المثقف الببغاء !!! هل هو نموذج من المشهد الثقافي ؟

هناك من يقرأ كثيرًا ويفهم ويعي منه القليل جدًا، وهناك من لا يقرأ وتعلمه خبرات الحياة أكثر في نظري الحكم على الناس بهذا الخصوص يكون كل شخص على حدى وأن إلقاء الأحكام العامة سواء على "المثقفين" أو غير المثقفين أمر يجب البعد عنه، وبالطبع قابلت من يقرأ كتابًا واحدًا ويحسب أنه علم كل شيء بل ويفسر العالم من منظور هذا الكتاب فقط وهنا يكون الأمر كالقمار فإذا كان كتاب جيد فقد يحسن هذا نظرته للأمور وإذا كان غير ذلك فأجارنا الله وإياكم من شر الجاهل الذي لا يعرف أنه جاهل.

يااااه كثر جدا من يقولون مالا يفعلون

كثر جدا من ينصحون الناس وينسون أنفسهم

كثر من يرددون شعارات ولا يأخذون منها سوى الكلمات، للأسف هذا زاد بعد انتشار مصطلح المؤثرين، تجد شخص يوجه وينصح وهو لم يتجاوز ال٢٥ من عمره، الغريب تجد أشخاص يسمون أنفسهم استشاريين وهم بأواىل العشرين، أين الخبرة والتجربة لاشيء، فقط ذاكر وامتحان أخذ الشهادة وهذا ما في جعبته لا غير

مثل هؤلاء الأشخاص لا أعتبرهم مثقفين حقيقيين، لأن ما قرأوه لم يحدث تغييرًا حقيقيًا في وعيهم وإدراكهم وفهمهم لمختلف الأمور، بل بقوا على سطح المعرفة دون أن يعمقوا في فهم المفاهيم أو تطبيقها في حياتهم اليومية. هم مثل الشخص يملك الكثير من المعلومات الدينية والفقهية، ولكنه لا يطبق منها أي شيء في سلوكه اليومي أو في تعاملاته مع الآخرين. الحقيقي في الثقافة هو الذي يستفيد من المعرفة لتحسين نفسه ومجتمعه، وليس فقط ليتباهى بها أمام الآخرين دون جدوى عملية.

أيضًا، فمعظم قراءات هؤلاء تكون في معلومات لا جدوى من حفظها أو الحديث عنها.