أستمعتُ إلى حلقة بودكاست مُمتعة لعلي مُحمَّد علي، وتحدَّث فيها عن مواضيع شتَّى تخصُّ قناته، وتطرَّق إلى موضوع الربح من الاعلانات.

علي لا يقبل أن يُفعِّل الاعلانات في قناته، رغم أنَّها تعدَّت المليون مُشترك، وله عدَّة أسباب هذا الخصوص.

السبب الرئيسي من عدم تفعيله للاعلانات هو أنَّ هذه الاعلانات قد تكون غير مُناسبة، أو تروِّج لبعض المفاسد والفتن، أو تطبيقات "الدعارة الرقمية" كما يُسميّها، لله درَّه من مُصطلح مُعبِّر!

علي يرفض تفعيل هذه الاعلانات حتّى وإن كانت تظهر حسب رغبة وميول المتابعين، فلو كان هناك شاب ذو نزوات يُتابع قناته، لا يُريد له أن ينغمس في تلك النزوات بسبب اعلان يظهر خلال الفيديو، ولا يتقبَّل التكسّب بهذه الطريقة.

تطرَّق علي أيضًا لفكرة الاعلانات والربح من الانترنت، وناقش الفكرة الرائجة بأنَّ هذه الاعلانات قد حسَّنت من محتوى الانترنت:

  1. هذه الاعلانات دفعت صُنّاع المحتوى إلى النشر في الشائع والتافه، فهي تدرّ الأموال بعد كثرة المشاهدات لا جودة الفيديو.
  2. الاعلانات استبدلت نموذج أفضل، وهو دعم فئة صغيرة من الميسورين لصنّاع المحتوى المفيد، فيعمُّ خيرهم على جميع الناس، لو استمرَّ هذا النموذج في يوتيوب، لما دفع أحد لمن ينشر المحتويات التافهة، فحتّى لو ضحكَ وترفَّه عنده، هو لن يحترمه ولن يحاول أن يدعمه بالمال تقديرًا لما يفعل.
  3. الاعلانات كانت السبب في نشر محتوى يتصيَّد الاعجابات أو فتح الفيديوات بعناوين جذّابة غير مُعبّرة عن الفيديو، بل حتّى شجّعت بعض الناس ليظهروا بآراء مُخالفة تستجلب الاهتمام، حتّى لو كان سلبيًا، فما الضير إن كان الأمر يدرُّ ربحًا؟
  4. الاعلانات مُشتتة، تصرف نظر الناس عن المحتوى الأصلي، وهذا ما تقرُّ به يوتيوب عندما تجعل خدمة Youtube Premium مدفوعة.

حلقة البودكاست: