من يجعل من نفسه وحش يتخلص من ألم كونه إنسان ما مدى اتفاقكم مع هذا الاقتباس

إذا كان الألم جزءاً من الانسانية، فهل الوحشية حقاً مخرج أم مجرد هروب؟

لا أستطيع أن اتفق مع المقولة تماما، لو قلت لي اكون وحشا مع من سبب ألمي فقط قد أميل الى هذا مع بعض الاستثناءات.. لكن أن أعيش كوحش في هذه الحياة يتضرر مني من اختاروا الانسانية وفقا لهذا المثل دون ذنب؟ لا اعتقد ان هذا يناسبني..

إن بحثت عن حكمة أفضل ربما سأقول (محاكيا لمقولة ما تقول الخوف من الموت أسوء من الموت نفسه):

الخوف من الألم أسوء من الألم نفسه.

والخوف هو الذي جعلك تختار ان تكون وحشا.

بدلا من ذلك، الافضل ان نبحث عن حلول افضل لجعل أنفسنا اقوى واكثر تحملا، ونستعمل انسانيتنا نفسها لتحديد متى ندحر الباطل كوحوش ومتى نقف مع الحق حتى لو كان ذلك مؤلما لنا..

ببساطة تبني وجهة نظر (تحولك إلى وحش) لحماية نفسك بجدار صخري لا يعترف بأي مشاعر ويعتبرها [ضعف] هو بمثابة إعلان للتخلي عن كونك أنسان وهو ما يجعلك مع الوقت تفقد بوصلة أخلاقية تعيدك لأن ترتبط بمشاعر بسيطة مثل الحب والمودة والتقدير والمشاعر النبيلة لذا أرى أنه يجب ألا ننسى أن الإنسانية هي أهم ما يميزنا كبشر، وأن التعاطف والرحمة هي قيم أساسية تساعدنا على التغلب على الصعاب وبناء مجتمعات أفضل. حتى في أصعب الظروف بل بالعكس الظروف الصعبة التي المقياس الوحيد لقياس مدى قدرتنا على التحضر والأنسانية والحفاظ على بوصلتنا الأخلاقية في هذا الوقت تحديداً هو المعيار الحقيقي وأختبار ما نؤمن به حقاً ومدى قدرتنا على تطبيقه في مثل تلك الظروف حينها فقط يصبح الحفاظ على إنسانيتنا مصدر قوة وأمل، ويمكن أن يساعدنا على تقديم الدعم والمساعدة للآخرين الذين يمرون بتجارب مماثلة أو تجارب أصعب مما مررنا به ... فأنت ببساطة تشقى في الدنيا لتنعم بالآخرة .. والعكس بالعكس .

أعتقد كونك انسان، فأنت تشعر وهذا مايميزك وجزء من عقلك الشعور. لذا أن تكون وحشًا. من الممكن أن يجدي في بعض الظروف، لبعض الوقت. ولكن أن تتخلى عن دورك، وتعيش دون اكتراث، هل سيكون هذا الحال فعلًا؟ أم أنه مجرد كبت؟

ليس بالضبط (من يجعل من نفسه وحش يتخلص من ألم كونه إنسان) ولكن سمو الانسان مطلوب .. ان نرتقى للاعلى يجعلنا ننظر للدنيا بمنظور مختلف بدون قساوة او التحول لوحش .. هكذا كان ينادي الحكماء والانبياء منذ الأزل ..

ممكن تقرأ رأي ابو الفاسم الشابي :

إن كانت الإنسانية ألم فهي أيضًا مخدر كافي عن الضغوطات والمتاعب التي ذكرتها.

التكافل الاجتماعي، البسمة، الشفقة والتعاطف، كلها مُلينات لحياة قاسية بالفعل وألمها ضروري لجعلنا أسوياء في رأيي، أما المقولة فهي صحيحة في سياق فلسفي معين، أن من يريد أن يصبح الوحش عليه التخلص من تلك الذات اللينة، ولكن هنا السؤال من منا حقًا يريد أن يكون الوحش مهما اشتد الألم عليه؟

لا أنكر من تجربتي الشخصية أن مشاعري وتعاطفي بطريقة ما كانت تسبب لي مشاكل. وأنني في كل مرة أمنح ثم أخسر وأتألم. ثم أعود وأمنح. وأتألم وقد يكون أكثر لأنه يزيد عليّ الألم.

وبالمناسبة، أنا طالعة من أسبوعين بألم من هذا الموضوع. المشكلة أنه تتألم بطريقة، خلص تحكي بينك وبين نفسك: "أنا مستحيل أتفاعل أو أتعامل مع أحد بطريقة صادقة." وتصل إلى حد الانهيار. لا تملك الشغف.

ولكن سبحان الله، بالإيمان بالله يمنحك الطاقة للاستمرار وتعود من جديد. وطبعًا لن تعود كما كنت، ستكون أكثر حذرًا، ولكن لا تصل إلى مرحلة أن تصبح وحشًا دون الاكتراث للمشاعر والألم. تذكر أن الذي تشعر به الآن بسبب مشاعرك. إذا أصبحت لا تهتم وتأذي من حواليك، فستكون أنت السبب في إيذاء الناس. لو سألتك سؤالًا: الشخص الذي جعلك تتألم هكذا، كيف تراه الآن؟ أتوقع أنك تراه إنسانًا مؤذيًا وسيئًا.

• فكون حريص على أن تبقي قلبك مفتوحًا، لكن في الوقت ذاته تعلم كيف تحميه.