بغض النظر عن بعض الاستراتجيات الاحتكارية التي لن نتطرق إليها هنا، سوف نلتزم فقط بما هو متاح في السوق، وعليه يمكنك التسويق لنوعين من المنتجات بحسب مقدار توفرهما في السوق

منتجات يسهل توفيرها: متوفرة بكثرة أو سهل الوصول إليها

منتجات يصعب توفيرها: غير متوفر منها إلا كمية محدودة جدا أو يصعب الحصول عليها

وعليه، ينشأ حول كل منتج مجموعة من الاتجاهات التسويقية بحسب طبيعة هذا المنتج، يمكننا قبل الخوض في فوائد التسويق لمنتجات متوفرة أو شحيحة، بل واستعمال مبدأ الوفرة / الندرة نفسه في التسويق، أن نفرق بينهما موضحين مزايا وعيوب كل منهما، وسوف نكتفي بثلاث مزايا وثلاث عيوب

المنتجات والخدمات التي تقع ضمن الـ (المتداول):

  • تملك شريحة كبيرة جدا من المستهلكين، هو الأساس الذي يقوم عليه اقتصاد الوفرة، يقابل ذلك انخفاض كبير جدا في الأسعار ما يعني هامش ربح قليل يحتاج لخطوط إنتاج غزيرة لتوسيع المساحة الآمنة، وإلا تعرض المشروع كله لخطر الإفلاس.
  • بحكم أنها شائعة، يسهل العمل فيها من حيث الخبرة، في المقابل، يقلل التنافس من فرص نموك، لأنه إضافة إلى هامش الربح الذي قد لا يكون كبيرا، أنت لن تستحوذ على شريحة كبيرة من العملاء بسبب وجود منافسين كثر جدا (هههههه ربما بعدد وجود العملاء في بعض النشاطات).
  • سهولة الوصول إلى موارد بشرية أو مادية، وتتيح للعميل كل شيء قد يرغب فيه تقريبا وأسعار في متناول الجميع، في مقابل أن كثرة الخيارات قد تعد عيبا، ما يُرهق العميل، ويقتل أي ولاء له للعلامة التجارية، فبالإضافة إلى أنه يظل هناك شبح، بأن السلعة التي تقدمها، هناك من يقدم بديلا أفضل، أو سعرا أفضل، أيضا كثرة المنتجات حتى ضمن باقة منتجاتك أنت، مما يشتت العميل، ويذهب بأي رغبة لديه في الشراء.

هذا ينقلنا إلى اقتصاد الندرة، وهنا قد أكون متحيزا نحو هذا التوجه بحكم أن مجال تخصصي هو بيع النوادر، ولكنه تحيز منطقي نظرا لسير الاقتصاد نفسه، وفق آلة رأسمالية أو حتى وفق النظم الاشتراكية (تصدق!)، حيث ممارسات مثل الاحتكار أو المضاربة أو استغلال الأزمات (كما ينصح كبار المستثمرين) تظل قائمة.

المنتجات والخدمات التي تقع ضمن الـ (النادر):

  • شريحة محددة جدا من العملاء، في مقابل ولاء أكبر من هؤلاء العملاء.
  • أسعار غالية جدا، في مقابل القدرة على استهداف عملاء لديهم قدرة شرائية أكبر.
  • صعوبة توفير المنتج المطلوب للعميل، في مقابل تعزيز الولاء أكثر.

أعتقد أن الأولى والثالثة مكررة، لذا لن أتكلم أكثر لأني عاجز عن جمع ثالثة في الحالتين، ولكن لعل القصد بلغكم.

الآن، بالنسبة إلى التسويق، هناك منذ سنوات فارق بين الخوارزميات التي تدير عمليات ظهور المحتوى داخل فيس بوك، وتويتر (إكس)، فكان الأخير يميل إلى الوفرة، بينما فيس بوك، يدعم المنشورات القليلة

مشكلة الولاء، للمنتجات الأكثر استهدافا، أنه ورغم تقبل العميل لما تبلغه من غلاء، إلا أنه هناك صعوبة في التعرف عليك. لهذا ريحت تويتر دماغها، وتبنت استراتيجية (يا بحر ما لكش آخر)، ما أثبت أنه نهج عبقري فعلا؛ زخم غير عادي وغير مسبوق في المحتوى بشكل لم نعهده في التاريخ، ربما لأن العصر الرقمي، لم يحضرنا في القرون السالفة، فنجد تويتر، ويوتيوب، وتيك توك، كلها تدعوا إلى إنتاج محتوى، جيد، سيء، لا يهم. انتج محتوى وخلاص، حتى لو تظهر بشخصيتك، محتوى طويل، أو قصير، وادعم القصير لأنه أسهل. اظهر وأنت تأكل، تشرب، تمشي في الشارع، تلعب مع قطتك، افعل أي شيء. مجموعة كبيرة جدا من التنويعات على المحتوى مكتوب، سمعي، بصري (صورة أو فيديو)، مشترك بين هذا وذاك، نص طويل، أو قصير، انستجرام وتويتر يدعمان النصوص القصيرة (لأنها سهلة، سريعة، كثيرة)، انستغرام، وسناب شات يدعمان اللقطات السريعة اللحظية (سجل لحظاتك المفضلة!).

بالإضافة إلى باقة كبيرة ومتنوعة من التفاعلات، مثل التفاعل من خلال أيقونة العاطفة (أعجبني، أحببته، أضحكني، أغضبني، إلخ)، والمشاركة، والتعليق، وزر المتابعة، أو الإعجاب، أو المراسلة، أو الاشتراك، أو تفعيل جرس التنبيهات، أو الدعم المادي بأشكال عدة على مختلف المنصات.

ومجموعة كبيرة من أدوات نشر المحتوى، المعد سلفا، أو المجدول، أو المنشور بشكل غير مباشر، أو البث المباشر، والتجريب لا ينتهي عند ذلك. تتابعات لا تنتهي. حتى في السينما، صار الفيلم أو المسلسل، يتم عصره عصر، وصار بالإضافة إلى أجزاء ما بعد الحدث الرئيس وما قبل الحدث الرئيس وخطوط زمنية موازية، ووجهات نظر أخرى لشخصيات أخرى شريرة أو ثانوية، صار هناك أيضا نسختين واحدة للمنتج وأخرى للمخرج، وقريبا واحدة على حسب طلب المشاهد وكأنه لا يفعل!.

فيس بوك، جن جنونه تقريبا كل شوية ألاقي تفصيلة صغيرة فيه متغيرة، إلى أن استقرّ مؤخرا، فيس بوك، يسطير على تطبيقات ومواقع ماسنجر، واتس آب، فيس بوك، إنستغرام، وهي الأهم، ضمن منتجات / شبكات أخرى يقدمها. فيس بوك، وميتا، لحالهما، يتيحان لك الكثير من الخيارات، خاصة بعد الربط مع واتس، وإنستا، وميتا، وفتح إمكانية التربح من نشر الفيديو متنافسا حتى مع يوتيوب وتيك توك.

شبكة فيس بوك لوحدها، تساعدك على إنشاء، حساب شخصي، حسابات فرعية، صفحات، مجموعات، مجموعات دردشة، يا إلهي. ويمكنك الربط بين كل هذا وأكثر. لم نتحدث عن تقنيات مؤثرة مثل الوسم والإشارة. وأخرى غير مؤثرة مثل النكز (بالنسبة لي على الأقل)

زمان كان الأفضل منشور أو اثنين، لأنه كلما كثر العدد مع رداءة المحتوى، كان الوصول أضعف، من متابعاتي لعملي في التسويق من خلال فيس بوك، وهو عمل جدير بدراسة دقيقة لأتحقق، أشعر أن فيس بوك، صار يدعم فكرة النشر السريع، والمكثف.

أسرار إنستا أجهلها بعد، فما بالك بذلك الشيطان الجديد (ثريد).

ولكن خلينا حاليا في فيس بوك، خاصة في خدمة واحدة، صفحات فيس بوك مع أو بدون ربطها بحساب إنستا، هل يمكن للنشر يوميا بمعدل 100 منشور في اليوم الواحد أن يكون ذو جدوى كبيرة من الناحية التسويقية، لأنه مؤخرا، لاحظت أو هيئ إليّ أن النشر بالمشاركة على مجموعات عدة، لا يعطي وصولا مثل النشر الخاص (أعرف ذلك من مدة، والمجموعات تساعد في الحصول على عملاء، لكن أشعر أن الصفحة أهم دائما كلما كبر عملك).

كل المقدمة هذه، كي أسأل هذا السؤال، وأحتاج إلى إجابات من خبراء التسويق هنا، فضلا لا أمرا، بعد الإذن منهم أشرت إلى بعضهم @taqwa200 @2009abdallah @yuosf086

@Elsaeed @ZekraKha @Nibras_Alhadidi

@Mostafa_Shapan @hagar_basheer @HusseinOraby2024

@Diaa_albasir @BasmaNabil17 @MohamedKhattab