"رب جوهرة في مزبلة"، لماذا كل شخص تقابله يمكن أن يصبح فرصة لتتعلم منه؟

أنا انتقائية في موضوع الأشخاص هذا. بعض الأشخاص لا تستهويني فكرة التعلم منهم لغلبة الجهل أو السذاجة عليهم، والتي تمثل أسلوب حياة لهم.

لكن بعد هذه المساهمة، أضاء شيء ما في عقلي، وقلت لمَ لا؟ فشكرًا لك.

لكن.. لكن التعلم من الأشخاص الذين كان يرفض عقلي التعلم منهم -مهما حصل- لن يكون بسؤالهم أو استشارتهم، بل سيكون بالملاحظة.

والملاحظة مكون من مكونات التعلم، ومن ثَم التحليل. كل الخطوات ستكون "عندي".

لا أود الاحتكاك بالمزبلة حتى آخذ منها الجوهرة لأنه بالتأكىد سيصيبني منها قذارة ومساوئ أخرى. ناهيك عن عزة النفس التي سأفقدها في هذه العملية، إلخ.

في الواقع فكرة جيدة لكنها غير فعالة لأنها مضيعة للوقت والجهد. لماذا نقضي وقتنا الثمين في الاستماع لكل من نقابله، بينما يمكننا توجيه جهودنا نحو التعلم من الخبراء والمختصين الذين لديهم المعرفة الحقيقية والخبرة العميقة في مجالاتهم؟ العالم مليء بالمعلومات، ولكن ليس كل من يقدم تلك المعلومات هو مصدر موثوق أو جدير بالاستماع.

دائماً أرى أن الأشخاص هم خبرات متنقلة في مجالات مختلفة، ولكن لا يجب اعتبار المعلومات التي نأخذها منهم موثوقة بشكل كبير، لأنهم في النهاية مجرد بشر قد يصيبون أو يخطئون، وهذا لا يعني أن نعتمد على الأشخاص بشكل كامل وإنما ينبغي أن يتم الحصول على المعلومات من مصادر مختلفة للتأكد من احترافيتها.

التعلم من مختلف الأشخاص يمكن أن يثري فهمنا للعالم ويساهم في توسيع آفاقنا. لذا، يمكن القول إن التعلم لا يجب أن يكون مقيدًا بأشخاص معينين فقط، بل يجب أن نكون مستعدين للاستفادة من تجارب وآراء الجميع، ولكن، أظن أن علينا أن نحترس فليس كل ما نتعلمه مفيد!!