في البداية الاستجواب السقراطي هو إحدى الوسائل المستخدمة في العلاج السلوكي المعرفي، التي تهدف إلى تفكيك المعتقدات الشخصية، بمعنى إيجاد العلاقة بين الموقف الفعلي وإدراك الشخص عنه، والعواطف الناتجة عن هذا الإدراك، وأخيرًا السلوك الذي يتصرف به بناءً على ما سبق.
يمكننا استخدام نفس أسلوب سقراط في حياتنا اليومية، بمعنى التشكك في مصادر الخطاب الداخلي النقدي لدينا، فمثلًا عبارة مثل "لن يرضى مديرك بهذا العمل إذا لم مثاليًا وخاليًا من أي خطأ" تلك الجملة هي مقدمة غير سليمة عن الشعور بالمثالية منعكسًا في توقعات عن آراء الآخرين، وعليه يكون الاستنتاج، هو محاولات مرهقة في البحث عن الأخطاء وتأجيل المهمة لأنها تصيب الشخص بالقلق والتوتر من احتمالات الخطأ، وكل ذلك ربما لا يكون له اي أساسات من الصحة في الموقف الواقعي.
الهدف هنا من الأسئلة السقراطية هي دفعنا خارج نطاق الراحة، بحيث نطرح على أنفسنا أسئلة واضحة وموجزة تخص الموقف الحالي، ثم نبدأ بتحليل الإجابات كالتالي: ما الأسباب التي تدفعني لهذا الشعور بالمثالية؟ هل قال المدير أي انتقادات سابقة جعلتني أشكك في قدراتي؟ هل لو كان صديقاً لي في الموقف نفسه كنت سأشجع شعوره بالفشل أم كنت لأخفف عنه، وأخبره أنها مجرد مخاوف لا أساس لها من الصحة؟
وهنا طرح منظوري ثم التفكير من منظور الآخر يجعلني قادرة على تحليل الموقف بمنطقية، وعليه يمكنني تغيير إداركي للموقف والمشاعر التي تترتب عليه، بالتأكيد هذا يأخذ وقتًا طويلًا من الممارسة في المواقف المختلفة، فهل تجدون تلك الطريقة مجدية في تحليل أفكار الصوت الداخلي؟
التعليقات