كيف يكون ذلك، فالمعروف أن الأطفال أكثر عرضة للخوف من أي شيء، رواية مثل كورلاين، وبعض قصص صرخة الرعب، مفزعة بالنسبة لي وآثارها هنا في عقلي إلى اليوم، يحكي نيل جايمان أنه جعل ابنته تقرأ كاري، وهي لليوم، تسترجع ذكرى مفزعة لتلك التجربة. يعني ما المعيار الذي يتحدد به أدب رعب مقدم للأطفال، دون أن يتسبب لهم في عقد نفسية. يبدوا أن المعيار الوحيد المستخدم هو خلوها من الدماء، ومن العنف المباشر والذي يحتاج اشتباك جسدي، ولكن يبدوا لي هذا حلا سطحيا جدا. بالطبع لا أطالب بتوقف هذا النوع الجميل، ولكن ما الذي يعين حدوده وأنه صالح للأطفال أو غير صالح؟.
هل هناك وجود لأدب رعب موجه للأطفال؟
عادة تحتوي هذه السلاسل الموجه للطفل، بين الرعب ولكن بأقل حدة من الكبار وبطريقة تناسب عمر الطفل، مع المغامرة وجزء من الفكاهة، بحيث تكون غير مخيفة للأطفال، ومن أشهر السلاسل سلسلة goosebumps وكل كتاب يحتوي على قصة مختلفة وتعرض مواقف غامضة فأحيانا الغموض يسبب للأطفال الخوف دون التطرق لتفاصيل
فأحيانا الغموض يسبب للأطفال الخوف دون التطرق لتفاصيل
أتفق. الغموض أفضل بكثير؛ لأن خيال الأطفال واسع جدا، وقصص الغموض تجذبهم، وتسمح لهم باستخدام الخيال بشكل أكبر وأعمق. ولو تسمع منهم توقعهم عن نهاية القصة، أو السبب وراء فعل الشخصية الرئيسية، ستفهم الكثير عن شخصيتهم، وتجربتهم، وستسمح لك بالتعرف على طفلك بشكل أفضل.
أي طفل وأي سن وأي شخصية؟
الأهم من ضبط المصدر (الأدب) هو ضبط المتلقي نفسه (الطفل)؛ فقد لا يكون تعريض أي طفل لهذا النوع من الأدب شيء محبذ. هناك أطفال قد يثيرهم فضولهم ويشعرون بالملل من الحواديت التقليدية لذلك لا بأس من تعريضهم لجرعة تناسبهم من هذه الإثارة.
وهناك أطفال-على العكس- سينمي هذا لديهم حس العدوانية والأذى وقد يدفعهم خيالهم إلى تنفيذ أمور خطرة.
والسن أيضًا عامل مهم،
المهم مراجعة الأثر الواقع على المتلقي قبل التعريض.
يعني ما المعيار الذي يتحدد به أدب رعب مقدم للأطفال، دون أن يتسبب لهم في عقد نفسية.
هذه كتب فاسدة وأهداف فاسدة سواء كانت للصغار أو للكبار وأحمد الله أن أمي انتبهت لهذه المثببة على نفسيتنا وراحت تمنع مشاهدة أو قراءة أي شيء فيه رعب، حتى أذكر أن هناك مسلسل سوري عادي اسمه أبناء القهر، كان فيه بعض المشاهد المرعبة منعتنا منها، الشيء الغريب في هذا الأمر، أنني لاحظت أن هذا السؤال يتكرر كثيراً بين الناس مؤخراً، ما حدة المحتوى الذي يجب أن أقدّمه للطفل وهم ذاتهم يمنعون مشاهدة أطفالهم للأخبار، أنا برأيي يجب أن نعكس الأمور، نجعله يراقب الطبيعي من الأمور في حياتنا، الأمور التي سيشهدها كثيراً بحياته ونلغي الأمور التي تسبب رعب فقط بلا أي معنى أو مغزى، أسميه رعب مجاني لا فائدة منه.
التعليقات