أحمد شاب مكافح يذهب إلى عمله يوميًا، يدمن على العمل بمعنى أصح، يعود إلى منزله مساءًا ليجد شجارات العائلة وخلافات أفرادها في انتظاره. يعاني من صراعات نفسية داخلية كثيرة، لكنه على الرغم من ذلك لا يشكو ولا يطلب المساعدة أو يحاول إصلاح الوضع. ولو تحدث إلى أحدهم لبدا بمظهر من الثبات والاتزان النفسي الذي لا يتوقع أحد أن صاحبه يعاني من مشاكل نفسية. أحمد يعاني من متلازمة البطة كما أسموها.

فيما يتعلق بالتسمية فإن مصطلح "متلازمة البطة" يأتي من تشبيه الشخص بالبطة التي تبدو وكأنها تسبح بسهولة على سطح الماء، ولكنها تجدف بقوة تحت سطح الماء ولا يمكن لأحد رؤية هذا. وقياسًا على هذا التشبيه، فإن الأفراد الذين يعانون من المتلازمة يبدون وكأنهم يديرون حياتهم بسهولة وأن كل الأمور تحت السيطرة بينما هم يكافحون لمواكبة متطلبات حياتهم على كافة الأصعدة ويشعرون بالضغط المستمر.

أحد الأسباب لانتشارها هو الضغط المجتمعي المدفوع بوسائل التواصل الاجتماعي حيث توجد حاجة مستمرة لتقديم صورة إيجابية عن أنفسنا للآخرين. يمكن أن يدفعنا هذا الضغط إلى إخفاء مشاعرنا الحقيقية وصراعاتنا في مقابل تقديم واجهة للنجاح والسعادة حتى لو كان ذلك يعني التضحية بصحتنا النفسية. بالإضافة إلى ذلك فإنه قد يفضل الشخص النضال في صمت لأنه لا يحب الظهور بمظهر الفاشل أمام الآخرين.

لا شك أن المبالغة في هذا الأمر قد تتطور إلى الإصابة باضطرابات نفسيةحقيقية مثل القلق الشديد والعزلة الاجتماعية والاكتئاب، وأحيانًا أمراض جسدية مصاحبة لتلك النفسية.

هل تشعر أنك تعاني من متلازمة البطة أو سبق لك أن رأيت أحد يعاني منها؟ لو أصيب بها شخص قريب منك فبماذا كنت لتنصحه؟