كلنا نمر بلحظات سيئة بحياتنا، تعالوا نتعلّم من ظروفنا الصعبة، صف أكثر مرحلة كنت يائس فيها وكيف حللت الأمر؟!
تعالوا نتعلّم من ظروفنا الصعبة، صف أكثر مرحلة كنت يائس فيها وكيف حللت الأمر؟!
كل شوية أكون يائس، وأتمسك بفكرة مفادها بأنني لم أمت بعد، وألتفت حولي فأجد أن مواردي لم تنفذ بعد، هذا على صعيد شخصي، على صعيد آخر، يلزم أن يكون بالجوار أشخاص أنت واثق في بذلهم الغالي والنفيس من أجل إخراجك من محنتك.
بما أنك لم تضع حلاً أقول لك بأنه يجب عليك أن تضع خطة لإنقاذ نفسك، اقرأ عن جوردان بيترسون عالم النفس الأمريكي الشهير حالياً وخطط الإنقاذ الذي يصممها لكي ينتشل الناس من قعر احتياجاتهم إلى مراحل يستطيعون بها تحصيل ما لم يكونوا يستطيعون تحصيله سابقاً، هذه الخطط ضرورية ليس فقط للاستقرار المادي بل والنفسي أيضاً بما أنك تعترف بأن هناك مساحة بعد ولم ينهار كل شيء.
بما أنك لم تضع حلاً أقول لك بأنه يجب عليك أن تضع خطة لإنقاذ نفسك، اقرأ عن جوردان بيترسون عالم النفس الأمريكي الشهير حالياً وخطط الإنقاذ الذي يصممها لكي ينتشل الناس من قعر احتياجاتهم إلى مراحل يستطيعون بها تحصيل ما لم يكونوا يستطيعون تحصيله سابقاً، هذه الخطط ضرورية ليس فقط للاستقرار المادي بل والنفسي أيضاً بما أنك تعترف بأن هناك مساحة بعد ولم ينهار كل شيء.
يا نهار أبيض .. هذا الكلام لي أنا؟
على كل حال، أنا غير مؤمن بأغلب ما يأتي في كتب الأمريكان، فظروفهم أحسن من ظروفنا مهما حاولنا تسويدها لنشعر أن هناك من يعاني مثلنا، لدي استراتيجيات أفضل، على سبيل المثال لا الحصر، هناك أشخاص أعرفهم من فلسطين، سوريا، والعراق، والسودان، يتعايشون وهم منتجين ماديا وعلى المستوى الثقافي، مثلك أنت يا ضياء، رغم أن معاناتهم غالبا أكبر من معاناتي .. ربما أكبر من أي شيء سبق وواجهته.
من الآخر: (تشوف بلاوي الناس تهون عليك بلوتك) كما يقول المثل المصري.
بالإضافة إلى أن لدي رصيد هائل من الغرور، الشغف، الثقة والاعتزاز بالنفس، رصيد لا ينضب على ما يبدوا حتى في أسوأ الأحوال، أقر بأن بعض البرامج مفيدة، لكن لما أفضى لتطبيقها، ويرجى العلم أنني قارئ نهم لكتب التنمية، سأراجع نفسي وأنظر كنت قرأت لهذا المذكور أعلاه أم لا.
أحاول دائما أن أرى المشاكل و لحظات اليأس بمنظور آخر، حتى تكون كدافع قوى لي لأمضي قدما في الأمر الذي أنا فيه، و عند حصولي على شهادة البكالوريوس لا أقول أنني كنت في مرحلة يأس و إنما كنت أشعر أنه يجب علي أن أغير الجامعة لأني شعرت أن رغبتي في الدراسة أصبحت منعدمة و بالتالي يجب أن يحدث هذا التغيير، و بالفعل تعاملت مع الأمر و في الأخير تحسنت نفسيتي.
هذا أمر طبيعي جداً، أنا غيّرت اختصاصي من الحقوق إلى أدب إنكليزي وكان هذا خيار نادر جداً ولاموني عليه الكثير من الناس وخاصة أهلي، واجهت مصاعب ولكن ما يعزّي في القرارات الشخصية وعدم الانسجام مع واقع ما نُطالَب به عادةً من الناس هو أن خياراتنا الشخثية نحن مسؤولين عنها سواء كانت سيئة أو جيدة وبالتالي لا حزن نهائياً على النتائج.
ربما أكثر وقت كان عندما تركت العمل لظروف قهرية وحاولت البحث عن وظيفة مناسبة أخرى بعد انتهاء هذه الظروف، ولكن لم أوفق في إيجاد العمل المناسب فقررت أن أعطي نفسي فترة راحة وخلال هذه الفترة أخبرت بعض الأصدقاء بأنني أبحث عن عمل ولو ظهر شيء ما في أي وقت يخبروني به وأخبرني صديق لي لماذا لا تجرب العمل الحر، ومن ثم تذكرت أنني لدي حساب على موقع مستقل ولكني لم أكن بدأت العمل الحر بشكل كامل بعد وحتى أنني لم أعمل على مشروع واحد رغم أن الحساب قديم، وحينها قررت الاهتمام بملفي الشخصي على مستقل وتقدمت على أول مشروع لي ووفقت في العمل وكان بداية العمل الحر على مستقل.
يعني تقريباً البداية مشابهة، أنا بدأت عن طريق أنني كنت في ملل شديد من العمل ٨ ساعات يومياً في عمل تقليدي، صرت أقدّم على أي شيء بخرج لي بشكل عشوائي، إلى أن أخيراً أيضاً فتحت نافذة لمشروع بالعمل الحر وقلت أنها فترة قصيرة وستنتهي ولكن نا انتهى في الحقيقة هو عملي التقليدي وصار اعتمادي الكامل على العمل الحر.
من أكثر المراحل التي شعرت باليأس فيها كانت عندما اقتربت من شخصية طلبت مني أن أغير من نفسي لأجلها، وحينها حاولت حتى لا أخسرها وكم يأست حينها لأني لا أستطيع إرضاءها، ولكن حين تعبت من التظاهر بشخصية ليست شخصيتي، توقفت وحللت الأمر وتوصلت إلى أنني غير مضطرة لأن أكون بشكل غير شخصيتي حتى أرضي أي كائن.
اعتقد أن كل شخص منا يمر بهذه المرحلة بحياته وبالغالب في علاقة حب فاشلة تكون الأولى بحياته أو عمل أحبّه جداً وشعر أن لا بديل له نهائياً فاضطر للضغط على نفسه من أجله وهذا الأمر برأيي طبيعي جداً إلى درجة أنه لا يجب أن ننبه أولادنا في الغد من هذه الأمور حتى يتعرضوا لتجربة مماثلة ويتعلموا مبكراً بدلاً من حمايتهم من هذا الموقف. ط
أكثر مرحلة كنت يائسة فيها هي لما أصبت بالاكتئاب للمرة الأولى، واضطررت على إثر هذا أن أتأخر سنتين دراسيتين، وأن أتخرج متأخرًا عما من هم في سني.
لا أستطيع أن أٌقول إنني حللت الأمر تمامًا، ولكن بت مقتنعة أن ما حدث كان قضاء وقدر، وليس لي يد فيه، وكل ما يسعني فعله الآن هو أن أركز على اللحظة الحالية، وأكف عن اجترار مآسي الماضي.
"ليس للإنسان إلا ما سعى"، لذا سأسعى وحسب.
تعرضت لشيء مشابه بعد سفري والأطباء زادوا الأمر صعوبة عليّ، تفاجئت بكيف يمكن لطبيب غير كفوء أن يصنع كل هذا السوء بمريض، أنا الحمدلله كان هناك لدي عقل يرشدني لكيف أخرج من أزمتي على عكس كثيرين من الناس الذين لا يعقلون الأمور ولا يحللونها ويستسلمون لمشاعرهم وأدوية الأطباء الغير مفيدة بدون تغيير عقلية
لا أظن أنني يمكن أن أرفض بالكلية الأدوية، أو أن أراها غير مفيدة، وهناك مرضى كثر تحسنت حالتهم عن طريق الأدوية.
لاحظ أيضًا أنه ما زالت هناك الكثير من الأمور الغامضة فيما يتعلق بالطب النفسي والأمراض النفسية، والطب النفسي يعتبر فرعًا حديثًا أصلًا مقارنة بفروع الطب الأخرى، وما زال في تطور، لذا فالأدوية محاولة يمكن أن تصيب ويمكن أن تخطئ.
عندما قررت العودة للدراسة مرة أخرى بعد انقطاع، كانت فترة الامتحانات صعبة مع ضغط العمل والبيت، استعنت بالله وبذلت جهدي، مع دعم أسرتي تجاوزت الأمر بفضل الله، حتى الآن لا أصدق كيف تجاوزت تلك المرحلة، خاصة أنها كانت سنة مليئة بالأزمات والحمد لله.
سجلت علوم سياسية مع فرعي الأساسي قبل سنتين ولم أكمله، شجعتني فكرة أنك اجتزت الأمور بدون مشاكل، إلى أي مدى تأثرت بفكرة الانقطاع وكانت العودة صعبة بالنسبة لك؟ يعني ما الذي واجهتيه ذهنياً وعملياً من صعوبات جعلت من الأمر تحدياً بالنسبة لك؟
أسألك لأني أفكر بعودة لاستكمال الفرع الجامعي الذي أحبه فعلاً ولكني أهاف الرجوع إليه بعد كل هذا الانقطاع.
كانت فترة انقطاعي أطول، وبالتالي فالعودة لم تكن سهلة، فكانت العقبة باعتقادي هي العودة للمذاكرة والامتحانات مرة أخرى، كما أنه لم يكن لي زملاء أعرفهم، لكني حرصت على الحضور والمتابعة والتعرف إلى زملاء جدد، ساعدوني في الالتحاق بكورسات والمذاكرة أوقات الامتحانات فكنا ندرس معًا عبر زووم. الحمد لله مرت الدراسة بسلام، وأفكر في استكمال الدراسات العليا بإذن الله.
أسألك لأني أفكر بعودة لاستكمال الفرع الجامعي الذي أحبه فعلاً ولكني أهاف الرجوع إليه بعد كل هذا الانقطاع.
ستكتشف في النهاية أن خوفك غير مبرر، انقطاع سنتين ليس بفترة طويلة، أقترح أن تبدأ بالتسجيل للعام القادم إن كان هناك فرصة حتى لا تمر بك السنوات دون جدوى، ولن يؤثر هذا غالبًا على عملك بإذن الله.
التعليقات