من الطبيعي أن يكون هناك نوع من المنافسة، وأحيانًا المقارنة، في بيئات العمل، ولكن لا يتعامل الجميع مع تلك المفاهيم بنفس الأسلوب، ومن أهم النتائج للمنافسة هي شعور الغيرة الذي يتفاقم عند البعض، فكيف يمكن التعامل مع هذا الشعور دون أن يؤثر نفسيًا على صاحبه؟
كيف نتعامل مع مشاعر الغيرة التي تؤثر على صحتنا النفسية؟
يمكن أن اقول عن طريق التجاهل! والتركيز على عملك وعدم الالتفات إلى ما يقوله أو يتمناه غيرك لك سواء بسبب الغيرة أو الحقد، لأن هذه المشاعر لن تزيدنا إلا غما وعدم القدرة على مواظبة عملنا بشكل نرضى عنها، فالشخص الغيور لن يتوقف لأنه منشغل بك أكثر من انشغاله بنفسه وعمله، فالحل أن ننشغل بأنفسنا لأن هذا ما يدفعنا للتطوير والتطور فتجاهل هذه المشاعر شيء ضروري في العمل، دائما ما أقول لنفسي أو العاملين معي" نحن في العمل نترك مشاعرنا ومشاكلنا خارج العمل حتى لا تؤثر علينا." بالمثل علينا ترك أي مشاعر سلبية داخل العمل نفسه وخاصة مع أشياء لا يمكننا حلها أو تقديم شكوى فيها بسبب الغيرة.
الحل أن ننشغل بأنفسنا لأن هذا ما يدفعنا للتطوير والتطور فتجاهل هذه المشاعر شيء ضروري
أراها الإجابة الواقعية التي تصلح سواءً في حالة كنت أنا من يملك مشاعر الغيرة، أو شخص آخر يملكها تجاهي، في الحالتين هي نوع من المعوقات. لو أنني انشغلت بغيرتي فقط، فغالبًا سيطرة المشاعر لن تجعلني اهتم بانجاز ما يجعلني أصل لمرحلة أفضل في تطوري المهني، وبالتالي تهدأ تلك المشاعر. ولكن في الوقت نفسه ألا ترى أنها قد تكون ميزة في بعض المواقف؟ (الغيرة الحسنة بالطبع)
المنافسة الشريفة المتكافئة لا يتولد عنها غيرة أو حقد برأيي.. لكن مثل تلك المشاعر تتولد عند وجود محاباة لطرف ما، أو ظروف غير متكافئة..
فالأمر يمكن تشبيهه بمباريات كرة القدم إلى حد ما، فإذا ما انتصر فريق ما على الاخر بنزاهة فلا يمثل ذلك مشكلة لأحد، لكن إذا ما كانت هناك تدخلات خارجية ساهمت في حدوث ذلك، كإنحياز التحكيم مثلا فهنا تبدأ المشاعر السلبية وتختفي الروح الرياضية التنافسية!
فإذا ما إستبدلنا الفريقين بالموظفين، والتحكيم بالإدارة، يمكننا فهم الاسباب الفعلية لغيرة وحقد الموظفين على بعضهم.
المنافسة الشريفة المتكافئة لا يتولد عنها غيرة أو حقد برأيي.
لا ليس بالضرورة إطلاقا، حتى في المثال الذي طرحتيه وإذا كانت المباراة عادلة تماما، إلا أنا الهزيمة قد تولد غيرة، لأن السؤال الذي سيطرح نفسه لماذا هم فازوا وليس نحن؟ حتى بين أفراد الفريق الفائز قد تتولد غيرة! فهناك لاعب سيأخذ مدح أكثر أو ربما ينسب له الفضل في الفوز في حين يرى لاعب آخر أنه بذل مجهود مضاعف ولولا جهوداته لم تمكن اللاعب الآخر من التألق، الغيرة شعور يتولد تلقائيا إما بسبب مبالغة الإنسان في شعوره بالاستحقاق، أي أنه يستحق الأفضل في كل شيء حتى وإن لم يبذل أقصى ما عنده، أو بسبب الظلم والتفريق في تقدير الأقرناء، بحيث يكون شخص واحد فقط هو من يتم مدحه أو ذكره أو تمييزه وإهمال باقي زملائه أو فريقه رغم أن الجميع يبذل أقصى ما عنده.
أتفق مع @rana_512 هنا، مشاعر الغيرة لا تتعلق فقط بالمنافسة غير الشريفة، قد تكون مشاعر الغيرة بسبب حصول أحد الزملاء على ترقية ما، في وجود زملاء على نفس الدرجة من الاستحقاق، هنا مشاعر الغيرة طبيعية، اجتهد الجميع للحصول على تلك الفرصة ولكن نالها شخص واحد، فكيف في رأيك يمكن لباقي الزملاء التعامل مع الأمر؟
مشاعر الغيرة في تلك الحالة تكن فطرية وغير ضارة، وغالبا ستحفز بقية الموظفين على مواصلة السعي والإجتهاد لنيل نفس التقدير طالما اعتادت الادارة إعطائهم التقدير المناسب..
لكن لا أظن ان هذا النوع من الغيرة يمكنه أن يتطور -لدى الأشخاص الأسوياء- لدرجة التأثير سلبا على الصحة النفسية كما ذكرت إريني..
درجة التأثير تختلف تبعًا للسوى النفسي ومدى نضج الشخص أيضًا، ولكن المشاعر نفسها واحدة لدى الجميع، ولكن الأفعال المبنية على المشاعر هي التي تختلف، مثلًا أحد الطرق التي أفضلها بشكل شخصي، هي القيام بفعل إيجابي في نفس وقت المشاعر السلبية تجاه شخص ما (في حالة أن المشاعر السيئة داخلية وليست ناتجة عن أفعال صدرت منه)، الفعل الإيجابي ( إحضار هدية له- الاهتمام بدعمه وتشجيعه) هنا له دور كبير في تبديل المشاعر السيئة بمشاعر لطيفة.
أرى أنه من أهم طرق التغلب على الغيرة هي التوقف التام عن التقليل من شأن الآخرين ونجاحاتهم، فعلي سبيل المثال لا يجب أن نقول أن شخص ما حصل على ترقية بسبب كونه يمدح المدير، أو تمكن من الحصول على جائزة لأن لديه واسطة كبيرة مثلاً، هذه العادات تولد المزيد من الكراهية والحقد والغيرة، لذلك ينبغي أن يتقبل كل منا الآخر ويعترف بإنجازاته ليتمكن من النجاح في حياته.
نقول أن شخص ما حصل على ترقية بسبب كونه يمدح المدير، أو تمكن من الحصول على جائزة لأن لديه واسطة كبيرة مثلاً، هذه العادات تولد المزيد من الكراهية والحقد والغيرة
أشرت لموضوع آخر مهم أيضًا بسمة، هذا الأسلوب في التفكير قد يحدث لسببين، إما يُبرر بها الشخص لنفسه عدم كفاءته أو سعيه للحصول على نفس المكافأة، وهذا نوع من تبرير الكسل والركود، أو أنه يريد الحصول على تحليل منطقي وعادل لما حدث، أي أنه يعلم بوجود فساد ما في المنظمة وهو سبب حصول الآخر على مكافأة في حين أنه من يستحقها بدلًا منه، وفي رأيي، السبب الثاني غالبًا ما يلجئ له أي شخص يشعر بالظلم ويحاول التفريغ غن غضبه بشكل أو بآخر.
إن كانت غيرة تدفعني لاحسن من مهاراتي ولاتدعوني لظلم غيري أو حسدهم بل تشجعني للاحتكاك بهم بطريقة ما والاستفادة من سماتهم فلا بأس بها..
فهمت من كلامك أن غالباً نحن نغير من شخصٍ ما يعمل معنا فى شركة أو فى أى مكان.
أرى أن أمر الغيرة هذا ينشأ بسبب المقارنة فى أمر واحد أنا أقارن نفسي بأحد أو أحد يقارنني بغيري، ولكن أرى أنه لكى نتخلص من الشعور بالغيرة، مجرد أن نشعر به يجب علينا التركيز على ميزة مختلفة عن ميزة من نقارن أنفسنا به، فلو قلنا مثال:
- أم تقول لإبن لها ألا ترى درجات إبن خالتك لقد حصل على 90% بينما أنت الوكسة الخاصة بي حصلت على 70% هذا من حسرتى وتربيتى للأسف :) فبكل بساطة نصيحتنا لهذا الشاب لكى لايغير من إبنة خالته، أى شئ تحسنه لايحسنه إبن خالتك؟؟! فهوا على سبيل المثال متميز فى مادة الفيزيا ودرجاته بها 100% بينما درجات إبن خالته فيها 90% بهذه الرؤية الجديدة لن يغير منه لأنه سيدرك أن لكل شخص نصيب فيما يحسن.
في رأيي أول خطوة هي تقبل الشعور كشعور طبيعي وعدم محاولة كبته أو منع وجوده لأن هذا يجعلها ضاغطًا بشكل أكبر. والثاني هو عدم جعله يسيطر علينا أو على علاقتنا بالأشخاص من حولنا وهذا عن طريق أن نركز على أنفسنا وعلى أن نكون دائمًا أفضل من الوقت السابق. وعن طريق أيضًا إدراك أن الشخص الأفضل في بيئة ما لا يوجد أمامه شخص ليتعلم منه أما الشخص الأسوأ فيمكنه التعلم من الجميع ولا يوجد مكان يذهب إليه إلا للأعلى. لذلك فكل مكان تكون فيه الأسوأ هو فرصة وتحدي جديد للترقي والتعلم والوقت الذي تشعر فيه أنك أصبحت أفضل من في المكان هو في الواقع الوقت المناسب لتغيير بيئتك لبيئة أخرى تدفعك
تعامل معها من منطلق التفاهم ان تفهم لماذا هي موجودة تكن من اجل نجاح شخص في مهمة او في مركز معين وانت حاب تكون بهيك مركز هنا يكمن الفاصل اما ان تحول الغيرة لتتعلم كل المتطلبات لتصل لهذه المهمة او تتعلم عن المتطلبات للوصول الى هذا المنصب وحذاري ان تحول الغيرة لشي تقتل به غيرك او ان تؤذي فيها غيرك فانت خاسر بكل الاحول ان اخترت هذا الطريق , شعور الغيرة ككيان ليس سيئ ولكن نحن من نسيئ استخدامها بسبب الجهل بانفسنا وبقدراتنا وما نستطيع فعله ,
التعليقات