دافعت عن رأيك بعنف ثم اتضح لك انك مُخطئ تماماً .. ما الخطوة التالية ؟

هذا الفلم يجيبك بالضبط عن هذا التساؤل

American History x

لطالما كانت مشكلة الهوية والانتماء عائق اساسي لي في تقبل الافكار واعتناقها

ولا اخفي كرهي لمقولة برتنارد راسل بأنه غير مستعد ان يموت لأجل أفكاره لأنها قد تكون خاطئة

لأنها تجعل الأفكار والاعتقادات مائعة ولا محل لها تطبيقياً خارج الكتب والدفاتر

لكن هل يمكن أن اعتنق فكرة ما وأضحي من أجلها ؟ ومتى يكون ذلك مسموحاً ؟؟

الفلم بفكرته العظيمة يقدم الإجابة على هذا التساؤل

غالبا في ثقافتنا الدفاع عن رأيك من الدفاع عن شرفك حتى و ان اتضح لك أنك مخطئ و مهما كانت تفاهة الموضوع .. بالنسبة لي لم أخجل يوما من الاعتراف بالخطأ .. هذه من جهة .. و من جهة أخرى قناعة كونتها على مدى سنوات .. لا أدخل أبدا في نقاش مع أي كان هدفه الوحيد أن يثبث أنك مخطئ و فقط

أعتقد أن الفعل دائماً مساوي لرد الفعل، ولذلك الأفضل هو التركيز على الفعل، لا تدافع عن شيء بقوة في المقام الأول، لأن مواجهة عكسه بعد ذلك ستطلب نفس درجة القوة.

أحياناً أشفق على المشاهير الذين يبدون آراءهم في كل مكان على الملأ من صعوبة تغيير هذه الآراء فيما بعد، وأتخيل العديد منهم أصبحت لديه آراء مغايرة لكنه لا يجرؤ على التفوه بها بسبب الوضع الذي أقحم نفسه فيه من البداية.

على المستوى الشخصي، عندما دخلت حسوب للمرة الأولى كنت محملاً بالآراء التي ما لبثت حتى قمت بالدفاع عنها بكل شراسة وعصبية، وبمرور الوقت اتضح لي أنني كنت على خطأ بشكل واضح، ولكن لحسن الحظ لم أوضع في موقف يصعب عليّ فيه الاعتراف بالتغير لأنه في بيئة خلقت خصيصاً للنقاش وتبادل الآراء، من المفترض أن يكون التغيّر أمر معتاد. قد تكون هذه ميزة أخرى من مميزات حسوب.

الاعتذار والاعتراف بالخطأ هو الشيء الصحيح. ولكنه صعب جدا.

الحل الاستباقي والوقائي أن تجعل في نفسك حس نقدي ذاتي وتفترض - ولو حتى لمجرد الافتراض- أن قد تكون مخطئا. بالطبع فالعصبية والانفعال وصناعة الأعداء ليس في صالحك حتى لو كنت على حق فعلا.

المشكلة فينا أننا أناس عاديون وتغيير آرائنا لن يؤثر كثيرا. تغيير آراء (الكبراء) هي الحادثة الكبيرة.

تذكر هذا كل من تواجهه اما ان يكون مجادل أو مناقش, فالكثير من الاحيان ادخل في حوارات بعضها اخرج منها بمعلومات تغير مفهومي تماماً وأكتشف بعد فترات طويلة اني كنت على حق فاتراجع عما كنت فيه فيتم اتهامي من قبل الناس اني انسان منقاد لتغيري معتقداتي وافكاري.

هذه المشكلة ليست من حولي فقط بل اجدها عند الغالبية, وايضاً هناك من يرا الامر من زاوية 60 وأنت تراها من زاوية 90 وكلها صحيحة ولكن تحتاج لتحليل منطقي وليس على ان كل زاوية تكون صحيحة والاخرى تكون خطا.

ايضاً لايعني ان الذي امامك وقدم لك الدليل انه يكذب وان الدليل تدليس وان الحقيقية هي بعينها كذبة من اجل ان تغيير رايك, كن مرن بتفكيرك حاور نفسك ضع نفسك مكان الشخص الاخر اختلِ نفسك وحاورها.

للاسف اصبحت لا احب ان ادخل في اي حوار مع اي شخص لاني اصبحت لا اثق هل هو مجادل ام مناقش, فلا اريد ان اوجع راسي يكفي ان احاور نفسي بنفسي وابحث عن المفاهيم والمعلومات فالحمدلله الان تستطيع ان تبحث بالمكتبة العامة ( الانترنت) وان تقرا وترا بعينك.

المشكلة ليست في الفكرة او الرأي بقدر ان يسئل الشخص نفسه لماذا كنت ادافع عن هذه الافكار بشدة ؟ ماذا كانت دوافعي الحقيقة ؟ من الذي زرع هذا الافكار في داخلي ؟ لماذا كنت متعصب و عنيف ؟ هل كنت اخدع نفسي ؟ اين المشكلة هل في عقلي , تربيتي , تعليمي ام مجتمعي ؟ و هكذا يجب ان يلوم نفسه و يندم و الا لن يتحسن ابدا.

علي الهامش : لا اري اي مبرر او عذر او تقبل لمن يؤمن بالارض المسطحة او ينكر العلم و المنهج العلمي و السبب ببساطة ان هكذا اشخاص هم لم يحاولوا حتي ان يفهموا و يحللوا و ينتقدوا ما يقولون اختارهم الجهل

في الواقع، من الأفضل عدم الإندفاع الشديد والتطرف ذلك عن أي فكرة سواءً بالإيجاب أو السلب تجاهها حتى لا أضع نفسي في ذلك الموقف الحرج؛ لأترك تعصبي لنفسي.

ربما سأنسحب وأصمت رغم أن ذلك خاطئ، فطالما دافعت عن باطل وعند علمي ببطلانه فمن المفترض ومن العدل التصريح لكل من صرخب بوجهه ببطلان ما دافعت عنه

ولكن بطبيعة الحال هناك بعض الأفكار والأشياء التي تؤمن بها والتي ربما تقضي حياتك كلها وتفنيها وتموت من أجلها

سأقدم الإعتذار وأعترف بالخطأ وأبدا في حذف وتنظيف كل ما خلفته. وأختفي عن الأنظار بعد ذلك حتى ينساني الجميع او على الاقل حتى يهدئ الجميع من السخرية مني.

قد أسلب ولكن ، لدي لك سؤال خارج الموضوع تماما

وهو كالآتي :

كيف تعلمت الكتابة بهذه اللغة العربية الفصيحة جدا ، واللهجة المشوقة والفكرة الفريدة من نوعها ؟؟

هل كانت ذلك نتيجة لكثرة قراءة المقالات والروايات ، أم نتيجة أن اللغة العربية تستهويك وتعلمت قواعدها وتعابيرها ، أم خليط ما بين الاثنين وأشياء أخرى ؟

اتمنى أن تجيبي على سؤالي أخ عماد ، وأسف على أن السؤال خارج عن الموضوع.

هذا يعتمد عل عدة عوامل

طول الفترة التي اقتنعت بها بالفكرة

مدى اطلاعك

مدى مرونتك الفكرية

كل هذه تؤثر على ردة الفعل و سرعتها

فالقناعات لا تسقط دائما مرة واحدة

بال بالتدريج

قطعة فقطعة

أشعر بالجهل في تلك اللحظة ، فالعناد جهل ، لهذا دائمًا أترك مساحة في النقاش ولا أحبّ أن أتمسّك برأيي بشدّة دون محاولةً مني بالاقتناع من الطرف الآخر.

ملاحظة :

تمامًا ، التنوين على الحرف وليس على الألف.

اقتناعك ، بهمزة الوصل وليس بهمز القطع ( إقتناعك ).

إدراكك ، بهمزة القطع وليس الوصل.

أعلم أنك تكتب سريعًا ولا تدقق في هذه التفاصيل ولكن من باب المراجعة فقط وضعتُ هذه التصحيحات.

سأرجع عنها بكل بساطة فالمسلم يطلب الحق ويتبعه.

وأنا كنت من القائلين بتسيطح الأرض لكن رجعت عن هذا وكذلك نظريات المؤامرة (يوجد بعض الحق في نظريات المؤامرة لكن إجمالا تركتها).

وكنت أدافع عن تلك الأفكار في الإنترنت لكن دائما أشكك فيها كما شككت في كروية الأرض، والحمد لله الذي أنعم علي فتوسعت مداركي.

عادي اكف عما كنت افعله واسحب كل مقالاتي ونشراتي وانسحب في صمت

او اقول : اوه.. اسف كنت مخطئا XD

أولا أعترف

لأنها أول خطوة تعطيك الشجاعة لمواجهة ما بعدها.

الثانية الندم لأنه توة عن الماضي.

الثالثة إعادة نظر لماذا وقعت في الخطأ طوااااااال هذه المرحلة.

البدأ بإتباع منهجية لإجتناب نفس الخطأ مرة أخرى.

إذا كان الخطأ يخص شخص ما سأطلب المغفرة من الله أولا ثم هو ثانيا

حتى لو سيبدو منظري سيء سأقوم بتصحيح المعلومة ونشرها قدر المستطاع ، فالكبر آفة خطيرة، بسببها كفر الكفار فأبي طالب لم يسلم حتى لا يقال أنه ترك دين آبائه.

وأحيانا يكون كلام الشخص مؤثر في آخرين، فمثلا معلمة ظلت طوال العام تشرح خطأ، وذاكر الطلاب كلامها، ثم عند اقتراب الاختبار علمت زميلة أو طالبة أنها أخطأت في المعلومة؛ فهنا يجب تصحيح المعلومة من أجل الطلاب ومستقبلهم.

والبعض للأسف تأخذه العزة بالإثم ويظل يكابر ويدعي أن الكتاب خطأ.

الحمد لله لدي الشجاعة الكاملة لتقبل الحقيقة لأنني أساسا على قناعة أنه لا يوجد لدينا خطأ مطلق أو صح مطلق فالكمال لله وحده . وكل شخص له زواية يرى منها الأمور فما قد يكون صحيحا وفق ظروف عادات أو زمن أو بلد لا يكون كذلك في ظرف زمن أو بلد آخر . ومهما بنيت وجهة نظرك على العلم والحقائق فإن تغير الأساليب العلمية وتطورها قد ينسف الرأي السابق لذا عليك من الأساس ألا تبالغ في التعصب والدعوة العنيفة لرأي معين وأن تتجنب كثرة الجدل فالعلاقات الطيبة مع الناس أهم من إثبات ما تعتقد أنه حقيقة لهم .

للإمام الشافعي مقولة شهيرة وذائعةتقول: "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".

وانطلاقا من هذه المقولة،فالإنسان أن يعتد برأيه دون تعصب للباطل.

ولذلك إذا اتضح له خطأ رايه ،فمن الفضيلة التراجع عن الباطل.والذين يتعصبون للخطأ ضعاف الحجة ،لا يملكون رأيا مقنعا.

والأصوب أن من أقيمت عليه الحجة،لزمه التسليم بالواقع.فالعناد لا يجدي إمام الحق.و لذلك حذر شيخ الإسلام ابن تيمية من التعصب للأهواء.

سأعلن أني أتحفظ على ما كنت أدافع عنه، إلى أن يتأسّس لديّ إيمان مماثل للإيمان الأوّل، حينها فإنّ الواجب يحتّم عليّ أن أسعى لنشر الفكرة الجديدة بنفس الجهد الذي بذلته لنشر الفكرة الأولى. وإن لم أصل إلى نفس الإيمان سأبيّن تحفّظاتي وأحاول أن أكون محايدًا قدر المستطاع.

عادة لا أجد أيّ حرج في الإعتراف بخطأي حتى لو لم يعلم الآخر بخطأي، لكن في المسائل الكبرى الاعتراف يصبح مسألة ضروريّة.

في احسن الاحوال ساصدق مع نفسي واعترف بيني وبين نفسي بالحقيقة ..اما مع الناس ساترك الامر للقدر يحركني كيفما شاء لانني لا املك السيطرة الا اللهم على نفسي وساعتبر نفسي منتصرا ان استطعت الصدق مع نفسي في هذا الموقف ...

أشوف هذه الأمثلة كثيرة على مشاهير التواصل الاجتماعي. يؤمنون بفكرة ويدعون لها ويستصعبون التراجع إذا بان خطأهم. واعتقد كل ما كانت دائرتك كبيرة كل ما صعب عليك موضوع التراجع.