إن كانت حكمة أن معدن الإنسان الحقيقي يظهر وقت الصِعاب، فهل نحن سيئين إلى هذا الحد ؟

رغم ذلك صديقتي فشعب غزة أظهر تعاونا ومعدنا أصيلا في نفوسهم، وهذا من خلال ما شهدناه ورايناه، يتعاونون لانقاذ المجروح والمصاب وإجلاء الشهداء ودفنهم، يتسابقون لموقع الغارة لنجدة مايمكن أن ينقذ.

وأظن أنك يا علا لم تشهدي موقفا مشابها لهذا الموقف بعدها، أليس كذلك؟ إذن فهذا موقف شاد لا يقاس عليه.

فلو كان شعب أخر يعيش في وضع أقل مما تعيشونه الآن لكان الامر مختلفا تماما، لكان الشغب والفوضى تعم المكان، لكانت الأنانية والفردانية سيدة الموقف وكل يقول نفسي نفسي، وهذا ما يراهن عليه الاحتلال بقطع الرزق والأكل والماء بغية أن يقتتل الشعب من أجل الفتات، لكنه جوبه بالتعاون المطلق ومبدأ الواحد للجميع. تحياتي الخالصة لشعب مقدام علم الانسانية جمعاء معنى أن تكون صاحب الأرض الحقيقي.

إن كانت حكمة أن معدن الإنسان الحقيقي يظهر وقت الصِعاب

بالتأكيد صديقتي علا، يظهر معدن الإنسان الحقيقي وقت الصعاب، وهذا ما رأيناه جميعًا في شعب غزة العظيم، الذي أظهر للعالم معادن كنا افقتدناها، من الصبر والإيثار والرباط والصمود والإيمان، والدفاع عن شرف أمة كاملة وحدهم، واحتمال خذلان لم يحدث في تاريخ البشرية، وبسبب هذا المعدن الأصيل أصبح الناس من حول العالم يدخلون في دين الله أفواجًا، وأصبحت شعوب العالم تدرك معنى الإسلام، لا يكون من الإنصاف أبدًا أن نترك هذا كله وننظر لحالات فردية لا يمكن أن تمثل شعبًا بأكمله.

آواكم الله

نصركم الله

اولاً اتمنى أن تكوني بخير، وأن ينصر الله شعب فلسطين ويحرر المسجد الأقصى. في ظل الحرب وما تتعرضون له من قتل وتجويع وترويع وكل ما هو بشع وحقير. لا اظن في ظل ما تمرون به أن أحكم على أحد الأشخاص وأن أخطأ. فقط اصبري وانتظري وقوي نفسك فهذا ما يريدنه.

صديقتي في كل مجتمع هناك الصالح والطالح، وكل له نفس أمارة بالسوء، لكن كون شخص أساء السلوك فهذا لا يعمم على الجميع، فالأصل ان نحسن الظن في الجميع إلى أن نرى عكس ذلك.

و لا شك ان معاناة الحرب لا يمكن ان يشعر بها إلا من عاشها حقيقة، والأذى للنفسي الذي يعاني منه من بقى من أهل غزه هو أقوى تأثيرَا من الأذى الجسدي، فكان الله في عونكم وفرج كربكم

هل قرأتي مسبقا عن حصار لينينغراد؟ هذا الحصار الأبشع في التاريخ. لقد حدث فيه ما هو أبشع لدرجة أنهم كان فيهم جماعة من آكلي لحوم البشر من كثرة الجوع والحصار الذي حاصره الألمان للسوفييت في هذه المدينة؛ لقد بقي اليهود في محارق هتلر لسنوات كانت كفيلة بأن تطبعهم بطبعه الدموي الغاشم.

كيف حالك علا، شاهدت أن هناك غارات على منطقة البريج، أتمنى ان تكوني بخير

قد قرأت إقتباس يقول : الجوع يمكنه أن يغير أي شئ ، اعتقدت أنك تعرفه عن نفسك .

كل ما يمر به الفلسطينيون الأن عبارة عن ضغوطات تشيب شعر الرأس ، والإنسان عندما يزداد عليه الضغط والخوف والجوع يبدأ بمحاولة إنقاذ نفسه حتى لو على سبيل غيره ، وفي طريقه الى ذلك يمكن أن يتوحش كما حدث مع هذا الشخص وعامل المياه .