السؤال كما موضح أعلاه
هل يجوز تقسيم علوم الجغرافيا إلى جغرافيا شرقية، وغربية، وعربية؟
لا أجد فائدة عملية من هذا التقسيم، لأن طبيعة علم الجغرافيا يعكس دراسة الظواهر على سطح الأرض بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الإنتماء، خاصة وأن فروع الجغرافيا تتداخل بشكل كبير لا يسمح حصرها في إطار جغرافي واحد، لكن أعتقد أنه يمكن تقسيمها من خلال أطر أخرى أفضل، كالتقسيم حسب الموضوع كأن يكون هنالك جغرافيا طبيعية تهتم بدراسة الظواهر الطبيعية كالمناخ والتضاريس والمياه، والجغرافيا البشرية التي تعنى بدراسة الظواهر البشرية كالسكان والمدن والكثافة السكانية وغيرها.
أعتقد أنك تخلط بين علمي الجغرافيا والجيولوجيا، مع أن بينهما اتصال، إلا أن الأول أكثر صلة مع علوم الإنسان، والآخر متصل أكثر بالعلوم الطبيعية.
أعتقد رايفين أنك تقصدين علم الأنثروبولوجيا وهو الخاص بدراسة علوم الإنسان والسلوك البشري، وهذا يختلف عن الجغرافيا، وعن الجيولوجيا الخاصة ببنية الأرض الصلبة، وبالنسبة لسؤال مساهمتك، ما الغرض من تقسيم الجغرافيا لشرقية وغربية وعربية، هل هناك سبب محدد نستطيع مناقشته؟
أنا دائما، اشتمل، الجغرافيا، ضمن التاريخ، وأضع التاريخ ضمن علوم الإنسان (الأنثروبولوجيا) وجمال حمدان يعد ظاهرة وتطبيقا علميا على ذلك، وهو المفكر العظيم المهدور حقه تماما. أما عن سبب التقسيم، فراجع إلى الحاجة للتأكيد على كون علم الجغرافيا، علم إنساني / أنثروبولوجي في المقام الأول، وإنطلاقا من هذه الرؤية يمكن أن نخرج بفوائد كثيرة.
وأنا رجل ولست فتاة.
أولًا عذرًا على الالتباس، وبالنسبة لرؤيتك، أتفهم ذلك، ولكن المنطقة الجغرافية الواحدة شهدت شعوبًا وحضارات مختلفة وهذا منذ بدء الخليقة، ففكرة التقسيم أراها تحتاج لذكر التوقيت المحدد للتسمية، بمعنى هل كل المناطق العربية الآن، سكنتها شعوب عربية منذ بدء الخليقة؟
تحضرني هنا مقولة رديارد كبلنج: الشرق شرق، والغرب غرب، ولن يلتقيان.
ورغم أنها مقولة عنصرية، ومختلف معها في نواحي عديدة، سواء في محتواها أو الظرف التي قيلت فيه. إلا أنها صائبة لو استعرناها لوصف حضارات الشرق.
لن أقول العرب، لأن فكرة أن الحضارات التي سكنت الحواضر العربية الكبرى، كانت عربية، محورة فكرة تاريخية جاري البحث عليها تسمى (الشعوبية أو الشعبوية) وتزعم أن حتى الفراعنة كانوا يتحدثون العربية، وهذه الفكرة محل جدل كبير.
ولكن، منذ القدم، وسكان الشرق كانوا موزعين على الصين والهند وبعض الدويلات المحيطة.
ومنذ القدم كان سكان وشعوب الغرب، هم اليونان والرومان والجرمان والقوط وإلى اليوم.
ومنذ القدم كان سكان الشرق الأوسط، هم البابليون والكنعانيون والمصريون والحبشة ومجموعة من الإثنيات التي لازالت لليوم إما أفريقية أو عربية أو إسلامية، وهي في العموم (شرق أوسطية).
أي أن الجغرافيا الشرقية أو الغربية لا زالت سائدة إلى اليوم
مع ذلك هناك استثناءات قليلة بالطبع، مثل الهنود الحمر،، الأندلس إسرائيل، جنوب أفريقيا، أستراليا، تركيا، وربما بعض الجزر هنا وهناك. لكن نلاحظ أن امتداد شعوب الصين، كان في الشرق، وأقصى نقطة وصول لشعب له آسيوي كانت ممثلة في الأتراك والإيرانيون.
أما الغرب، فكان امتدادهم عبر المحيط الأطلسي (غربا) في الأمريكتين التي امتلأت كما نعلم بالإنجليز والأسبان.
والعرب، منذ الأزل في جزيرة العرب وما حولها، هناك نظريات شبه مؤكدة تقول بأن اليمن هم قوم من عهد الفراعنة وبابل، وحصلت المصاهرات بين العرب، وهؤلاء القوم الذين يظلون أقربائهم، سواء المصريون أو البابليون أو الحبشة والبشر أو الفينيقيون أو الكنعانيون أو غير ذلك. وحتى العبريين وحياتك.
يبقى أن العلم الوحيد، الذي يدرس الأرض، بمنأى عن أي قومية بشرية أو مؤثرات ثقافية، هو علم الجيولوجيا، وما لحقه من علوم أخرى تنتمي إلى العلوم الطبيعية (الفلك / الطقس / البيئة، إلخ).
تقسيم علوم الجغرافيا إلى فروع مثل الجغرافيا الشرقية، والجغرافيا الغربية، والجغرافيا العربية يمكن أن يكون له فوائد معينةولكن ربما تفقد بعض من قيمتها العلمية. يساعد هذا التقسيم في فهم الجوانب الجغرافية المحددة للمناطق الشرقية، والغربية، والعربية، مما يمكن أن يسهل فهم التفاعلات والديناميات الجغرافية الخاصة بها، كذلك يجعل هذا التقسيم من السهل على الطلاب والمهتمين بالجغرافيا تنظيم مواد الدراسة وفهمها بشكل أفضل.
يمكن أن يشجع هذا التقسيم على التخصص في مجالات محددة من الجغرافيا، مما يسهل البحث والتطوير في هذه المجالات،
ويسهل التعبير عن الهوية والتاريخ والثقافة الخاصة بها.
لكن هذه التصنيفات قد تؤثر على علمية التقسيم ودقته، حيث أن العوامل الجغرافية ليست دائماً محددة بوضوح وقد تتداخل مع بعضها البعض. على سبيل المثال، فمن الصعب تحديد حدود دقيقة بين الجغرافيا الشرقية والغربية، خاصة عند التعامل مع المناطق الحدودية.
أود سؤالك عن سبب التقسيم، هل هذا التقسيم من شأنه أن يكشف عن حقائق نجهلها أو ربما يعيدنا لأصول الشعب التى سكنت الأرض ونحن لا نعرفها، أم كيف يفيدينا هذا التقسيم؟
الأخت @MeriemHamid أجابت ووفت
أعتقد أن ذلك السؤال شبيه نوعا ما بهل يمكن تقسيم علوم الكيمياء أو الفيزياء إلى شرقية وغربية وعربية؟! بالطبع لا، لأن الحقائق واحدة سواء أكانت شرقية المصدر أم غربيته. ولكن يمكن تقسيم الآداب مثلاً لأنها حقائق تمثل أصحابها وليست حقائق موضوعية يمكن التدليل عليها ولذا فهناك آداب غربية وشرقية وعربية وهلم جرا.
علم الجغرافيا، مختلف عن علم الجيولوجيا، وبعضه جزء من علوم الأرض بالفعل، لذا فإن الجغرافيا، بالنسبة لي، أقرب إلى العلوم الاجتماعية المرنة بطبعها، هنا المقارنة غير صالحة بين العلوم الإنسانية، والعلوم الطبيعية مثل الفيزياء أو الكيمياء أو خلافه، في مساهمة أخرى، سأوضح أكثر، ما هي العلوم الطبيعية بالنسبة لي.
التعليقات