الإنسان يقلق حيال كل شيء. الإنسان كائن قلِق بطبعه فنحن نخشى المستقبل، ونفكر كثيرًا بالماضي، وننسى أن نعيش اللحظة الحالية بكل ما فيها.

لفترة طويلة في حياتي كان شعور القلق يسيطر عليّ والخوف يتملكني، فأفكر بالموت، وأفكر كيف عانيت بالماضي، وأخشى أن تتكرر المعاناة بالمستقبل. أسوأ ما في الأمر هو شعوري بالذنب تجاه كل من يعاني في حياته؛ فما كان لذلك إلا أن يزيد قلقي أضعافًا مضاعفة حتى أشعر أنني مكبلة ولا أعلم من أين أبدأ.

بعد الاطّلاع حول الحالة التي كنت أعيشها بل تعيشني، حاليًا -بفضل الله- قل هذا الشعور بل اختفى. بالنسبة للماضي، أصبحت أتركه بما فيه ويكفيني الدرس الذي تعلمته. أما بالنسبة للمستقبل، فتركته للمستقبل واستودعته. أدرك الآن أنّ لا الماضي ولا المستقبل بيدي، فقط الحاضر ما أستطيع التحكم به.

هل أنا مسؤولة عن مشاعر الآخرين؟

كذلك كنت أشعر بالذنب تجاه كل شخص حزين بالحياة سواء كنت المتسببة في حزنهم أو كان المتسبب شيء آخر!

لكن عندما أمهلت نفسي لحظة للتفكير أدركت أنني لستُ مسؤولة عن مشاعر الآخرين. حقًا لستُ مسؤولة عن غضب صديقتي الذي أخبرتها أنني لا أود الخروج اليوم لأن لدي أعمالًا أنجزها.

لنضع الحل في سطر واحد، لقد تجسد الحل لي في تحديد دائرة تأثيري، والخروج من دائرة القلق التي لا توصل لشيء، وبسؤال بسيط: "هل ما أنا قلقة بشأنه الآن أستطيع تغييره؟ وهل حدث بسببي؟"

إذا كانت الإجابة "لا" فإنني بالقلق أظلم نفسي، فأدخل مجددًا إلى دائرة تأثيري الصغيرة. دائرة التأثير خاصتي تشمل دراستي وعائلتي وعاداتي، إلخ.

جدير بالذكر أنه مع الوقت وكلما أصبح الشخص أفضل من ناحية الثبات النفسي فإن دائرة تأثيره تتوسع لأنها بالأصل مرنة؛ فيصير قادرًا على التحكم بأمور أكثر.

هل سألت نفسك من قبل ماذا تشمل دائرة تأثيرك في الفترة الحالية؟ إن لم يكن قد سبق لك السؤال، فهذه فرصتك للتفكير والإجابة لنتشارك الموضوع.

كيف تخرجون من دائرة القلق إلى دائرة التأثير؟