كتاب عزاءات الفلسفة للكاتب السويدي آلان دو بوتون، يعد من أشهر الكتب الفلسفية الحديثة في القرن الواحد والعشرين، حيث يقدم من خلالها الكاتب ستة عزاءات للقارئ وهي العزاء بشأن مخالفة الآراء السائدة والعزاء بشأن الافتقار للمال والعزاء بشأن الاحباط والعزاء بشأن العجز والعزاء بشأن انكسارات القلب والعزاء بشأن المصاعب في قالب يعرض مختلف قصص الفلاسفة وتعاملهم مع هذه الأمور.

يقول الكاتب: "ما ينبغي أن يقلقنا ليس عدد الناس الذين يعارضوننا، بل مدى قوة الأسباب التي تدفعهم لمعارضتنا". مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الجميع قادرًا على إبداء رأيه بالمعارضة أو بالتأييد، ولعل الحديث السهل من خلف الشاشات يتيح للكثير من العقول الضيقة مساحات شاسعة للتعبير ونشر الأفكار غير الصالحة، ولذا فيبرز لنا وللكثير من الشخصيات العامة المشهورة معارضين كثر، ونجد أن بعض الأشخاص المتواجدين على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، يتعرضون لكم مهول من المعارضة واستخدام أساليب مسيئة في المعارضة والسؤال الذي قد ألتفت له بهذا الخصوص، ليس عدد وكم المعارضين ، وإنما دوافعهم للمعارضة، فنادرًا ما أجد تعليق ناقد على صورة أو محتوى لأحدهم ينتقد فكرة أو مبدأ أو أمر يستحق النقد، وإنما أجد أن دوافع الجميع بالغالب واهية لا تعدو عن كونها مجرد فضفضة وتعدي رقمي لا يمت للأخلاق بصلة، وهذا ما أراه حتى على صفحات بعض الكتّاب، وبعض الصفحات العلمية، وصفحات بعض الأساتذة الجامعيين، لذا فالأمر لا يقتصر على المؤثرين أو الفنانين، وإنما يتعداه للجميع، والسؤال هنا ما هي الدوافع التي قد تقف وراء تعدي شخص ما على آخر بطريقة فظة؟ 

وهل يمتلك المعارض دائمًا دافع كافي للمعارضة أم قد تكون المعارضة لمجرد المعارضة فحسب ؟