كيف ينشأ التوتر؟

التوتر هو استجابة طبيعية لضغوطات الحياة، يزداد كلما كانت التجارب التي يمر بها الإنسان أصعب وأكثر خطورة وتعقيدا.

الجهاز العصبي المركزي هو المسئول عن استراتيجيات "القتال أو الهروب  fight or flight". وهي رد فعل فطري تلقائي، لتهيئة الجسم للإستعدادات القصوى للدفاع والقتال، أو للهروب والنجاة من الخطر.

يقوم الجهاز العصبي المركزي بإرسال إشارات إلى الغدد الكظرية لإفراز هرمونات التوتر "الأدرينالين والكورتيزول"، تعمل هذه الهرمونات على زيادة معدل ضربات القلب، وإرسال الدم المندفع إلى أكثر مناطق الجسم احتياجًا له أثناء حالة الطوارئ.

بعد انتهاء الموقف أو حالة الخطورة يجب أن يعود الجهاز العصبي المركزي إلى طبيعته، ليعود الجسم إلى حالة الإستقرار الطبيعية.

أما إذا فشل في العودة إلى طبيعته أو استمرت حالة الضغط النفسي، فستستمر الإستجابة لحالة الطوارئ.

لا يفرق العقل بين الحقيقة والخيال، فمجرد تخيل المواقف الصعبة أو الأزمات يحفز العقل للاستجابة لها  كما لو أنها تحدث بالفعل. يسهل ملاحظة ذلك عند التفكير في أمر مؤلم تبدأ أعراض التوتر بالظهور على ملامح الوجه وعلى الجسم بأكمله، وكذلك عند التفكير في أمر سار تسترخي عضلات الوجه والجسم.

 

هل التوتر مفيد أم ضار؟

يعتبر التوتر مفيدا على المدى القصير؛ لتهيئة جسمك لحالة الإنتباه واليقظة، ومساعدتك على التعامل جيدا مع خطورة الموقف.

أما إذا بقيت مستويات التوتر مرتفعة لوقت طويل، فقد يكون لها تأثيرات سلبية على صحة الجسم على المدى الطويل، حيث يستمر إفراز هرمونات التوتر والتي تسري في الجسم وتنتشر فيه كالسموم.

 

أعراض التوتر على المدى القصير:

بمجرد إرسال الجهاز العصبي المركزي إشارات للغدد الكظرية لإفراز هرمونات التوتر، تبدأ أعراض التوتر بالظهور، فتزداد سرعة ضربات القلب ومعدل التنفس، لإرسال المزيد من الأكسجين في الدم إلى العضلات لإمدادها بطاقة وقوة أكبر لمواجهة الخطر.

مما قد ينتج عنه أعراض ثقل التنفس، وزيادة التعرق، وشحوب الجلد بسبب هروب الدم بعيدًا عن الجلد إلى العضلات.

 

الآثار الجانبية للتوتر على المدى الطويل:

1.   رفع ضغط الدم

بسبب زيادة معدل ضربات القلب لضخ الدم بشكل أسرع.

2.   زيادة احتمالية الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية

فالتوتر المزمن يجعل القلب يعمل بجد أكثر من الطبيعي لفترات طويلة، ويُبقي ضغط الدم مرتفعًا، مما يُزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

3.   آلام العضلات

إذا بقي الجسم في حالة ضغط وتوتر لفترات طويلة، دون منح العضلات المتشنجة فترات استراحة واسترخاء، فقد يؤدي ذلك مع مرور الوقت إلى الشعور بالألم، كالصداع وآلام الكتفين والظهر.

4.   ضعف جهاز المناعة

يحفز التوتر جهاز المناعة في المواقف الخطرة العاجلة، لمقاومة الإلتهابات والعمل على شفاء الجروح.

لكن إذا استمر على المدى الطويل فإن هرمونات التوتر تُضعِف جهاز المناعة وتُقلل من استجابة الجسم لأي فيروسات أو إصابات، بالإضافة إلى استغراق وقت أطول للتعافي من الأمراض والإلتهابات.

5.   اضطراب الجهاز الهضمي

مثل حرقة المعدة، عسر الهضم، آلام البطن والتقلصات وزيادة متلازمة القولون العصبي.

6.   الأرق واضطرابات النوم.

7.   الضعف الجنسي للرجال

يمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى إنخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، مما يؤدي إلى الضعف الجنسي وانخفاض الرغبة الجنسية.

8.   اضطراب الدورة الشهرية للنساء

ما ينتج عنه فترات غير منتظمة، وزيادة الألم عن المعتاد.

 

كيف يمكن التغلُّب على التوتر؟

بعض الإرشادات لمحاولة تجنُّب التوتر المزمن والتقليل منه قدر الإمكان:

1) التقرُّب إلى الله -عز وجل-، واستشعار معيَّته في كل وقت، واليقين بأن أقدار الله كلها خير، مما يبعث الطمأنينة في النفس.

2) ممارسة تمارين التنفس.

3) التأمل والإسترخاء.

4) ممارسة الرياضة؛ فهي تساعد على تفريغ الطاقة السلبية، وإفراز هرمونات السعادة.

5) تناول طعام صحي.

6) شرب كميات كافية من الماء.

7) تنظيم المهام اليومية؛ لتخفيف الضغط المؤدي إلى التوتر بسبب تراكم المهام.

8) تخصيص وقت كل أسبوع للإستمتاع مع الأصدقاء أو العائلة.

9) الإستفادة من خبراء التنمية الذاتية، لتعلُّم كيفية إدارة الأزمات والتحكم في الأفكار والمشاعر الناتجة عنها.

10) أخذ قسط كافي من النوم، والإبتعاد عن المشتتات مثل الهاتف المحمول أثناء فترة النوم.

11) الإستحمام بماء دافئ، خاصة قبل النوم؛ فهو يساعد على الإسترخاء.