" التعليم وحده لا يرقى بالناس و لا يجعلهم أفضل مما هم عليه أو أكثر حرية، أو أكثر إنسانية.. ولقد برهن التاريخ على أن الرجال المتعلمين والشعوب المتعلمة يمكن التلاعب بهم بل يمكن أن يكونوا أيضًا خدامًا للشر، ربما أكثر كفاءة من الشعوب المتخلفة".!!

للوهلة الأولى تبدو كلمات علي عزت بيجوڤيتش صادمة، لكن عند تأملها ومحاولة إسقاطها على الواقع الإنساني، سنجد أن رأيه يحتمل الصواب بنسبة كبيرة.. فالتسلح بالعلم وحده، لم يعد كافيا لنجاة صاحبه من التلاعب والاستغلال والمؤامرات المنتشرة بكل زمان ومكان!

ولذلك لابد للعلماء من اكتساب بعض المهارات العقلية والشخصية، مثل التفكير التحليلي النقدي، والثقافة الواسعة، والوعي بما يدور حولهم..

وبإلقاء نظرة سريعة على التاريخ البشري، سنجد أن الكثير من أصحاب العلم قد تم استغلالهم بالفعل كغيرهم من غير المتعلمين..

فمن منا لم يسمع بندم وصدمة العلماء مخترِعي الأسلحة المدمرة، وعلى رأسها القنبلة النووية، حيث لم يتوقعوا استخدام مخترعاتهم بتلك الطريقة المتوحشة، وشعروا أنه قد تم خداعهم!!..

فتُرى لو توافر لدى هؤلاء العلماء شيء من الوعي والثقافة، ربما تمكنوا من إدراك ما يدور بمجتمعاتهم على مختلف الأصعدة آنذاك، ولربما حاولوا حينها التقليل من حدة تلك القوة المُدمِّرة!

لا شك أن قلة الوعي شيء ضار بشكل عام، لكن برأيكم أيهما أخطر على المجتمعات، قلة وعي العلماء، أم قلة وعي البُسطاء؟! وهل ترون تدعيم العلم بالثقافة والأخلاق أمر ضروري، أم يمكن الاكتفاء بالعلم وحده؟