في العام الثاني من دخولي الجامعة وبعد مروري بفترة اكتئاب صعبة تحدثتُ عنها في مساهمة سابقة ، قررت حينها الإنعزال تمامًا عن العالم ووجدت في غرفتي المقومات الخاصة لمُصطلح "Comfort zone" أو منطقة الراحة وكيف لا وأنا أشاهد الأفلام في سلامٍ تام وأستمتع بموسيقاي الخاصة بدون أحكام أو تعامل مع الآخرين، حينها تحدث معي أحد أصدقائي (المقربين) أن استمراري هكذا قد يودي بي في نهاية المطاف! "هذا سم قاتل ولا يمكنك الشعور به".

مُصطلح المنطقة الآمنة هو أحد المفاهيم الشائعة في علم النفس ويُشار إليها أنها منطقة وهمية تُستخدم مجازًا للدلالة على الحالة النفسية التي يعيشها الفرد (حيثُ يشعر بالراحة والأمان). قد تتشكل في صورة مكان ما كغرفة النوم "مكان يلجأ إليه الشخص عندما يكون مضطربًا أو قلقًا ويحتاج إلى الإنسحاب والإسترخاء" أو نشاط مُعين مثل المشي، الإستماع للموسيقى. وبالفعل يُعتبر استخدام المنطقة الآمنة أسلوبًا فعالاً للتعامل مع الضغوط النفسية والمواقف الصعبة. إذن فالسؤال المُلح هنا لماذا نخرج منها ؟

وجود الفرد في هذه المنطقة لفترة طويلة يُشكل خطراً حقيقياً عليه وقد يكون في كثير من الأوقات قاتلاً ! لأنه وبدون وعي أو إدراك لما يحدث يدخل في حالة سكون تامة ويخمد نشاطه، يبتعد عن جميع التجارب الجديدة ويفقد الدافع المُحرك له في الحياة، ناهيك عن تأثيرها السلبي على الصحة العقلية وإجبار الكثير من الأشخاص للعزلة التامة. يمكن يظهر تأثيرها بشكل ملحوظ على :-

  • العلاقات الإجتماعية (فقدان القدرة على التواصل مع الآخرين أو التعرف على أشخاص جدد).
  • الثقة بالنفس (يمكن أن تُدمر تمامًا للشعور المُستمر بالقلق).
  • فقدان الكثير من الفرص بكافة أشكالها.

يمكن الخروج من هذه المنطقة بعدة طرق وهذا يعتمد على مدى إدراكنا للأمر .. لأن فترة مكوثنا من الأساس تعتمد على عدم تنبه العقل إلى هذا الوضع ولكن مع بداية التفكير في الأمر سرعان ما تُطلق صافرات الإنذار ويبدأ العقل في تحديد المشكلة وأسباب الدخول من البداية ومن ثم البحث عن دافع جديد للخروج للحياة مرة آخرى ومن ثم ينتقل الفرد إلى منطقة الزُعر لخوفه الشديد مستقبلاً من عدم التطور وبالتالي ينتقل إلى منطقة التعلم والتي ستقوده إلى النجاح في النهاية بكُل تأكيد. ولهذا السبب يجب استخدام المنطقة الآمنة بحكمة وبحذر تام حيث يمكنك اللجوء إليها فقط عند الحاجة وليس اتخاذها كأسلوب حياة. وفي هذا الصدد هل وقعت في شرك السيف زون من قبل وهل استطعت الخروج منه؟ وكيف يمكن الخروج منه؟