نيل باتيل يرى جملة بيل غيتس الشهيرة "المحتوى هو الملك" أصبحت من الماضي، ما رأيكم؟

كل من المحتوى ثم التفاعل ثم تحديث المحتوى، ثم الروابط الخارجية لهم تأثير متكامل وأهميتهم تكون على التوالي فبرأيي المحتوى هو الأساس فإن كان جيدا حصل على تفاعل، وينتج عن هذا التفاعل انتشار أقوى للمحتوى ووصوله لشريحة أكبر، ثم يأتي دور تحديث المحتوى فإن استمر المحتوى على المعلومات والمحتويات القديمة فقد تأثيره وقيمته وأهميته واندثر، ولوصول وانتشار هذا المحتوى يأتي دور الروابط الخارجية في زيادة انتشار المحتوى ووصوله إلى شريحة أكبر فهو أداة مساعدة تساهم في نقل المحتوى من شخص إلى آخر.

يعني الصراحة في هذا الموضوع أنا لا ألقي بالاً إلى ما يُقال كثيراً في الإعلام كنقطة ارتكاز فعلية في القرارات، أرى أنّ الأمر في حقيقته يمكن أن يُعرَف أصلاً بسهولة أكثر، يمكننا أن نعرف من الاستخدام المباشر نحن أنفسنا، كيف نتصرّف على الإنترنت ومع المحتوى عموماً في مواقع التواصل الاجتماعي؟ مراقبة هذه التصرّفات بتدقيق عالي يجعلنا فعلاً قادرين على التنبؤ وأحياناً التنبؤ العفوي بما يجب أن نقوم به، أي يأتي سلوكنا تلقائياً بدون حتى أن نفهم ما الذي يحصل فعلاً، هذا الأمر مكتسب بالممارسة، أنا مثلاً في الآونة الأخيرة أرى كثيراً بأنّ المحتوى الطويل ينجح، مع أنّ الكل يميل إلى الاختصار ولكن ألاحظ هذا بالتجربة، في أنّ كل شيء طويل ناجح، هذا غريب، أعرف ذلك ولكنّه حقيقة، البودكاست الطويل ينجح أكثر من المختصر حالياً، المقالة الطويلة تنجح أكثر من القصيرة، كل محتوى أطول ينجح، حتى لايفات الانستغرام، ولذلك رأينا كيف لمس انستغرام هذه الحالة وطوّر من المدّة ليجعل الفيديو يفتح أكثر من ساعة. أرى تجاربنا الشخصية هي المفتاح الرئيسي لفهم كل شيء.

يبدوا نيل محقاً في طرحه لكنه أغفل أمراً مهما يمكن فعليا أن يميز قناة كبيرة عن أخرى صغيرة أو مدونة كبيرة عن أخرى صغيرة وهو المال .

اشتغلت مع العديد من قنوات يوتيوب وأعرف جيدا أن الفصل بين قناة ناجحة وأخرى خاملة هو مدى تمويل القناة، والتمويل الذي أقصده يكون على نوعين ولا اقصد التمويل المشهور :

ضخ المال في بناء فريق انتاج جيد، من كتاب محتوى و محرري فيديو ومسوقين ومطلقي إعلانات ، و النوع الثاني هو ضخ المال مباشرة في إعلانات ممولة على المناصات حتى لو كان المحتوى محدود .

اذكر جيدا أن قنوات قامت بإنتاج عشرات الفيديوهات ومن القنوات من عدد فيديوهاتها أعلى من عدد متابعيها ، ليس لأنه المحتوى ليس بمستوى جيد أو لأنه لم يأخذ وقت جيد للانتشار، بل لأن القناة تعمل لوحدها بشكل غير كافي.

يالله شدوا حيلكم يا صناع المحتوى العربي اهتموا بما تخرجون من إنتاج بدل المحتوى السيئ الذي لا له قيمة ولا وزن غير الانحدار للقاع. 😊

سيدتي العزيزة

بدأ نيل باتيل جلسته في مسرح قمة الويب في الدوحة بإلقاء نظرة تاريخية على تطور مفهوم "المحتوى هو الملك"، الذي طُرح لأول مرة بواسطة بيل غيتس في عام 1996. أشار باتيل إلى أن هذا الشعار قد خدم العديد من المحتوى الرقمي على مر السنين، ولكنه أصبح قديمًا في ظل التحولات السريعة في عالم التكنولوجيا والإنترنت.

في رؤيته الجديدة لعام 2024، اقترح باتيل تغييرًا جذريًا في الطريقة التي ننظر بها إلى المحتوى. أكد أنه في هذا العصر الحديث، يجب أن ننسحب من فكرة أن المحتوى هو الملك ونتجه نحو فهم أعمق للعلاقة بين المحتوى والجمهور.

اقترح باتيل أن نتجاوز مجرد إنتاج المحتوى ونتجه نحو بناء تجارب محتوى متكاملة. وفي هذا السياق، أشار إلى أهمية تضمين التفاعل والمشاركة في تجارب المحتوى. طرح أيضًا فكرة أن يكون المحتوى جزءًا من قصص أو تجارب أو تفاعلات أكبر، بحيث يكون له تأثير أكبر على الجمهور.

بالتأكيد، أكد باتيل على أن التكنولوجيا ستلعب دورًا حاسمًا في تحقيق هذا التحول. منصات الواقع الافتراضي والزيادة (AR وVR)، والذكاء الاصطناعي، والتفاعلات اللحظية ستكون جزءًا أساسيًا من تطوير تلك التجارب المحتوى الجديدة.

في الختام، دعا نيل باتيل الحاضرين وصناع المحتوى إلى التفكير بمفهوم أوسع للمحتوى، يتجاوز حدود الملكية التقليدية ويتجه نحو تجارب أكثر تفاعلاً وتأثيرًا على الجمهور في عالمنا الرقمي المعاصر.

ما يجعلني أنحاز لهذا الرأى هو أن الانترنت ملىء بعالم واسع من المحتوى وهو مايجعلنا نفكر هل يحقق كل هذا المحتوى مبيعات والذي هو هدف أي شركة المبيعات والمال، الاجابة بالطبع لا ولكن لكل محتوى غرض يقدمه، وهذا ما يجب التركيز عليه المحتوى جيد أم سىء.

إن كان المحتوى جيداً فهو سيجلب مبيعات ويحقق للشركة ما ترغب بتحقيقه

أما إن كان سيئاً فلن يجلب شىء، مجرد كلام على ورق

ومن هنا فجودة المحتوى هي الملك وليس المحتوى فقط

إن كان المحتوى يقدم قيمة لجمهورك، ويعلمهم شيئاً ويصيف لهم فهنا يصبح ملكاً والعكس صحيح.

هذه حقيقة للأسف، كنت أتمنى أن يكون المحتوى هو الأساس، لكن الحقيقة في عصر "الترند" هي أن الكثير من الهراء عديم القيمة قد يخلق تفاعلًا واسعًا ويتصدر منصات التواصل ومحركات البحث.

حتى الصحف والمواقع الإخبارية أصبحت تسعى للحصول على أكبر قدر من التفاعل، على حساب المعايير الصحفية واسمها وسمعتها.