ما مدى أخلاقية المطالبة بالحقوق الفكرية لإنتاجات الذكاء الصناعي؟

هذا الأمر هو حرفياً نكتة الموسم إذا كانوا مصرّين على تطبيقه، أين الإبداع والفكر؟ هذه بيانات رقمية، الافتقار إلى الإبداع هي أكثر سمة بارزة بالذكاء الاصطناعي، هو يركّب لا يُبدع وهناك فرق كبير، يعمل الذكاء الاصطناعي حالياً على الخوارزميات ومجموعات البيانات فهل يمكننا اعتبار مخرجاتها أعمال إبداعية تستحق حماية حقوق الطبع والنشر؟ أم أعمال تركيبية تستحق التخزين والاستفادة منها فقط وتطويرها؟

وعدا عن ذلك، إذا كان الذكاء الاصطناعي محمي بموجب حقوق الملكية الفكرية وينتج محتوى إبداعي، فمن يملك هذا الإبداع؟ المبرمج الذي صنع الذكاء الاصطناعي أول مرة وطوّل بذرته الأساس أم الذكاء الاصطناعي نفسه؟ إذا كان الذكاء الاصطناعي فعلاً مبدع فهذا يعني أنّ أوّل شخص طوّره هو المبدع الأساس وهو الذي يستحق كل الحقوق الفكرية!

أعتقد أن السؤال حول حقوق الآلات يطرح تحديات أخلاقية وقانونية معقدة، عموما في الوقت الحالي لا يُعتبر الذكاء الصناعي كـ"شخص" قانوني، وبالتالي لا يحق له الحصول على حقوق ابداعية كانت أو غيرها، ومن يثير فكرة منح الذكاء الصناعي حقوق خاصة مع تطوره وقدرته على اتخاذ قرارات ذاتية أحيانا يجب أن ينتبه إلى بعض الجوانب المتعلقة بمنح الحقوق.

وأعتقد أن الذكاء الاصطناعي ليحصل على حقوق يجب أن يكون مسؤولاً عن أفعاله بمفرده، وينبغي أن تكون له دراية أو وعي بما ينتجه، كما أن انتاجاته تعتمد على تجميع بيانات موجود مسبقا وهي من ابداع افكار اشخاص أخرين، يعني أنها ليست أصلية.

السؤال الذي يطرح فعلا هو هل الذكاء الاصطناعي يبدع فعلا؟ هل توجد انتاجات جاءت منه من الأصل إلى السلام عليكم، الصراحة لحد الساعة لم اسمع روبوت اخترع أو ابدع في حل مشكلة، كل ما يقوم به هو مبرمج عليه يعني من أصل العقل البشري وقام بالتركيب وممكن حتى يخطئ من خلاله قراءته للخطوات أو يحدث خلل.

حقوق الملكية هي تأتي من الأصل في التفكير فيها، هلى انظمة الذكاء الاصطناعي تفكر، لديها عقل؟

سيكون الأمر شائك بكل تأكيد

الأمر ليس بهذه السهولة، يمكن النظر إلى الذكاء الصناعي ككيان يستحق الحماية القانونية والحقوق الفكرية لإنتاجاته، خاصة إذا كان للآلة القدرة على الإبداع والابتكار بمستوى يقارب البشر. ومن جهة أخرى، يثير الأمر تساؤلات حول طبيعة الوعي والذات في الآلات، وهل يمكنها فعلياً الاستفادة من حقوقها بمثل هذا الشكل. بالإضافة إلى ذلك، قد تفتح المطالبة بحقوق للذكاء الصناعي بابًا لتحديات قانونية جديدة تتعلق بالمسؤولية والتعويضات في حال وقوع أخطاء أو إضرار ناتجة عن تلك التكنولوجيا.

لذلك أرى ضرورة تطوير آليات لتقنين هذا الأمر، خاصة حدود استخدام الذكاء الصناعي، أيضاً بالحديث عن قتله للابتكار، الكلمة تغير المعنى. إذ وجد الذكاء ليسهل علينا ويختصر الوقت، فمن الممكن أن يكتب لي منشور مفتقد للإبداع ولكنه منطقي وعقلاني، فأغير العنوان وأغير الخاتمة هكذا حسنت المنشور وحولته من مجرد منشور لمنشور جذاب ويتماشي مع المؤسسة التى أعمل بها، هنا من الذي يستحق الحقوق أنا أم الذكاء، الذكاء الذي كون الجمل من معيطات أعطيتها له أم أنا الذي راجعت وعدلت وغيرت، اعتقد ان اداة متاحة للجميع لتجربتها لا يمكن وضع حقوق ملكية لها.

ما مدى أخلاقية المطالبة بالحقوق الفكرية لإنتاجات الذكاء الصناعي؟

لا أعتقد أن الأمر يتعلق "بالأخلاقية" بل "بالمنطقية"؛ اسمها "حقوق ملكية فكرية" إذًا المطالبة بتلك الحقوق مرتبط بالتفكير والأفكار، ومعلوم أن الذكاء الاصطناعي فكره اصطناعي كذلك، لأنه يعتمد على معالجة المعلومات وليس التفكير فيها، إذًا فالمطالبة بالملكية الفكرية يحق للشخص المبدع الذي طوّر الذكاء الاصطناعي ليتمكن من إنتاج ما يقدمه.