أصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب، ما مدى اتفاقكم مع هذه المقولة ؟

هذه مقولة قالها شخص لا يشغل باله بشيء، وهناك أشخاص كثر بل شعوب معينة تنتهج هذه المقولة، كنت انتقلت لأحد المحافظات ببلدي ووجدت أن أغلب شعب هذه المحافظة يتبعون هذه المقولة لا يخططون، وعندهم استعداد أن ينفقوا راتبهم بأكمله على حاجاتهم دون أي توفير وربما ينهوه قبل نهاية الشهر، ما يهمهم ألا يضعوا أنفسهم تحت ضغط، فأحيانا لكي ندخر نقتصد بحاجاتنا أو نقلل من الإنفاق قدر الإمكان وقد نقلل من رفاهياتنا، ولكن هم لا يتحملون ذلك، ومرتاحين هكذا، لكن بالنسبة إن فعلت ذلك لا أتمكن من الشعور بالراحة والاطمئنان، لا بد من تخصيص مبلغ للإدخار وأخصمه من الراتب قبل أي شيء

أرى أن هذه المقولة تعتبر غير مسؤولة في كثير من الأحيان، فهي تستخدم كمبرر للهروب من مسؤولية التخطيط المالي السليم والواعي، وقد يكون من السهل أن نرددها في الأوقات التي نشعر فيها بالقلق من المستقبل، لكن الواقع يفرض علينا أن نكون أكثر وعياً بما نملك وكيفية إدارة مواردنا، فالأموال ليست مجرد شيء يأتي ويذهب بلا حساب، بل هي أداة لتحقيق الاستقرار والراحة النفسية، لذا من المهم أن نضع خططاً مالية مدروسة بدلاً من الاستسلام لمقولة تبسط الأمور وتغفل عن أهمية التوفير والادخار.

لا اتفق معها وارى ان ذلك نوع من الاستهتار لأن في الحياة أولويات .وانا أرى أن تخطيطك المالي هذا جيد جدا لان الطواريء كثيرة في العصر الحديث ولا يعقل أن يهدر الإنسان أمواله من أجل اشياء كمالية ويترك الأشياء الجوهرية بالإضافة إلى أهمية التوفير لتلافي اي عثرات مستقبلية في الاسرة

أعتقد أنها صالحة فقط للتشجيع على الاستثمار ذو المخاطر المجهولة أو المرتفعة، عدا عن ذلك لا تقدم أي فائدة حقيقية.

أصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب،

هذه المقولة تعبر عن عقلية التواكل لا التوكل، أي أنها تشجع على الإنفاق دون تخطيط على أمل أن تأتي أموال جديدة لاحقًا، لكنها تتجاهل حقيقة أن عدم إدارة الموارد بشكل صحيح يؤدي للأزمات المالية.

عانيت من تجربة شخصية جعلتني أؤمن بأهمية التخطيط المالي. في فترة ما، كنت أعتمد على الدخل الشهري دون توفير حقيقي، معتقدًة أنني قادر ة دائمًا على تعويض أي نقص لاحقًا. لكن عندما واجهت مصاريف طبية طارئة غير متوقعة، وجدت نفسي في مأزق كبير، واضطررت للاستدانة. هذه التجربة جعلتني أدرك أن الإدارة المالية لا تعني القلق والتوتر، بل تعني الحماية والاستقرار.

هذا التفكير الخطير يندرج في اطار السلوك الاستهلاكي الذي رسخته منظومة الراسمالية العالمية التي لاهم لها سوى الترويج والربح وتعول في ذلك على اذرع الاعلام والسياسيين.

المسألة ليست سلوكا فرديا بل توجه جماعي يظهر وكانه يستشرف الفناء فينغمس في المتع بمختلف انواعها دون ان يقيم حساب للطوارئ وقد نسب لامرئ القيس بيت يحمل المعنى وان اختلف الاطار:

"اليوم خمر وغدا امر"