ما مدى اتفاقكم مع فكرة أن نجاح العلاقات العاطفية أو فشلها يتعلق بالنصيب فقط ؟

أنا تركت كل شئ واخترت فتاة ولكن بالنهاية كان علي القرار عند مفترق طرق بين واحد يؤدي لها وآخر به عملي فاخترت عملي.

هذا ما يسمى بالنصيب يا إسلام! عندما نقول على أمر ما نصيب نعتبر النصيب هنا كناية عن السبب الحقيقي للانفصال أو فشل العلاقة، لا نقول نصيب من فراغ أو لأنه لا يوجد سبب بل لأننا لا نريد أن نتعمق في تفاصيل السبب فنكتفي بقول نصيب، وهذا فعلا نصيب، فهل هي أردات أن تتركها أو هل أنت أردت أن توضع في موقف يجعلك تختار بينها وبين شيء آخر! ببساطة نصيب ألا تكونوا معا.

صديقي، دعني أكون صريحًا معك. المشكلة لم تكن في النصيب ولا في القدر، بل في غياب الحسم من البداية. أنت تركت كل شيء واخترت فتاة؟ جميل، لكنك عندما وقفت على مفترق الطرق بين علاقتك وعملك، اخترت العمل. إذًا، أين كان وضوح الأولويات منذ البداية؟

ألم يكن الأجدر أن تسأل نفسك قبل الخوض في العلاقة: هل أنا مستعد فعلاً لأن أقدّم ما تتطلبه هذه الشراكة؟ أم أنني منجذب فقط لحلاوة البدايات؟ لأن الحقيقة أن البدايات دائماً تخدعنا، تجعلنا نظن أننا قادرون على كل شيء، وعندما تنطفئ الشعلة الأولى، نبدأ فجأة بإعادة تقييم أولوياتنا. والمؤلم هنا، أن الشريك الآخر لا يكون مجرد خيار منسي، بل إنسان ارتبط بك وظن أنك ماضٍ في الطريق معه، قبل أن تتخلى عنه على مفترق قرار.

أما ما يخص أخيك، كان هناك إشارات على أن العلاقة غير متكافئة، وأنه لا يحتل المكانة الأولى في حياة من يحب. لكنه اختار أن يتجاهل هذه الإشارات، وقع في حب فكرة، لا حقيقة. كان أسير وهم، لا علاقة متبادلة. وهذا ليس "نصيب"، هذا تغافل عن الواقع وتزيين لوضع مختلّ لا يمكن أن يُثمر.

كلمة "نصيب" غالبًا ما تستخدم كحجة بسيطة لمن يحاول التطفل أو الخوض في تفاصيل علاقة ما، لكنها في الواقع مجرد غطاء سطحي، كل طرف في العلاقة يعرف جيدًا الأسباب الحقيقية التي أدت للنهاية، سواء كانت أخطاء أو سوء تفاهم أو اختلافات عميقة، الفكرة أن كلمة "نصيب" تقال لتجنب النقاش، لكنها لا تغير حقيقة أن كل شخص يدرك مسؤوليته ويعرف ما حدث بالفعل.