمشاحنة إلا إذا كان الأمر يتعلق بأمور مشتركة أو ثوابت نضطر لتحكيمها، أو إذا كان الشخص الآخر لا يمكنه التعامل مع الاختلاف ويوجه انتقاص نتيجة هذا الاختلاف ، حصلت معي تجارب مشابهة لتجربتك أحيانا اضطررت لقطع العلاقة فعلاً أو على الأقل ترك مسافة كبيرة بيننا وأحياناً أخرى استفدت من هذا الخلاف في الرؤي بمنظور آخر أو ربما الاستفادة بعلومات في جوانب لم أكن أتم بها
أو إذا كان الشخص الآخر لا يمكنه التعامل مع الاختلاف ويوجه انتقاص نتيجة هذا الاختلاف
نعم، هذا الاختلاف الذي أقصده، أي عدم تقبل فكرة أننا من الطبيعي أن نتغير وننضج طالما أن ذلك لا يؤثر على طبيعة علاقتنا مع الآخرين، وفي حالة التأثر يجب أن يكون هناك تناقش بيننا حول ما نستطيع فعله للتكيف مع هذا التغيير المطلوب للمرحلة الحالية، وليس الانتقاد دون هدف.
قد أشارك هنا تجربة مختلفة لم تنته بقطع العلاقة. الحقيقة أكبر تحدي واجهني كان تغيير سلوك شائع في علاقة ما بسبب تغيري الشخصي بدون أن تنقطع هذه العلاقة
فمن الطبيعي أن الإنسان خاصة مع علاقات طفولته يكبر عنها وقد يرفض أفعالًا كان يقبلها من قبل أو يحتاج إلى تعديل حدوده مع الآخرين وهذا قد يسبب بعض التوتر والحرج في البداية لكن بالنسبة لي كان التواصل الفعّال ومحاولة طرح الفكرة الجديدة بطريقة ليست هجومية ولا تلوم الطرف الأخر على أي شيء سبق وكذلك الرغبة المشتركة في إنجاح العلاقة ما ساعد على كون العلاقة مستمرة حتى الآن بل بشكل أكثر راحة حيث يمكنني التعبير عن نفسي بشكل أفضل ووضع حدود أفضل. لذلك أرى أن الحل الأول في أي علاقة قائمة غير مريحة هو محاولة تغيير حدودنا أولًا قبل أخذ قرار قطع تلك العلاقة
تجربة رائعة وأتفق جداً مع هذا المبدأ ويجب أن يقدر الطرف الآخر الأسلوب الذي يناسب طبيعتي والذي أحب أن أتعامل به، المشكلة أن هناك أشخاص ينظرون للأمور بما يوافق ذوقه فقط ويعتبر أن منظوره وكأنه حقيقة فطرية أو علمية مسلم بها ولم يدرك أن الله خلق اختلاف الأذواق والطبائع لذلك عندها يكون من الصعب الاستمرار في تلك العلاقات.
الحمد لله أن تجربتك كانت إيجابية وفيها تفهم متبادل
أنني كنت أرى الأمور من منظوري الخاص، ظننت أن جميع البشر يتفاعلون مع الأمور بقدر العمق الذي أتفاعل به، وأن التفضيلات معممة وكذلك المكروهات.
أنت لن تصدقني، حتى أنا لم أصدق نفسي لمدة ٣ سنوات.
أكبر تحدي واجهته في علاقتي بأحدهم هو محاولة التعامل مع شخصيتين في آن واحد.
هذه الشخصية حرفيًا كانت تتعامل معي كما لو كانت منفصلة عن نفسها. وكل شخصية مستقلة بذاتها ولا تعترف بوجود الأخرى.
بالطبع وصل الأمر إلى قطع العلاقة نهائيا. وهذا هو أسلم شيء. لم يكن هناك خيار آخر.
التعليقات