توقع الأسوء أفضل بكثير من التحلي بالأمل والنظرة المتفائلة لما هو قادم

توقع الأسوأ قد يكون نتيجة لو أنك عانيت من فترات إحباط مستمرة، وشخصيًا أراه فيه شيء من الفائدة والموازنة، فمعنى الإحباطات المتكررة أني ظللت أتوقع الأفضل بمثالية شديدة، فربما توقع الأسوأ والاستعداد له ووضع خطط بديلة يجعلني أخفف من منظوري المثالي والتعامل مع الواقع كخسارة ومكسب دون أمل مفرط، ولكن بالطبع هذا لا يعني غياب التفاؤل، فقط عدم الاعتماد عليه في القرارات.

توقع الأفضل يمنحنا الدافع والطاقة للعمل نحو أهدافنا، بينما توقع الأسوأ يساعد في تحضيرنا نفسيًا للتحديات. التوازن بين التوقعين يبدو الأنسب، فنحن نعمل بحماس لتحقيق الأفضل، مع الاستعداد لتقبل أي نتائج دون أن ننهار.

كثيرًا كنت أتوقع الأسوأ ولكن ما النتيجة؟ النفسية صفر! لا تقدم!

لذا أحاول قدر المستطاع أن أشعر بالتفاؤل قليلا- التفاؤل الواقعي- وتجنب التشاؤم وهذا بالتأكيد سيحسّن من نفسيتي قليلا وتحفيزها على المضي قدمًا في الحياة، فضلا عن الاستعداد لأي سوء سيحدث فيما بعد، الأمل مهم والاستعداد للأسوأ أهم، ناهيك بأنني أحاول قدر المستطاع أن أعيش اللحظة نفسها، فمثلا لو حققت شيء جميل، أحاول أن احتفل به في تلك اللحظة وليس تأجيلها، بحجة أني قد أحقق الاجمل فيما بعد!

أري الاعتماد على أحد النهجين فقط قد يكون غير واقعي، فتوقع الأسوأ باستمرار قد يؤدي إلى القلق والتشاؤم، بينما توقع الأفضل دون استعداد قد يسبب خيبة أمل. الأفضل هو الجمع بينهما: أن نسعى للأفضل ونعمل عليه بجد، لكن مع الاستعداد للاحتمالات السيئة دون أن يؤثر ذلك على حماسنا. بهذه الطريقة نحافظ على التوازن بين الطموح والواقعية، مما يساعد في الحفاظ على السلام النفسي والاستمرار في التقدم.

عند إتخاذ قرار ما، أو وضع خطة ما، أحرص في الغالب على توقع الأسوأ والأفضل كليهما..

وذلك إعدادا لنفسي؛ حتى تتقبل أية عواقب مستقبلية محتملة لذلك القرار، او تلك الخطة. نعم قد يرى البعض أن ذلك مجرد إجراء نموذجي، يصعب تنفيذه فعليا.. لكن برأيي لا ضرر من محاولة التقرب، من ذلك النموذج الوسطي قدر الإمكان..