مؤخرًا، شاهدت فيديوًا مؤثرًا جدًا يجري مقلبًا فيه كان عن تجربه اجتماعيه جدا مؤثره واي شخص سوف يبكي مهما كانت مشاعره بارده وقد قرأت جميع التعليقات على الفيديو التي تتراوح بين الفين او ثلاثة الاف تعليق وبدا ان الجميع تأثر وبكى وعلى الرغم من الرغبة الشديدة لدي في البكاء والاستجابة العاطفية، فإنني لم أتمكن من ذلك بدلاً من ذلك، ضحكت بشكل لا إرادي وشعرت بالارتباك تجاه تلك الاستجابة غير المتوقعة هذه الحالة جعلتني أتساءل عن القدرة على التعبير عن العواطف بالبكاء بشكل عام فما أضرار عدم البكاء لاحظت أنني لم أبكِ لفترة تقريبًا تزيد عن ثلاث سنوات ونصف على الرغم من تعرضي لمواقف وصدمات عاطفية قوية في الماضي، لم أتمكن من البكاء عندما احتجت إلى ذلك أشعر بالاكتئاب الشديد وأرغب في البكاء كوسيلة للتخفيف والتعبير عن مشاعري بسبب اني وحيد وايضا مغترب منذ سنه عن اهلي واصدقاء واعيش في دولة ثانيه بعيدا عنهم واتذكر انني حينما ودعتهم كان قلبي منفطر ومتأثر جدا واريد البكاء بشده واشعر ان هناك غصه في حلقي من شدة حاجتي للبكاء ولم ابكي ايضا اكاد اختنق ولا استطيع البكاء، فيما بعد لقد حاولت العديد من الاستراتيجيات لكي أبكي، مثل الاسترخاء والتركيز على المشاعر والنشاط البدني، ولكن للأسف لم تجدي نفعًا على الرغم من أنني أعيش في ثقافة ومحيط يفترض أنه يؤثر على ردود أفعالي العاطفية، إلا أن هذا لم يؤثر بأي شكل من الأشكال على إرادتي بالبكاء فهل عدم البكاء يدل على قسوة القلب .أود أن أفهم الأسباب المحتملة لعدم القدرة على البكاء؟
ما هي أسباب عدم القدرة على البكاء وتبلد المشاعر!
اه، نعم، الموضوع بالفعل مزعج، كنت هكذا لفترة طويلة جدا تعدت الـ20 السنة، يموت قريب لي ولا ابكي، بل اضحك، مراحلي في تبلد المشاعر كانت كبيرة لدرجة عدم قدرتي على فهم الناس ومشاعرهم، بل اصبح ارى من حولي منافقين بسبب تعرضنا لنفس المعروضات (فيلم-موقف-حدث) واجد من حولي متأثرين وأنا لا.
بل بدا عقلي يتكيف مع الوضع، وبدء في استنساخ الافعال، اي عندما يموت احد، يبدء في البكاء، ليس لاني حزين، ولكن لانه الشيئ الصحيح ! اي يبكي كي لا يقال اني غريب. ويمكن القول انها fake it until you make it.
ولكن الحمدلله وجدت الحل منذ قرابة السنة، وهي قراءة القرآن، انصحك بكتاب "المشوق إلى القرآن" فبه يتضح لك تأثير القرآن على تليين القلب وجعله ينبض من جديد.
ولكن ذلك التاثير ليس من ليلة وضحاها ولا من شهر، بل سياخذ وقتا.
اعتقد أن البكاء هو ليس الشكل الوحيد للتعبير عن التعاطف والتأثر والمشاعر والتعاطف تجاه الآخرين فهنالك عدة طرق للتعبير عن الجانب العاطفي منه وعدم البكاء لا يعني برودة العواطف أو القسوة او قسوة القلب فانت تشعر وهذا هو المهم تشعر مع الآخرين ولكن طريقة التعبير هى التي تختلف يبدو أن هنالك دافع غير واعي يمنعك من البكاء ربما بسبب التربية ربما بسبب شعورك أن البكاء لا يعني شيئاً ولا يعبر عن ما فى داخلك هو الغضب موجود الغضب الداخلي سواء بكيت أم لم تبكي لكنك تظن أن الغضب الداخلي مستمر لأنك لا تستطيع أن تبكي وهذا ليس بالحقيقة قد يكون شعورك ان هنالك وسيلة افضل من البكاء للتعبير عن نفسك قد تكون ذهنياً بطريقة الكتاب وقد تكون بأداء عمل معين تجاه شخص معين تقديم خدمات مساعده الاخرين فى داخلك تشعر أن هذه هى الأمور الأكثر والأكثر اهمية للتعبير عن نفسك بدل الدموع لذلك لا يعتبر عدم البكاء مرض او ضغط او توتر نفسي وانما هى حالة من الحالات التي وصلت إليها اما بكثرة المعاناة بحياتك فلم تعد الدموع تعبر عن شدة هذه المعاناة أو أنك فى قرارة نفسك لا تعتقد البكاء كحل لمشاكلك العاطفية أو مشاعرك تجاه الكون وتجاه الأشخاص وتجاه الأحداث
عندي صديق قال لي مرة أمر لفتني وهو بالضبط ما سأقوله لك: حين تفكّر بالأمر وتركّز عليه بدون سلوك صحيح غالباً ما ستفشل بأداء الأمر مثل تماماً حين تركّز على مشيك، سوق تقع أو تتعثر مع أنك تعرف كيف تمشي - بمعنى أن البكاء أمر لا إرادي يحصل معنا لا نستطيع مقاومته إن أتى ولا نستطيع بالمقابل انتاجه وهو لا يشكّل مدلولاً برأيي على رحمة ورأفة الشخص الذي يقوم بهذا الفعل، هو فعل ليس إلا مجرّد من كل معنى، إن أتى فهو رد فعل وإن لم يأتي فهو عدم رد فعل بكل بساطة، يعني لا تحكم على نفسك من الدموع، بل على المشاعر التي تحملها فعلاً في قلبك والباقي كلها تجليّات مظاهر.
بالعموم كنصيحة إضافية أنصح أن تقوم بفحص القنوات الدمعية عندك لإنها قد تكون جافة أو مسدودة وتحتاج تدخّل طبي حتى لا يكون لذلك مضاعفات صحية لا سمح الله بغياب هذا الدمع المهم عندك ليس من الناحية النفسية بل الصحية.
لأنك ركزت على استجابة الجميع للأمر بالبكاء برمج العقل نفسه على إصدار نفس الاستجابة فبدى الأمر هنا كأنك ممثل تحاول أن تخرج بتعبير معين، وربما هذا هو سبب عجزك عن البكاء، وبعلم النفس هناك مصطلح مهني نسميه " سقف الشعور" وهو درجة الشعور التي لو وصلنا لها أصدرنا استجابة، فمثلاً عند الضحك قد نبتسم فقط وقد نضحك بصوت وقد نصاب بنوبة ضحك لدقيقة مثلا، وهنا نقول أن بقدر شدة المثير تأتي الاستجابة، ونحن مختلفين في ذلك، فهناك من ينظر لمقطع فيديو يتم ذبح عجل به فيبكي وهناك من ينظر فلا يبالي بالأمر، ولو نظرت بمحيطك وقت وفاة شخص ستجد الاستجابة مختلفة، هناك من يبكي وهناك من يصمت وهناك من يتولى مهمة الإجراءات وما إلى ذلك، فنحن لسنا سواء عندما يتعلق الأمر بالتفاعل النفسي.
ومن قال لك أن الاستجابة الوحيدة المنطقية هنا هي البكاء؟ في مثل هذه الحالات تختلف الاستجابة، وفي كل حالة هي تختلف أيضاً.
أنا لو تحدثت عن الأب وقيمته ودوره ربما نجد من يستجيب بمشاعر الحب لأن أبيه جيد وعلى قيد الحياة، ومن يستجيب بلا مبالاة لأنه يعتقد أن كل الآباء هكذا وهذا دور مفروض، وهناك من يبكي لأن أباه ميت، وهناك من يغضب لأن أباه قاسي معه.
أنظر هنا تعددت الاستجابات على موقف واحد، فلا تفترض استجابة وتحاول انتزاعها من نفسك؛ لأن أساس الشعور هو التداعي والتداعي مبني على التلقائية وطالما افترضت فلا تلقائية هنا ويفسد الأمر.
بصراحة حالتك أثارت اهتمامي وقرأت حول الأسباب والتفسيرات التي من الممكن أن تكون خلف عدم قدرتك على البكاء ووجدت أن الأسباب ممكن أن تكون متعلقة ببعض الأدوية والعلاجات مثلًا مثل مضادات الإكتئاب وأيضًا بعض الأعشاب المخدرة، ويمكن أن تكون أسباب متعلقة بالعين مثل أنك تعاني من متلازمة جفاف العين وبالتالي عدم القدرة على انتاج الدموع، أو أجريت عملية في العيون مثل عملية الليزك، والجانب الآخر متعلق بالجانب النفسي والإجتماعي، كأن تكون مصاب بالإكتئاب مثلًا لأنه في بعض الأحيان يؤدي إلى صعوبة في التعبير عن العواطف، ممكن أيضًا أن يكون السبب هو التعرض لصدمة نفسية أو التعرض للتعنيف الجسدي والعاطفي، وأحيانًا يكون الأمر مرتبطاً بالتوقعات الإجتماعية التي ترى أنه ينبغي على الرجال أن لا يبكوا أو أن البكاء علامة ضعف.
عمومًا لا أستطيع أن أجزم بالسبب الذي تواجهه ولكنني شاركتك ما عرفت لعلك تقيّم حالتك وتعرف ما بك، ولكن اعلم أنه ما دمت ترى بأن هذه مشكلة وما دمت تشعر بالألم حقًا ولكن فقط دموعك هي من تمتنع عن السيلان فلا علاقة لقسوة القلب بما تعانيه.
التعليقات