لماذا يصبح الناس في الظروف الصعبة و الحاسمة في غاية الذكاء و القدرة على التصرف و تطويع الظروف . بينما الأغلبية تتعامل بنصف عقل في الظروف العادية ؟
الذكاء في الظروف الصعبة و الحاسمة
من خلال المنظور العلمي تظهر الأبحاث النفسية أن الأشخاص يميلون إلى إظهار مستويات أعلى من الذكاء والقدرة على التكيف في الظروف الصعبة بسبب زيادة الضغط النفسي، مما يحفز استجابة "القتال أو الهروب". في هذه الحالات، يتم تنشيط مناطق معينة في الدماغ مثل القشرة الجبهية، المسؤولة عن اتخاذ القرار والتخطيط. هذا التنشيط يعزز التفكير الإبداعي والقدرة على حل المشكلات، مما يؤدي إلى استجابة أكثر فعالية. أما في الظروف العادية، قد يتعرض الأفراد للتشتت أو الروتين، مما يقلل من تحفيزهم الذهني ويؤدي إلى اتخاذ قرارات أقل فعالية.
هناك نظرية تسمى نظرية العمليات المزدوجة، وتشير إلى أن الإنسان يستخدم نوعين من التفكير:
التفكير السريع والبديهي (النظام 1) في الظروف العادية.
التفكير التحليلي والمنطقي (النظام 2) في الظروف الحاسمة.
فمثلا الظروف العادية قد تدفعنا إلى اتخاذ قرارات تلقائية دون تفكير عميق، بينما المواقف الحاسمة تجبرنا على استخدام النظام 2، الذى يتطلب مزيدًا من الانتباه والتركيز لأن الموقف نفسه غير تلقائي
هذا البحث به معلومات أكثر عن المعالجة التلقائية والمعالجة الخاضعة للرقابة، وعملية الإدراك وأثره على اتخاذ القرار، يمكنك الاطلاع عليه سيوضح لك الكثير
أحيانا أدائنا العقلي والبدني يتحسن مع زيادة الضغط إلى حد معين، حيث يصبح الشخص في حالة تركيز مثالى.
فمثلا في الظروف العادية، قد لا تكون الحوافز قوية بما يكفي لتحفيز التفكير الكامل أو الإبداع، بينما في الظروف الصعبة، يزداد مستوى الإثارة ويفرز الكورتيزول والادرينالين ، مما يجعل دماغنا أكثر استعدادا لحل المشكلات واتخاذ القرارات
الموضوع كله يتركز في الانتباه ومادة الأدرينالين، في هذين الأمرين حصراً، بالظروف الصعبة والحاسمة والخطرة يُجبر الإنسان على التركيز الكامل واستخدام كافة طاقاته الذهنية لحل المشكلة أو النجاة في معظم الأحيان، لأن الخطر يحفز الدماغ على إفراز هرمونات مثل الأدرينالين، وعندما نسمع كلمة أدرينالين يجب أن نقتنع بأن الأمر مرتبط مباشرةً بالانتباه، يزيد من الانتباه والإبداع.
يعني إنقاذ شخص من حريق لا يشبه إنجاز تاسك لشركة بشكل مستعجل، لكل حالة انتباهها، ولذلك في هذه الحالات نجد أشخاص يتصرفون بسرعة وببراعة رغم عدم خبرتهم، لأن الضغط يولّد الحاجة لاتخاذ قرارات حاسمة وسريعة بدون تفكير وبانتباه عالي، هذا ما يحتاجه الانسان عادةً للنجاة. بينما الظروف العادية لا تولّد إلا تراخي ذهني.
عندما يقع الإنسان منا في مأزق ما يعمل الجسم على دفع الأدرينالين في الجسم ليستطيع الإنسان الخروج من هذا المأزق بسرعة.
وكذلك تفكير العقل الخارق في الظروف راجع إلى غريزة البقاء الموجودة داخل البشر، فبسبب تلك الغريزة ينشط العقل ويعمل بسرعة جدًّا ليخرج من تلك الظروف الصعبة باتخاذ قرارات حاسمة مصيرية.
أما في الظروف العادية فإن غريزة البقاء لا يوجد سبب لتفعيلها لذلك يعمل العقل بشكل طبيعي وليس بطريقة خارقة.
التعليقات