أثناء واحدة من جلسات السمر الليليّة المفضّلة لدي، تجاذبتُ أطراف الحديث مع صاحب المقهى المجاور لمنزلي، حيث ناقشتُ معه فكرة التشغيل لمدّة 24 ساعة كاملة. فهو صاحب المقهى الوحيد في منطقتي السكنيّة الذي لا يشغّل المكان طوال الـ24 ساعة.

برّر الرجل موقفه بأنه "يعرف زبونه" على حدِّ تعبيره. هو ليس كالمقاهي المجاورة، فزبائنه محدودون. وبالتالي فهو يعلم أن العمل لن يكون بالكثافة نفسها خلال ما بعد الساعة الثانية بعد منتصف الليل مثلًا.

وقد أشار الرجل أنه لا يرغب في أن يستهلك موارد وخدمات، من كهرباء وغاز وخلافه، مقابل أن يحصل على زبونين أو ثلاثة. فهذه خسارة لا جدال فيها بالنسبة إليه إلى درجة أن هذا الدوام الليلي قد ينقص من أرباح ما قبله.

لقد أثار صاحب المقهى نقطة مهمّة للغاية في ذهني. لطالما فكّرتُ فيها على صعيد الكثير من المشروعات. لم أرَ عاملًا مفيدًا مثلًا من عمل صيدليّة لمدّة 24 ساعة، بغض النظر طبعًا عن أهمّيتها الطبّية أو الإنسانيّة. فالأمر لا يعود إلّا بخسارة تكلفة الكهرباء والعمالة على صعيد البيزنيس.

في مجالات الخدمات التقنيّة عبر الهاتف مثلًا. أشعر بأن الشركات تتطرّق إلى فكرة العمل طوال 24 ساعة لمجرّد السمعة التسويقيّة. لكن في الحقيقة هل يعني ذلك أن الشركات تخسر تكلفة العمالة والموارد خلال فترات التشغيل الراكدة!

شاركوني آراءاكم واقنعوني بالأسباب. لماذا تصر معظم الشركات والمشروعات على التشغيل لمدّة 24 ساعة؟ ما الذي يعود عليها رغم ركود الفترات الليليّة من اليوم وزيادة تكلفتها عليهم؟