يقال بأن حل أي مشكلة تواجهنا بدون استخدام مهاراة التفكير الناقد قد تكون عبئًا علينا لا يمكن تحملّه أبدًا، لكن يا تُرى ماذا يقصد بالتفكير الناقد ؟ كيف يمكن اكتسابه؟ وما هي الاستراتيجيات التي تنصحنا باتباعها للتطوير من أنفسنا به؟ أيضًا فضلًا هل يمكنك مشاركتنا بمثال واحد حول هذا التفكير؟
التفكير الناقد، ماذا يقصد به؟ وكيف يمكننا أن نستفيد منه؟
يمكن القول أن التفكير الناقد هو أحد أهم السمات الضرورية لاتخاذ قرارات صائبة في بيئة العمل والحياة بالعموم، فالتفكير الناقد الذي يستخدم العقل وموضوعيته كأداة لتحليل البيانات والمشاهدات والأحداث ورؤيتها من مختلف الزوايا يوفر قدرة على اتخاذ قرار حكيم بعد التحليل الموضوعي، ولكن هذا لا يكفي فالتفكير الناقد حتى يؤتي أكله يجب أن يكون مصحوبًا بالإبداع، والقدرة على خلق حلول للمشكلات خارج الصندوق، وعند التحدث عن بيئة العمل فأنا أعتقد أن أي عمل متقن وجيد يحتاج صاحبه لتشغيل التفكير الناقد طوال الوقت في حل وتقييم ما يواجهه في هذا العمل.
وكمثال من عملي، فإن العمل في القطاع الطبي يتطلب ذهن يقظ طوال الوقت وقدرة على نقد وتحليل الموقف واتخاذ أسلم قرار بخصوص صحة المرضى، دون فزع ودون عاطفية ودون تحيز، وإنما يجب النظر لكل الحالات بطريقة موضوعية وغير متحيزة و تقييمها طبيًا فحسب، وبالتالي صنع قرار وتنفيذ بعد أخذ موافقة المريض أو ذويه، كما أنني أعمل في مجال البحث وهو مجال قائم بحد ذاته على التفكير الناقد، فعند البدء بتحضير بروبوزال لأي بحث، نخضع سؤالنا البحثي لكثير من الأسئلة مثل الهدف من الدراسة أو البحث والدراسات السابقة التي تطرقت لموضوع البحث literature review وفيه ندرس ما قدمته الدراسات في الموضوع ونقدم نقدًا موضوعيًا لها من خلال اكتشاف نقاط القوة والضعف في كل دراسة ونجد الثغرات التي نحتاج لسدها في العلم في موضوع معين، ونبدأ بضبط كل المعايير في الدراسة من خلال سلسلة من التفكير الناقد لكل العوامل الخارجية والداخلية التي يمكنها التأثير على نتائج الدراسة فنصل لصياغة موضوعية لطريقة البحث Methodology وتستمر عمليات التفكير النقدي طوال الدراسة لتقييم كل خطوة وكل حدث طارئ ومدى تأثيره على الدراسة.
هذا مختصر لمدى أهمية التفكير الناقد في العمل الطبي والبحثي فهو أساس لجودة هذه الأعمال
وعند التحدث عن بيئة العمل فأنا أعتقد أن أي عمل متقن وجيد يحتاج صاحبه لتشغيل التفكير الناقد طوال الوقت في حل وتقييم ما يواجهه في هذا العمل.
عن تجربتي بهذا الشأن، فبيئة العمل الاحترافية مهما كان مجالها لا تستغني عن مهارة مثل مهارة التفكير الناقد، فالعمل على هذه المهارة وتنميتها يؤتي ثماره بدرجة كبيرة على المستوى الوظيفي، ويكسبنا الاستقلالية والكفاءة، فأصبحت أربط الأفكار بشكل منطقي، وافحص الحجج وأقيمها ويسهل علي الوصول للمتناقضات بعملي أو حتى بعمل أي من زملائي، مما يدعم عملية التفكير بشكل عام، كما أنه ساعدني على المستوى الشخصي وجعلني افهم نفسي وأهدافي بشكل أفضل، يجعل لديك القدرة على التغيير وتعزيز النضج الشخصي.
وهذه المهارة لا تعتمد فقط على تجميع المعلومات كما يظن البعض لكن الأهم هو كيفية استخدامها لاستنتاج الحقائق، والنتائج المهمة، وعلى الرغم أن التفكير النقدي من المهارات الناعمة Soft skill أي متأصلة بالشخصية لكن من الممكن العمل على اكتسابها وتطويرها
ولكن هذا لا يكفي فالتفكير الناقد حتى يؤتي أكله يجب أن يكون مصحوبًا بالإبداع،
الإبداع يتمثل في توليد الأفكار، لكن من خلال التفكير الناقد يمكننا الحكم على هذه الافكار. ولكن هذا لا يعني أنه يمكن الفصل بينهما . بل بالعكس تمامًا هما مترابطان ببيعضهما البعض .
وبالتالي صنع قرار وتنفيذ بعد أخذ موافقة المريض أو ذويه،
يبدو أن مهارة التفكير الناقد ليست مقتصرة على مجال بحد ذاته فقط. الكل يحتاج منا إلى مهارة التفكير الناقد، لكن زينة هل الكل يمتلكها؟ أم أنه من الصعوبة اكتسابها؟
بالتأكيد لا يتوفر الجميع عليها، لكن يمكن للجميع تعلمها في الحياة في الاختصاص، فمثلًا في عملي تعلمت هذا الأمر من الأشخاص الذين تدربت بإشرافهم حيث كنت دائمًا أسألهم عن طريقة تحليللهم للحالة وكيف توصلوا لقرار ما، كما التفكير الهادئ يساعد في جمع وترتيب المعلومات وهذا ما بدأت بفعله حتى تطورت المهارة في العمل وبت ألتفت لأمور لا يلتفت لها المسؤول في العمل وأمنح مرضاي أفضل النتائج بحمد الله.
إجابة بعض الأسئلة قد نجدها بالبحث في قوقل، ولكن دعني أعلق بما أظن أنك لن تجده بشكل مباشر:
- بداية أريد أن أشير إلى أنه على أهمية التفكير الناقد إلا إنه ليس النوع الوحيد المستخدم في حل المشكلات.
- يمكن اكتسابه وتطويره بالتمرين على مهاراته، ولاكتساب المهارة أي مهارة سواء كانت حركية أو يدوية أو ذهنية نحتاج أمرين: الممارسة والاستمرار.
- هناك برامج تفكير مثل برنامج الكورت والقبعات الست وغيرها، ولكنها ليست خاصة بالتفكير الناقد، ولكن فكرة التدريب على المهارة تبدأ بالتعرف على المهارة تعريفًا و وصفًا، ثم تطبيقها على مثال أو اثنين ، ثم تطبيقها في حياتك.
- اختر مهارة ما ولتكن على سبيل المثال: السبب والنتيجة ، وطبقها على ما يدور حولك سواء في واقع الحياة أو فيما تسمع أو تقرأ. يمكنك الحصول على قائمة بهذه المهارات لو بحثت في غوغل.
- مقترح آخر خطر لي ابحث فيمن حولك هل هناك من يستخدم التفكير المنطقي راقبه وشاركه التفكير والنقاش. قد يكون ذلك مفيدًا .. ما رأيك؟
إلا إنه ليس النوع الوحيد المستخدم في حل المشكلات.
من اهم المهارات لحل المشكلات أيضا التفكير التحليلي والإبداعي، وفائدة التفكير النقدي تشمل عملية صناعة القرار كاملة، وبالتدريج والممارسة يصبح التعامل مع المشكلات واتخاذ القرارات عملية تلقائية لا تأخذ وقتا.
مقترح آخر خطر لي ابحث فيمن حولك هل هناك من يستخدم التفكير المنطقي راقبه وشاركه التفكير والنقاش. قد يكون ذلك مفيدًا .. ما رأيك؟
من أفضل المقترحات، ودائما لأنمي مهارة التفكير الناقد، افكر بالحدث أو بالقرار أو المشكلة بسؤال يبدأ ب كيف، ولماذا؟ الإجابة تدريجيا تقودك لأن تتقن هذه المهارة تدريجيا
بداية أريد أن أشير إلى أنه على أهمية التفكير الناقد إلا إنه ليس النوع الوحيد المستخدم في حل المشكلات.
يعجبني التفكير التحليلي التشعبي والتقاربي أيضًا، فمثلًا تخيّل بأنك تبحث عن اجابة معينةلسؤال ما فهنا ستبحث عن أفضل اجابة وبالتالي ستلجأ إلى عدة مصادر حتى تحصل على أفضل اجابة.
مثل برنامج الكورت والقبعات الست وغيرها، ولكنها ليست خاصة بالتفكير الناقد، ولكن فكرة التدريب على المهارة تبدأ بالتعرف على المهارة تعريفًا و وصفًا، ثم تطبيقها على مثال أو اثنين
ما يميز برنامج الكورت والقبعات الست هو أنه يوجهنا إلى كيفية التفكير بدلاً من ما يجب التفكير فيه. وهنا لا يمكننا أن نفصل هذا البرنامج عن التفكير الناقد.
التفكير الناقد هو أسلوب متبع من أجل التركيز على نقطة ما لا ينقاشها الموضوع أو فكرة يلا يركز عليها الموضوع بشكل كبير، وذلك من أجل فهم الموضوع بشكل أعمق وأوضح من ذى قبل، واكتسابه يتم من خلال الممارسة العملية فى الدخول فى نقاشات موسعة حول الموضوع المطروح من خلال التركيز على نقطة مفقوده أو حتى أنتقاد الفكرة نفسها التى يدور حولها الموضوع، ولابد من قراءة الكتب لزيادة الوعى الثقافى لديك من أجل زيادة المفهوم الفكرى والمعرفى لديك حتى تستطيع المناقشة بالمنطق والأدلة الكافيه.
ولابد من قراءة الكتب لزيادة الوعى الثقافى لديك من أجل زيادة المفهوم الفكرى والمعرفى لديك حتى تستطيع المناقشة بالمنطق والأدلة الكافيه.
هل الامر يقتصر على الكتب فقط، ربما هناك أمور كثير قد تساعدنا على التفكير الناقد مثل التجارب والتدريبات، حتى الالغاز وممارسة لعبة الشطرنج قد تساعد في ذلك. إلى جانب التطوع في حل مشاكل الآخرين سواء كان في التعليم أو العمل وومارسة التحليل والاستدلال وما إلى ذلك.
اتفق معك وهناك بعض الطرق المهمة لتطبيق التفكير الناقد ومنها:
- جمع المعلومات الكافية المتصلة بموضوع النقاش.
- تحديد الآراء الصحيحة والمغلوطة ووجهات النظر المختلفة حول الموضوع.
- مناقشة الآراء المختلفة لمعرفة نقاط الضعف والقوة داخل نطاق الموضوع.
- تقديم رأيك بطريقة موضوعية بدون التحيز إلى الآراء أو بدون الدخول فى مشاحنات شخصية مع الشخص صاحب فكرة الموضوع.
- إثبات رأيك بالأدلة والبراهين التى تدعمه بشكل كبير.
يقصد بالتفكير الناقد : القدرة علي التفكير في الأشياء بعقل، واستناداً للأدلة، ويمكن اكتسابه عن طريق التفكر بشكل عقلاني، وحيادي بالأمور التي تواجهنا.
وله عده استراتيجيات:
تفتح العقل علي الأفكار الجديدة، وعدم الحكم بدون التفكير في أي شيء، وتحليل مدي نجاح أو ملائمة الحل أو الفكرة للوضع الحالي، ويجب أن تتفهم الوضع الذي أنت به بعد وأثناء تحليله والانفتاح للأفكار الجديدة كما قلنا، بعدها تأتي بحل للمشكلات التي قد تواجهك عند محاكاتك لاختيار هذه الفكرة كحل، ثم تبدأ باتخاذ القرارات: أي من هذه الأفكار أفادني، وأي منها لم يكن مفيداً، ثم تبدأ بالتواصل مع الآخرين، وشرح نتائج كل فكرة لهم والأخذ برأيهم وتعديلاتهم عليها. بعد ذلك: تهانينا أنت جاهز لحل أي مشكلة تواجهك بتلك الا ستراتيجيات.
مثال: عندما تركت كلية الهندسة كنت في مشكلة وكان علي أن أفكر بشكل صحيح فبدأت بالتفتح تجاه الأفكار الجديدة مثل: دخولي لكلية ليست من كليات القمة إن كانت بها الراحة لي، ثم بدأت أحلل الوضع هل سأرتاح أم لا وهكذا، ثم بدأت افترض المشكلات وحلولها، بعدها وصلت لمرحلة عرض النتائج علي الأهل وأخذ رأيهم والاستفادة من أفكارهم وبالنهاية دخلت كلية التجارة بعد توكلي علي الله واستخارته.
والحمدلله كان اختياراً موفقاً.
يرتبط التفكير الناقد بشكل رئيسي في إتخاذ قرارات صحيحة وعقلانية تمَّ التوصل إلى إختيارها من خلال دراسة المعلومات والحقائق بشكل مفصّل وتعتبر هذه الخطوة أهم الخطوات التطبيقية للتفكير الناقد والتي يُطلق عليها إسم "التفكير التحليلي"، وفيما بعد يأتي للتفكير الناقد صور كثيرة كمثل التواصل الجيد مع الآخرين، والقدرة على حل المشاكل، والإنفتاح في رؤية أفكار الغير ومعرفة مدى صحتها وتأثيرها الإيجابي أو عكسه في حال تطبيقها وإعتمادها كأفكار مشروعية.
التفكير الناقد علم واسع ولن أستطيع صياغة جميع جوانبه في بضعة أسطر ولكن فهمه ليس صعبًا وإكتسابه أمر أسهل، وطبعًا لكي نبدأ في إكتسابه علينا البدأ بنقد أعمالنا الشخصية ومعرفة السلبيات الموجودة فيها ثم القيام بإيجاد طرق لإصلاح تلك العيوب، والعمل على تحسينها، ولا سيما أيضًا البدأ في تنظيم الوقت، وإستغلال قدرة التواصل مع الآخرين لجعلهم يشعرون بثقة أكبر إتجاهنا، وبالتالي جعلهم يطرحون أفكارهم وخططهم التي قد تتمحور مشاريعنا بشكل رئيسي حولها!
ومن أهم الأمثلة البسيطة على التفكير الناقد من حياتنا اليومية "إشراك الطلبة في عملية التعلم من خلال جعلهم أكثر إهتمام حول ما يدرسونه، ويتمثل التفكير الناقد في هذا المثال في حث الطلبة على تطوير مهارات تفكيرهم العليا ورفع مستوى الأسئلة التي يريدون إجاباتٍ عليها، وهذا ما يسمى بالتعلم القائم على الإستفسار، الذي يُعد من أفضل أمثلة التعلم الناقد لشموله على أبرز الأفكار التي يحتويها.
أبرز ما يميّز هذه النوعية من التفكير في رأيي هو وضع أكبر قدر من الاحتمالات والعواقب الخاصة بخطّتنا المستقبلية في الاعتبار، سواء كان ذلك على صعيد التعامل مع أزمة إدارية، أو على صعيد التعامل مع خطة استثمارية في أي مجال أو جانب من جوانب الحياة.
ومن هذا المنطلق، يعتمد التفكير النقدي بشكل عام على كيفية تتبّع العواقب المتعلّقة بآراءنا عن الأزمة أو الخطة، والتي قد تكون إيجابية أو سلبية، مع تحديد الاستراتيجية الأكثر نفعًا من خلال تتبّع دقيق للاحتمالات والعواقب، بواقعية شديدة، وبصورة تخلو قدر الإمكان من العاطفية أو الربط غير العقلاني بين التفاصيل وبعضها البعض.
يعتني العديد ممّن ينتهجون هذا النهج باستراتيجية ترتيبية فعّالة، حيث يعملون على وضع قائمة تصنيفية من العواقب والنتائج السلبية والإيجابية المحتملة، وذلك ليقومون بدراسة كل جانب منهم على حدة، معزولًا عن الجوانب الأخرى. ثم يتجهون إلى مقارنة الاحتمالات والآراء ببعضها البعض، ممّا يتيح أمامهم نظرةً أكثر اتساعًا للواقع، ويساعدهم على اتخاذ القرار الصحيح.
حاولتُ خلال الفترة الماضية تطبيق الأمر نفسه على عملي المهني، حيث أنني في إطار تغييري لمجال عملي منذ عدة أعوام، اتخذتُ من استراتيجية التفكير النقدي مسلكًا للحكم على الموضوع، وهو ما أتاح لي العمل على تحليل العديد من الاحتمالات في الوقت نفسه، وهي الميزة التي يتيحها التفكير النقدي عند تطبيقه على قرار ما. فالعمل بالتوازي على تحليل كل الاحتمالات بدقة ساعدني على اتخاذ القرار بامتهان العمل الحر، وهو ما دفعني إلى بدء مشروعي الشخصي بثقة، وبالرغم من المخاوف التي يشهرها المجتمع دائمًا في وجه هذه النوعية من الأعمال.
يشكل العقل الإنساني إحدى الأحاجي التي لم يتم الإحاطة بكامل قطعها إلى حد الآن و فهم كيفية عمله و محفزاته, إن التفكير على اعتباره إحدى المهارات العقلية يخضع لنفس القاعدة, حيث و أنه منذ بداة الخليقة بدأ الإنسان بتطوير مهارة التفكير لمواجهة الإشكاليات المفروضة عليه, و عليه تعددت أنواع التفكير لتشمل على سبيل التعداد لا الحصر: التفكير البديهي, التفكير العاطفي, التفكير الإبداعي, التفكير المنطقي, التفكير المتقارب, التفكير المتقارب, التفكير الرياضي, و أخيراً و ربما أهمها التفكير النقدي.
أنواع التفكير المختلفة تخضع في تنميتها و تطويرها إلى عدد من الخصائص, فقد يعود بعضها إلى تفوق جيني معين أو موهبة فطرية لدى الإنسان, بينما يرتبط بعضها الأخر بمدى معرفة الإنسان و خبراته و الممارسة المستمرة لعملية التفكير.
قد لا يكون التفكير الناقد المهارة الأساسية التي ساهمت في تطور الحضارات أو القيام القفزات الهائلة للإنسانية و وضع النظريات التي صاغت شكل التفاعل الإجتماعي بين الناس, إلا أنه أحد أهم مهارات التفكير و ذلك يعود لعدد من الأسباب, من أهمها: أن التفكير الناقد هي مهارة يمكن لأي إنسان من تنميتها و تطويرها عبر عدد من الوسائل مثل القراءة و الاطلاع, النقاشات المستمرة في قطاع معين, و الاستشارة و التدريبات المختلفة, كما تبرز أهميته في نظام تقسيم العمل السائد في عالم اليوم, حيث أن هذا النظام يتركز على تقسيم العمل إلى مهمات تقنية تفصيلية و هذا النوع من التفكير يمتلك من الآليات التي تمكنه من معالجة القضايا التي يتسم بها عالم اليوم حيث يتيح لك فهم المواقف ومعالجتها بناءً على جميع الحقائق والمعلومات المتاحة, عادةً ما يتضمن استخدام التفكير النقدي في العمل معالجة وتنظيم الحقائق والبيانات والمعلومات الأخرى لتحديد المشكلة وتطوير حلول فعالة.
يساعد التفكير الناقد بحل المشكلات بطريقة منهجية تراكمية من خلال تنفيذ مجموعة من الخطوات كالتالي:
- تحديد المشكلة أو القضية
- إنشاء استنتاجات حول سبب وجود المشكلة وكيف يمكن حلها.
- جمع المعلومات أو البيانات حول القضية من خلال البحث.
- تنظيم وفرز البيانات والنتائج لتحديد أهم البدائل.
- اختيار أفضل البدائل و تنفيذه.
- تحليل الحلول التي نجحت أو لم تنجح و تقييمها.
- تحديد طرق تحسين الحل.
يجب استخدام الناقد في مجموعة من المهارات الأساسية التي يجب على الإنسان امتلاكها في سبيل تنفيذ أعماله بكفاءة و فاعلية و أهم هذه المهارات هي:
- مهارة الملاحظة والتي تمكنك من تحديد المشكلة و لماذا تمثل هذه القضية إشكالية في سياق معين.
- مهارة التحليل و التي تمكنك من تحليل المموقف الذي يواجهك و أهم الحقائق و المعلومات و البيانات المحيطة به و إجراء بحث موضوعي حوله في سبيل تقديم أفض الحلول.
- مهارة الاستنباط و التي تقوم حول رسم استنتاجات تفيد الوصول للحلول بناءاً على المعلومات و البيانات التي قمت سابقاً بجمعها.
- مهارة التواصل و التي يجب امتلاكها في سبيل مناقشة و تقديم الحلول لصانعي و منفذي القرار بشكل موضوعي حيادي
- مهارة حل المشكلات, فبعد تحليل الموقف و وضع الحلول عليك استخدام هذه المهارة لتنفيذ الحل المقترح و تقييمه و التأكد من صلاحيته بالإضافة لإجراء التعديلات اللازمة عليه في حال كان بحادة لذلك.
في النهاية يمكن القول بأن التفكير الناقد ليس نوع التفكير الوحيد أو المناسب لجميع الأعمال, لذلك يبقى السؤال هنا لك عزيزي القارئ, هل هذا النوع من أنواع التفكير هو الأنسب حقاً لمجال عملك أم لا؟.
هناك العديد من المنهجيات التي يمكن الاعتماد عليها في حل المشكلات وتتطلب بعض المنهجيات الرسمية امتلاك المعارف والخبرات السابقة بينما تعتمد بعض المنهجيات الأخرى على استيراتيجيات واساليب يمكن لا شخص تطبيقها. وكما توجد منهجيات مناسبة للتعامل مع كل نوع من أنواع المشكلات ولا توجد طريقة واحدة صحيحة لحل كل المشكلات.
وبعض المنهجيات تتطلب سنوات طويلة من الدراسة والممارسة والتعرف على هذه المنهجيات او بعضها من شأنه المساعدة للشخص على التوجه نحو المسار الصحيح أثناء التعامل مع المشكلات.
ومن هذه المنهجيات (منهجية التفكير النقدي) ومن استخداماتها:
- · تقييم فاعلية الحلول المقترحة
- · البحث عن الاخطاء في المنطق والاستنتاج أثناء وضع الحلول المقترحة
- · الحاجة الى تصحيح الاخطاء
ومن متطلبات منهجية التفكير النقدي
- · القدرة على التفكير بشكل منطقي وعقلاني
- · الاستعداد لطرح التساؤلات التي يصعب الاجابة عنها.
اما انه من عيوب منهجية التفكير النقدي
· لا تميل عادة إلى توليد حلول جديدة أو فريدة من نوعها
· ويمكن ان يعتبرها البعض بانها منهجية
ولقد تباينت الافكار حول التفكير النقدي وهذا الموضوع اشبه بموضوع الفجوة بين المعرفة الاكاديمية والممارسة المهنية. لذلك يمكن يمكن وصف التفكير الناقد بأنه تفكير منضبط واضح وعقلاني ومنفتح ومبني على الادلة او مستنيه بالأدلة.
وبعيدا عن الجدل الحاصل هو مفهوم وآليات تطبيق التفكير النقدي وهل يمكن ان يكون أحد عناصر الاستشراف والاطلالة على المستقبل في ظل التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي وغير ذلك فإننا نحتاج إلى مهارات للاستفادة من المعرفة والمعرفة لتطوير المهارات. وهذا الامر ايضا يطرح قضايا فلسفية عميقة ويؤدي الى عدم الاستقرار في ابعاد المفهوم، لذلك يمكن ان نختصر الامر ونتجه بتعريف التفكير النقدي بانه تفكير العقل المتفتح وعمق التجربة والخبرة والقدرة على التنبؤ والاستنباط والقياس.
ومن الامثلة على التفكير النقدي:
طرق التخطيط في الالعاب الرياضية، فهناك المعرفة بمباديء اللعبة وعناصر الخطة ويتم التمرين التجريبي لهدف ربط المعرفة بالممارسة في الميدان، وفي نفس الوقت يتم افتراض ما لدى الخصم من نقاط قوة للاستعداد لها ونقاط ضعف لتحويلها لنا لفرص وهذا بالضبط هو التفكير المنطقي والسلس والذي يمكن اعتماده في التفكير النقدي الذي يجب ان ينظر له كبناء ايجابي وليس نقد سلبي.
الخلاصة
- يجب ان نستفيد من تجارب وآليات التفكير النقدي في بناء الثقة والمعرفة والمهارات لكي نبدع في منهجية حل المشكلات وتطوير مفاهيم العصف الفكري والنقد.
- "لا يمكن لأحد أن يقرر لك ، إلا إذا كنت تقسم عقلك للسماح لهم" . كما قالت جوليان باجيني
التفكير الناقد هو نشاط عقلي مركب هادف، محكوم بقواعد المنطق و الاستدلال، و يقود إلى نتائج يمكن التنبؤ بها.
لاكتساب مهارة التفكير النقدي فإنه يتأتى على المتعلم الناقد اتخاذ خطوات يمكن إجمالها في ما يلي:
- أن يعرض فكرته المكتسبة على مبدإ الشك حتى يتم اختبارها ( منهج ديكارت)؛
- جمع المعلومات الأساسية لتحليل الفكرة؛ تحليل و مناقشة البيانات المتقابلة؛
- تمييز نواحي القوة و الضعف فيها؛ تقييم الآراء بطريقة موضوعية؛
- و أخيرا البرهنة على صحة الرأي المتفق عليه.
يتم صقل هذه المهارة بالتعلم المستمر عبر التعلم الذاتي، حتى يتسنى للناقد جمع معلومات موثوقة و صحيحة، و أن لا يبني بناء هشا قائما على أسس و معارف باطلة، كما أن التعلم لا ينحصر دوره في لم و جمع المعلومات ،و إنما يتجاوزه في قدرته على تنمية مهارة النقد التي يلمحها عند كتاب و فلاسفة و علماء؛ فيتمكن في الأخير من بناء أسلوب نقدي خاص به بعيدا عن التقليد.
و خير ما نضرب به المثل على التفكير النقدي، تلك القصة التي حكيت عن نيوتن: حيث أنه تساءل عن السبب الذي جعل التفاحة تسقط و لم تطر إلى السماء. فهو وضع أمام عينيه كل النتائج و الدلائل التي تظهر أمامه ثم بدأ يتفكر فيها، فأفضى به التفكير النقدي للوصول إلى أعظم اكتشاف في التاريخ ألا و هو سر الجاذبية الأرضية.
إنّ ما يندرج تحت تعريف التفكير النقدي هو تحليل الحقائق والواقع بكافة أشكاله في موقف معين قبل التصرف على الفور في هذا الموقف ويتطلب ذلك الملاحظة الشديدة والإبداع في استخدام مهارات تحوير الموقف مما يشكل عاملاً على تقييم المعلومات الواردة عن الموقف واستخدامها كدليل لاتخاذ القرارات الصائبة.
ولأن أي موقف يحدث الأفضل أن يوجهه الإنسان إلى ذاته لحله، فأولى خطوات اكتساب التفكير الناقد هو ( نقد الذات)، ومن ثم الاستماع الجيد لفهم وتدارك الموقف والخروج بخلاصة تعينه على حل الموقف، وخلال هذا الاستماع، المشاركة بهدوء لجعل الأمور أبسط في الحل، ولجعل الموقف سهل الاستجماع، والبعد كل البعد عن استخدام العنف في محاولة تدارك الموقف لأنه سيعيق الحل ولن يجدي نفعًأ. إن اتّبع الإنسان هذه الخلاصة لخلق بيئة يستطيع من خلالها حل أي موقف يواجهه، ذلك لأن في كل مرة ستزداد البصيرة اتساعًأ، وسيجد أن حل الموقف يسهل مرةً تلو المرة.
ومثالاً على ذلك: أن يأتي طفلك وقد ضربه زميله في الفصل، هنا قد تأخذك العاطفة إلى (الطبطبة) على طفلك فورًأ، ثم مهاجمة عائلة الطفل الآخر، أو قد تصل الأمور إلى جعل طفلك يقوم بضرب الطفل الآخر في اليوم التالي. ولكن إن اتبعت طريقة التفكير الناقد، فستجد أن من الأولى الاستماع إلى طفلك، والاستماع إلى الطفل الآخر، ومن ثمّ القيام بتوعية الطفلين بأنهما زملاء وأصدقاء وأن المشاكل بينهما التي تنتهي بالضرب ستؤدي إلى كراهية الطلاب لهما، والابتعاد عنهما، وأنّ من الأفضل أن يتصالحا ويتسامحا، وبالتالي ستجد أن الأمور عادت كما كانت دون تطور في المشكلة.
التفكير الناقد هو تحليل الأمور بعمق للوقوف على حقيقتها، أسباببها، وتوابعها
ومن تجربتي الشخصية في تنمية هذه المهارة، ارى أن طريقة اكتسابها هي اتباع طريقة تفكير ومنهجية اتخاذ قرار وفقا لخطوات وسياق مرتب ومنظم يتكون من عدة مراحل كالاتي:-
- الملاحظة: ملاحظ المعطيات والأحداث وجمع المعلومات
- التحليل: تحليل ما قمت بملاحظته بتمعن وعمق
- الاستنتاح: التوصل لاستنتاجات بناء على ماقمت بتحليله من معطيات
- التواصل: مشاركة ماتوصلت اليه والتعرض لاراء الاخرين ووجهات نظرهم
- التوصل لقرار: بعد كل ماسبق، انت الان تقف على ارض صلبة لاتخاذ قرار مدروس بفكر ناقد
مثال للتفكير الناقد على حالة قام فيها شخص بتقديم عرض أسعار وأتضح أنه غير مناسب لحجم العمل المطلوب
التوصل لحل باستخدام اليه التفكير الناقد وخطواتها الموضحة بالأعلى:
الأمر يعتمد على عنصرين لتحديد مايلزم عمله
- حجم الفارق في التسعير
- قيمة دورة حياة العميل "Customer lifetime value"
اذا كان العميل مهم بالنسبة لك ومتوقع استمرار احتياجة لخدماتك فبكل تأكيد لن أقوم بتعديل التسعير حتى لو كان الفارق كبير جدا
أما اذا كان العميل له Customer lifetime value معدومة أو منخفضة جدا فسيتوقف الأمر على حجم الفارق، اذا كان في المتناول لن أطلب تعديل عرض السعر أما اذا كان شاسع وفيه اهدار لوقتي وجهودي بلا مقابل فبكل تأكيد سأطلب تعديل السعر وأعتذر عن خطأي أيضا وأوضح بشكل كامل ماحدث
فقد تم تحديد المعطيات وجمع المعلومات ثم تحليلها بشكل سليم شكل الدخول في الاستنتاجات واتخاذ القرار
أتمنى أن يكون المثال قد وضح الأمر بشكل جيد
أعتقد أن التفكير الناقد يقوم على تحليل البيانات والمعلومات للتمكن من اتخاذ قرارات صحيحة. وفي الواقع، كثيرا ما يتم توجيه انتقادات للحكومة بسبب سوء اختيار مكان بناء مدرسة، أو بدء مشروع بناء مسجد في أماكن يوجد بها مساجد قريبة، وبدل المسجد يطالب السكان بإنشاء مستشفى أومؤسسات أخرى غير موجودة بالقرب منهم. أعتقد أن الشخص القائم على تقرير تلك المشاريع لو كان يتمتع بمهارة التفكير النقدي لتمكن من معرفة ما يحتاجه المواطنون، وبذلك توفير الوقت، الجهد والمال.
كذلك بالنسبة لتحديد الميزانية في الوزارات مثلا، فنجد أن إحدى الوزارات تحتاج لمبالغ أكثر نظرا لتدني مستوى الخدمات فيها، لكن بالمقابل نسمع بقرار منح مبالغ أكبر لوزارات حاله أفضل ودورها ليس أساسيا جدا، وهنا يمكن أن نقول أن التفكير النقدي غائب عمن يسيرون الميزانيات.
التفكير الناقد هو التفكير في التفكير نفسه أو الفكرة ويطلق عليه الفلاسفة التفكير التأملي أي نّه تفكير أعمق من التفكير العادي او السطحي إن صحّ القول، وهو طريقة لمعرفة الخطأ والصواب والتفريق بينهما وخاصة في القضايا التي تحتمل الخطأ والصواب أيضا من مختلف وجهات النظر.
ويمكن أن يتسع ليشمل مفاهيم أخرى وهي :
- التحيّز المعرفي وهو حين نتخذ قرارا ونعتبره صوابًا وهو في الحقيقة غير ذلك
- المغالطة: وهي الحجج المضللة قد تبدو مبنية على حقائق واقعية، لكنها في الحقيقة غير ذلك.
التفكير النقدي هو شيء يمكن أن ننمّيه بالقراءة وحتى ممارسته في كل ما يعترضنا في واقعنا، ويستحسن أن يُنمّى لدى النشئ منذ الصغر.
بقراءة كتب مثل:
مهارات التفكير الناقد لمجاهد بن جبر
التفكير لجون بروكمان وكتب أخرى وحتى بالنسبة للأطفال هناك كتب متوفرة لتنمية التفكير النقدي لديهم مثل: تنمية مهارات التفكير الإبداعي للطفل لسوسن شاكر.
وتظهر أهمية التفكير الناقد خلال النقاشات ولاسيما لمن هم أكبر سواء في السن أو في الخبرة وغيرها، وهنا يكون من لديه تفكير ناقد قادر على النقاش والرد على كل شيء بحكمة ومنطقية وليس فقط الانقياد والطواعية.
التمييز بين الحقائق والآراء من التحليل الذي ينبغي للمفكر الناقد أن يمنحه العناية والاهتمام؛ ذلك أن كثيرا من أسباب الوقوع في الخطأ تكمن في عدم التمييز بين الرأي والحقيقة، وقبول الآراء على أنها حقائق مسلمة. وإليك ضابط التمييز بين الرأي والحقيقة:
كل أمر يحتمل التباين والتفاوت، وكل أمر مبناه على الذوق ووجهة النظر فهو من قبيل الآراء، وقد يُقبل وقد لا يُقبل، وذلك مثل:
- التفاح ألذ طعما من البرتقال.
- الشعر العمودي أفضل من الشعر الحر.
- اللغة الإنجليزية أفضل اللغات.
أما الحقائق فهي لا تحتمل التباين والتفاوت، وليست مبنية على وجهات النظر أو الذوق، بل هي أمر ثابت إما بواقع أو تجربة أو بالحِسِّ، أو بقول إلهي، وهي مقبولة ولا تحتمل الرفض أو الشك، وذلك مثل:
- الكل أكبر من الجزء.
- توجد الأهرامات الثلاثة في مصر.
- يوجد برج إيفل في فرنسا.
التعليقات