في عالمنا الحالي الذي صارت به بيئة الشركات والأعمال أعقد وأعقد ولم تعد تقتصر على مجموعة من الموظفين بل على أبنية كاملة ربما وفرق لا تُعد ولا تُحصى مطلوب جداً منك أن تعمل معهم باحترافية، لذلك في هذه البيئات كموظّف أو كمدير، ما هو الأهم أن تكون محترماً بينهم أو محبوباً؟
كموظّف أو كمدير، ما هو الأهم أن تكون محترما أو محبوباً؟
أن تسعى لأن تكون محبوبًا يعني أنك ستحاول بكل الطرق أن تنال استحسان الجميع، ربما يضطرك ذلك إلى أفعال غير أخلاقية أحيانًا، وربما تقع ضحية للاستغلال حتى يرضوا عنك وتكسب حبهم، أو ستصبح شخصًا مراوغًا وهو ما يعود بنا إلى نقطة الأفعال غير الأخلاقية.. أما الاحترام فهو ناتج احترام النفس في البداية ووضع مبادئ وحدود في التعامل، وهو أفضل أن تحصل عليه في رأيي، إذا لم تتمكن من نيل الاثنين معًا وكان عليك أن تختار. أعتقد أن هذا المبدأ لا يجب أن ينطبق على بيئات العمل فقط، بل على المجتمع نفسه والتعايش بين البشر.
الاحترام لا يأتي إلّا مُقترناً بالمهابة، في أن يكون الشخص أقوى، إمّا لامتلاكه المال أو الصلاحيات اللازمة، هل استخدام هذه الأمور برأيك مُبررة أخلاقياً للحفاظ على تماسك العمل؟ أمّ أنّ على الإنسان أن يجد طرائق أخرى لتحصيل احترامه؟.
الاحترام لا يأتي إلّا مُقترناً بالمهابة
هذا يعني أن الأمر متوقف على تعريف الاحترام لدى الشخص.. أنا أرى أنّ احترام الآخرين لك لا يعني بالضرورة أنهم سيخافونك. الاحترام هو الهالة التي تصنعها حولك فلا تسمح لأحد بأن يتعدى ولو بكلمةٍ على حقك.. هذا وحسب.
في أن يكون الشخص أقوى، إمّا لامتلاكه المال أو الصلاحيات اللازمة
ليس شرطًا.. يكفي أن يكون شخصًا ذا مبادئ يعلنها وتظهر في مواقفه حتى يعرف الجميع أنه لا يتنازل عن حقه أو يقبل الإهانة تحت أي ظرف.
ليس المهم ان تكون محترما ولا محبوبا، بل الأهم ان تكون مهيوبا، واستخدم الكلمة للدلالة على الشعور بالقيمة المصحوبة بالخوف، لأن الاحترام وحده دون الشعور بالخوف والتهديد الخفيف الذي يدفع الشخص للاتزام نحوك اخلاقيا وعمليابالحدود الذي تضعها له سواء كان اعلى منك او اقل منك لا يهم، طالما ان المسألة مسألة تعامل انساني ، اما في محل القيادة فالأمر اهم واكثر انضباطا من جميع العلاقات، يقول ميكيافيلي في كتاب الامير، ان كان على القائد ان يختار بين ان يكون مهابا او محبوبا فعليه ان بكون مهابا، طالما انه لا يستطيع الجمع بينهما لصعوبة ذلك.
بل الأهم ان تكون مهيوبا، واستخدم الكلمة للدلالة على الشعور بالقيمة المصحوبة بالخوف، لأن الاحترام وحده دون الشعور بالخوف والتهديد الخفيف
الا يولد هذا مشاعر الكراهية، وأين هنا الثقة المتبادلة؟ عندما نكون موظفين مثلا ننجز العمل وفقا لما يمليه علينا ضميرنا، الاحترام والحب قد يكون أفضل بكثير من أن يكون هنالك تهديد ولو كان بشكل بيط، أي نعم أنا أتفق مع مقول يجب أن يتم الامساك بالعصا من الوسط ولكن هذا ليس في بيئة العمل وبالاخص بيئة العمل الناجحة
أتفق معك، كما ان الخوف قد يكون له تأثير سيء على الموظفين، اما بكسب المددير الغحترام والمحبة سيحافظ على ثقة وعلاقته الجيدة مع الموظفين ولن يلغي مهابته بل العكس تزيد أكثر.
أي نعم أنا أتفق مع مقول يجب أن يتم الامساك بالعصا من الوسط ولكن هذا ليس في بيئة العمل وبالاخص بيئة العمل الناجحة
امساك العصا من الوسط برأيي حل مناسب جدًا، شاهدت مسلسل حول مجموعة محققين في مدينة نيويورك كان القائد صارم جدًا، لكن مع الوقت كسب محبة واحترام جميع من يعمل لديه وحافظ على مهابته في نفس الوقت لم يقلل احترامهم ومحبتهم من صورته أو نجاح الفريق.
كمدير لا بد أن أكون ملماً بكل جوانب العمل صغيرة وكبيرة , إلى جانب ضرورة أن أكون دارجاً فى كل مشاكل الموظفين والإطلاع عليها أولاً بأول .
إلى جانب عدم الإكتفاء بالغرفة الفخيمة التى سيوفرها لى العمل بل النزول إلى أماكن الإنتاج والتشغيل وبين الموظفين ذلك الأمر سيبقى المدير على إطلاع دائم وإلى جانب إحترام الموظفين مع مرور الوقت .
جانب أخر مهم جداً تعزيز العدالة بين الموظفين فيما يخص الترقيات والمكافآت كل حسب مجهوده ذلك الأمر يعزز التنافسية والإنتاجية فى نفس الوقت داخل المؤسسة .
كمدير لا بد أن أكون ملماً بكل جوانب العمل صغيرة وكبيرة
برأيي لا يُمكن للمركزيّة أن تكون سبباً داعياً لاحترام المُحيط، فأن تعرف كل شيء عن الشركة لا يعني بالضرورة أن يؤدّي ذلك إلى هيبة اضافية واحترام زائد، بل ربما العكس، سينتشر هذا الأمر على أنّهُ قلّة ثقة وتفويض وضعف في الإدارة، هل يمكننا أن نحصّل الهيبة أو الاحترام بطرق أخرى؟
إذا أتي ذلك الأمر بنتيجة عكسية مع أنه قد ينجح في أحياناً كثيرة ، حينها لابد على المدير من تحديد الثقافة التي سوف تنهجها شركته هل ستكون ثقافة هرمية بتسلسل هرمي قوي وفي حالة الفرضية التى ذكرتها ضياء فإن الثقافة الهرمية لن تنفع .
حينها ستكون الثقافة المفضلة وهي ثقافة التشبع وذلك عن طريق دعم التنافسية الجيدة بين الموظفين مع وجود عدالة فى الترقيات ومكافآت وحوافز جيدة للعمل المميز .
حينها سيبدأ الموظفون بحب الشركة والإدارة والعمل بشكل جيد .
إذا سيكون الأمر قائم على إختيار ثقافة شركتك كمدير لتبدأ تطبيقها وتطبيق مبادئك على الموظفين إنطلاقاً من هذه الثقافة , هناك العديد من الثقافات والمدير الماهر من يدرك الثقافة التى تناسب شركته تحديدا , فمثلا الشركات ذات الثقافة العائلية لن تنفع معها ثقافة السوق وهكذا.
الحب لا يأتي بسهولة، لكن كنت مديرًا محترمًا مع موظفيك أو حتى مع زملائك في حال كنت موظفًا ستكسب حبهم فيما بعد، فبرأيي الاحترام أولا وأخيرًا، ربما الحب يأتي لاحقًا، لكن لا يمكن أن يأتي الحب بدون أن يكون هنالك احترام متبادل
على إطلاع دائم وإلى جانب إحترام الموظفين مع مرور الوقت .
بالنظر لإحترام الموظفين، فتستمد ثقافة الاحترام داخل الشركة قوتها من الجماعة. كلما تم لحام الجماعة، زاد التضامن أكثر. كم أن التواصل الداخلي الجيد ضروري لتقوية العلاقات المهنية والاجتماعية بين موظفيك.
وأظن على كل مدير أن يتحلى، بالشفافية والثقة والولاء، هذه هي القيم الثلاث العالمية الأساسية لتأسيس ثقافة قوية داخل الشركة. الثقة المشتركة بينك وبين موظفيك ستجعلهم متعاونين مخلصين.
أتفق معك نشوة في هذا الأمر بخصوص وجود الشفافية والثقة والولاء ، وأقصد بالثقافة بأن يجب على كل مدير تبنى نوعية من الثقافة تناسب شركته وهناك أنواع عدة مثل الثقافة الهرمية ، الثقافة العائلية ، ثقافة السوق ، ثقافة التشبع ، ليختار المدير ما يناسب شركته منها حينها يحقق النجاح ويجنى حب الموظفين مع الأمور التى ذكرتيها .
الأفضل الموازنة بين الصفتين والجمع بينهم بطريقة متزنة لا تقلل ولا تطغى احداهم على الأخرى. والاحترام يأتي من المحبة أيضًا، ويكون أساسه احترام المدير لنفسه وعمله وموظفيه. أرى ان العلاقة طردية بعض الشيء.
أعلم ان يوجد أشخاص يحترمون مديرهم لكن لا يحبونه، هذا لأنه ناجح في إدارته ولكل قاعدة شواذ، ومن يحترم شخص لا يحبه يكون شخص ناضج من الأساس، لكن اتحدث بشكل عام.
الأفضل الموازنة بين الصفتين والجمع بينهم بطريقة متزنة
لا أعتقد أنّ ذلك مُمكناً، فعادة من هو محبوب هو ثرثار ويختلط كثيراً بالموظفين لأجل النقاش معهم وبالتالي كسب قلوبهم، على عكس من يسعى لتحصيل احترام مضاعف في الشركة، فهذا الأخير عادةً ما يكون هادئاً، يعمل بصرامه مع نفسه والأخرين، يبتعد عن التجمعات ليخلق هالة من المسافة تُثقل الجو قليلاً ليظلّ مكانهُ ووجوده محترم، أمور سيكولوجية بحتة.
هذه فائدة بيئة العمل المترابطة، وقت العمل للعمل ويكون جدي ويعمل في صرامة، لكن وقت الراحة يمكن ان يختلط مع الآخرين وتكوين صداقات تتميز بالإحترام والمحبة في نفس الوقت، سواء كان موظف او مدير يمكن ذلك. عملت في شركة كان المدير معانا مثل أخ أو صديق نحترمه كثيرًا ونحبه، لم يقلل هذا من إنتاجيتنا أو يؤثر على عملنا بل العكس.
والاحترام يأتي من المحبة أيضًا
الإحترام غير قائم على المحبة، قد يكون أحد الموظفين لا يطيق الآخر لكن بينهم إحترام متبادل مفروض. فلا أحد يقلل من الآخر.
في عصرنا هذا، أصبحت ثقافة الاحترام في الأعمال أكثر أهمية من ذي قبل، لأنها تجعل من الممكن الإبتعاد عن النظام الهرمي التقليدي القائم على مبادئ السلطة والطاعة وإعتماد نموذج يقوم على الإحترام المتبادل والتعاطف والتعاون. يجعل الشعور بالإحترام داخل الشركة من الممكن تحسين الحافز وإنتاجية الموظفين لأنهم يشعرون أن لهم مكانًا داخل المجموعة.
بيئة الشركات والأعمال، لابد أن يكون فيه سواءا الموظف أو المدير، يمتلك حنكة تلزم الآخرين بإحترامه، فليس مطلوباً أن تكون محبوباً، لأن الهدف الرئيسي من التوظيف هو تأدية عمل أو وظيفة وليس كسب إستضراف أو محبة أحد. طبعا من المهم أن يكون الشخص مقبولاً عند البعض من الزملاء وتكوين صداقات في نفس الوقت الحنكة مطلوبة لإثبات الإحترام. هذا كمبدأ يؤهل الشخص لفرض إحترام شخصه وتبادله مع الآخرين كذلك.
التعليقات