نمر جميعاً بمرحلة الطفولة وتمر بنا فتخلق تأثير لا تخلقه أي مرحلة أخرى من مراحل العمر، ورغم أهمية هذه المرحلة وقوة تأثيرها نجد الأغلبية من الآباء والأمهات يتصرفون مع الأطفال بها بعشوائية.

حيث لا توجد وسطية، أما حرية مطلقة أو تقييد خانق، وأما اهتمام وتدليل مفرط أو إهمال وترك غريب، ولا يبالي الآباء بتأثير أفعالهم، ولكن في العصر الحالي ومع الأجيال القادمة نحن نواجه كارثة كبيرة.

كارثة تتعلق بحماية عقول وفطرة الأطفال من مؤثرات عديدة حولهم، فلو نظرنا لألعاب الأطفال سنجد أنها غريبة، وكذلك الأمر بالنسبة للمحتوى المصنوع خصيصاً لهم من الأغاني والكارتون والأنشطة وما إلى ذلك.

والآباء هنا نوعين نوع يمنع منع تام فيحرم الطفل، ونوع يفرط في السماح فيهلك الطفل، وفي هذا الأمر يقول رومي هاوسمان مؤلف الكتاب " كل شيء يتمحور حول الأطفال، حول حمايتهم. أحيانًا يفعل الكبار أشياء يعتقدون أنها لحماية أطفالهم، لكنهم في الحقيقة قد يكونون يضرونهم أكثر" .

أمام كل هذه المؤثرات الخطيرة يتعامل معظمنا بجهل شديد، ونترك الأطفال ليخضعوا لما لا تُحمد عواقب تأثيره.

فكيف نتعامل مع الأطفال بحرص ونحمى عقولهم وفطرتهم دون أن نصنع منهم أطفال مضطربين بسبب التشديد عليهم؟