هناك ظاهرة ألاحظها في بعض الأشخاص من حولي وهي انعزالهم عن العالم الخارجي بصورة كبيرة، وخوفهم من الخروج إلى الشوارع حتى اليوم، وذلك نتيجة ما حدث في السنوات القليلة الماضية وما مر به العالم من حجر صحي بعد انتشار فيروس كورونا. وعلى الرغم من استئناف الحياة الاجتماعية وعودتها مجددًا، إلا أن البعض لايزال يخشى الانخراط بين الناس، وإن اضطر لذلك فلا ينزع كمامته برغم تلقي بعض هؤلاء اللقاح. وقد أطلق الطبيب النفسي آرثر بريغم على تلك الحالة اسم "متلازمة الكهف". 

لا يمكنني إنكار وجود خطر محتمل من فيروس كورونا حتى اليوم حتى لمن تلقوا اللقاح المناسب، ولكن لابد للحياة أن تستمر وأن نتعلم متى ينبغي ارتداء القناع ومتى ينبغي نزعه. 

وقد أرجع بعض الباحثين أن أسباب متلازمة الكهف تدور حول:

  • شدة التركيز على إمكانية الإصابة بالأمراض واحتمالية الموت، بدلًا من التفكير بالآثار السلبية التي تنتج عن الوحدة والانعزال.
  • الخوف الشديد من المرض وعدم القدرة على التفريق بين الخطورة الحقيقية والمتوهمة.
  • الانعزال الشديد في زمن الجائحة الذي أدى إلى التكيف مع الوحدة وعدم القدرة على التخلص منها.

وأود أن أطرح بعض الطرق التي يمكنها المساهمة في تخطي متلازمة الكهف والعودة للحياة الطبيعة:

  • التركيز على الأمور التي تزعجنا أوتجعلنا خائفين.
  • محاولة تحويل تلك المواقف إلى مواقف بسيطة نوعًا ما وتطويرها لتصبح إيجابية، مثل تخيل المواقف السابقة التي مررنا بها قبل الجائحة وكيف كانت التجمعات والنشاطات ممتعة.
  • إن زادت حالة العزلة ينصح بزيارة طبيب سلوكي.

أعتقد أن الكثير منا مر بفترة محاولة الاعتياد على الحياة الاجتماعية الطبيعية مجددًا، فكيف كانت تلك الفترة، وكيف تجاوبتم معها.. وهل عانيتم متلازمة الكهف في الشهور الماضية؟