منذ يومين تقريبا نظرا لبعض الظروف الطارئة اضطررت للاستيقاظ عدة مرات أثناء الليل، ورغم أن إجمالي عدد ساعات نومي تجاوزت الثمانية ساعات لكن استيقظت مرهقة، أشعر وكأنني لم أنم مطلقا أو نمت متأخرة، ووجدت صعوبة في  التركيز وإنجاز المهام.

بالطبع ندرك جميعا أهمية النوم لنا من أجل صحتنا ومن أجل عملنا أيضا، ونردد دوما أننا نحتاج من 7-9 ساعات من النوم لكن لا ندرك أنه يمكن أن نحصل على هذا العدد لكن لا نحصل على الفوائد، حيث أن جودة النوم التي تحصل عليها تساوي صفر.

إذن متى نحصل على جودة نوم أفضل؟

 ينقسم النوم إلى مرحلتين: نوم حركة العين السريعة (REM sleep اختصارا ل rapid eye movement-sleep ) ونوم حركة العين غير السريعة (non-REM sleep)، وعادة يبدأ الليل  بنوم حركة العين غير السريعة والتي تنقسم إلى ثلاث مراحل تنتهي بمرحلة النوم العميق،  تليها فترة قصيرة من حركة النوم السريعة حيث تكون الأحلام. تستمر الدورة طوال الليل كل 90 دقيقة تقريبًا.

مرحلة النوم العميق هي مرحلة النوم التي نحتاجها للشعور بالانتعاش عندما نستيقظ في الصباح. على عكس نوم حركة العين السريعة (REM)، يحدث النوم العميق عندما تتباطأ موجات جسمنا ودماغنا ويكون من الصعب أن نستيقظ من النوم العميق، وإذا فعلنا ذلك، فقد نشعر بالدوار.

إذن ما هي فوائد النوم العميق؟

في هذه المرحلة تحديدا يزداد استقلاب الجلوكوز في المخ أثناء النوم العميق، مما يدعم الذاكرة قصيرة المدى وطويلة المدى والتعلم بشكل عام. أيضًا أثناء النوم العميق تفرز الغدة النخامية هرمونات مهمة، مثل هرمون النمو البشري، مما يؤدي إلى نمو الجسم وتطوره. أيضا تشمل فوائده  تجديد الخلايا لاستعادة الطاقة وزيادة إمداد العضلات بالدم وتعزيز نمو وإصلاح الأنسجة والعظام وتقوية جهاز المناعة.

لكن ماذا يحدث عندما لا نحصل على قسط كافٍ من النوم العميق؟ 

النوم العميق مسؤول عن المساعدة في معالجة المعلومات التي نواجهها كل يوم. بدون كفاية، لا يستطيع الدماغ تحويل هذه المعلومات إلى ذاكرتنا. كذلك يرتبط عدم الحصول على نوم جيد أيضًا بحالات مرضية، مثل: مرض الزهايمر، مرض القلب، داء السكري، السكتة الدماغية.

وترتبط مرحلة النوم العميق بحد ذاتها باضطرابات معينة، مثل: المشي أثناء النوم، الذعر الليلي، التبول اللاإرادي، الأكل أثناء النوم.

قد يكون الأمر طارىء ويمكننا تنظيمه من خلال اتباع عادات صحية بالنوم، وقد يكون الأمر مرضيا مثل اضطراب النوم وهنا يفضل استشارة الأطباء المختصين بأمراض النوم.

أخبرونا عن تجاربكم الواقعية مع النوم، هل تصلون لمرحلة النوم العميق، وكيف تكون النتيجة إن مررتم بنوم مضطرب، وما هي أهم النصائح برأيكم للحصول على نوم مستقر وصحي؟