الغيرة بين الأخوات تنشأ لأسباب كثيرة منها وأهمها تفرقة الأهل في المعاملة. فكيف يمكن علاج هذه المشكلة وفصل العلاقة عن أي مسببات خارجية محفزة لهذه الغيرة؟
كيف نعالج الغيرة بين الأشقاء؟
الغيرة بين الأخوة مشكلة شائعة لكن أراها جزء طبيعي من عملية النمو والتطور العاطفي. فالأطفال يتعلمون من خلال التجربة والمقارنة بين أنفسهم والآخرين. قد يشعر الأخ في بعض الأحيان بالغيرة ليس بسبب تفرقة الأهل في المعاملة، بل لأن اهتمام الأهل يعكس احتياجات معينة في مرحلة عمرية معينة. على سبيل المثال، قد يحتاج الطفل الأصغر إلى رعاية أكبر بسبب احتياجاته الجسدية أو العاطفية، بينما قد يكون الأخ الأكبر قادرًا على الاعتماد على نفسه أكثر.
أعتقد الأمر يتطلب تَفهُم من جميع الأطراف. الأهل يمكنهم توجيه الأطفال نحو كيفية التعامل مع مشاعر الغيرة من خلال تعزيز مفاهيم التعاون والاحترام المتبادل. وفي الوقت نفسه، الأخوة أنفسهم يتعلمون كيفية التعايش مع هذه المشاعر بشكل صحي من خلال بناء علاقة قائمة على الصداقة والدعم، وليس على المنافسة أو التنافس على الاهتمام.
وفصل العلاقة عن أي مسببات خارجية محفزة لهذه الغيرة؟
لا يمكن فصلها عن المسببات، لأن ببساطة هؤلاء أطفال وسيتأثروا بالمسبب، لذا يجب دوما معالجة أي سبب قد ينشىء أي غيرة، خاصة من الأهل كدرجة أولى، لأن معاملتهم هي التي لها تأثير أكبر مقارنة بالشارع والبيئة المحيطة
الغيرة بين الأشقاء أحيانا ما تكون غيرة تنافسية، وهذه غيرة حميدة ليست لها عوامل سلبية، أما الغيرة الناشئة عن التفرقة في المعاملة من الأهل ستترتب عليها مشكلات تتراكم وتتطور بمرور الزمن وتكبر أكثر كلما كبر الأخوة
الحل عند الأهل وليس عند الأولاد، يجب أن تلاحظ ردود أفعال طفلك تجاه أي شئ يحدث ، وتجاه أية معاملة بين الاخوة يجب أن تكون عادلا في المداعبة والعطاء كما يجب أن تكون عادلا في الحزم والشدة
مهما قال الأهل أنهم يساوون بين الأطفال ويعدلون بينهم، إلا أنه يظل الاختلاف والتنوع الطبيعي بين الأفراد عامل مؤثر في التفاهم بين الأبناء والوالدين، فقد نجد اثنين أشقّاء ذكور واحد أقرب لوالده ويفهمه ويتفاهم معه بالتالي هو أقرب له من أخيه الذي يتفاهم مع والدته أكثر وهو أقرب لها، على الوالدين أن يتعلموا أن يحبوا أبنائهم بنفس المقدار، ويعدلوا بينهم في العطايا والهدايا والمعاملة.
ولكن هذا التفاهم سببه في المقام الأول هو الأهل وليس الطفل، الأهل هم من يميزون في المعاملة وعلى هذا الأساس يلاقون نتائج أفضل لطفل مقارنة بالآخر، مثلا إذا كان الوالد يهتم بالابن الأكبر أكثر، يتحدث معه، يسمعه، يشاركه مشاوير وهوايات من الطبيعي أن ستنشأ بينهم رابطة أقوى من حيث سهولة التواصل والتفاهم وحتى طاعة الابن ستزداد فضلا عن كون هذا التفاهم والرعاية يعزز من ذكاء الطفل الاجتماعي واللغوي والعقلي بشكل عام، كل هذا يجعل ناتج العلاقة أفضل للطرفين، وبعكس الكيفية إذا كان الوالد يهمل الابن الأصغر من الطبيعي أن يكون الناتج هو سوء تفاهم وتواصل وصعوبة في التربية لأن الابن غاضب من الإهمال وسيعبر عن غضبه بكل مختلفة تزيد من إهمال أبيه أو قسوته عليه.
من وجهه نظري
ان يمكن أن يساعدهم الأهل في تخصيص وقت لكل طفل على حدة لمشاركة اهتماماته وأحلامه. التعاون بدلاً من التنافس يمكن أن يكون حلاً مثاليًا، حيث يمكن أن يتم تشجيع الأشقاء على العمل سويا في نشاطات ممتعة تعزز علاقتهم بشكل إيجابي.
في النهاية، يظل الحل الأساسي هو التفاهم والتواصل الجيد بين جميع أفراد الأسرة، مع مراعاة أن الحب والاهتمام يجب أن يكون غير مشروط ويشمل الجميع.
أنا لا أؤيد فكرة تخصيص وقت لكل منهما على حدى، بل على العكس الأفضل هو الجمع بينهما ولكن مع التركيز على إعطاء الاثنين نفس القدر من الاهتمام بالضبط، فإذا شاركت هذا عليك بمشاركة الآخر وإذا مدحت هذا عليك بمدح الآخر، أتذكر وأنا أدرس حاليا أكثر ما يؤكد عليه أساتذتنا في الجامعة ونحن نتعامل مع الأطفال في وقت الحصة وهو ضرورة تشجيع الجميع بنفس القدر فلا يمكن أبدا أن نطلب التصفيق لتلميذ على فعل وألا نصفق لتلميذ آخر على فعله، نسيان هذا أو إهماله مؤذي جدا لنفسية الطفل ويثبط من عزيمته وتفاعله.
لا أعرف بصراحة كيف يمكن ذلك لأنني من بيت لم نعرف إلى يوم مات أبي كان يحب أي منا أكثر، وكذلك أمي وكأنه سر أو حقيقة لا وجود لها، لم نشعر لحظة أن أحدنا أفضل في عين أبيه وأمه أو أقرب لهما من غيره.
ولا أعرف ما الذي يدفع الآباء للتفرقة، ولا أريد أن اتحامل على أحد بحكمي، ولكن أظن أن معاملة الأبناء ودورهم يؤثر في ذلك فليس طبيعي أن يكون ابني الخلوق مكانته عندي كآخر فاسد، وكذلك من لا يحمل مسؤولية كمن يحملها!
تعجبني هذه المقولة : إن أعظم شيئ يمكن ان يتركه الآباء لأبنائهم هو أن يتركوهم لا يتقاتلون فيما بينهم
وإذا كان للآباء دور في عدم وقوع الغيرة بين الأخوات، ألا تجد أن الأشقاء أيضا لديهم دور في هذا، مثلا في حالات لأن يكون الطفل محل الاهتمام هو الأكبر وبالتالي وعيه سيكبر أسرع من الطفل الآخر الذي ستنشأ عنده الغيرة بسبب تفرقة المعاملة، أليس هناك دور للأخ الأكبر في هذه الحالة بأن يفهم أسباب تصرفات أخيه وأنها نتيجة لظلم أو إهمال وعلى أساسه يسعى هو لإصلاح علاقتهما بأن يعوض كأخ هذا الإهمال؟
هذا يحدث للأسف وبشكل يفوق التوقعات والعذر المحتمل للوالدين أنهم لا يملكون القدرة والتحكم في مشاعرهم (لذا يفرقون بين أبنائهم بشكل لا شعوري) ، وأحياناً لأسباب أخرى ، عندما يكون هناك أبناء يمدحون أبائهم طوال الوقت في كل المواقف من أجل الحصول على إمتيازات محددة مثل حصة أكبر في المصروف أو الطعام ، ويحصل الأبناء الذين يتعاملوا مع والديهم بطريقة طبيعية أو تلقائية على التجاهل الغير مقصود وفي حالات أخرى أشد (الإقصاء) ، وقد يتم التفضيل أيضاً بناءاً على موقف الأبناء فمثلاً قد ينتقد أحد الأبناء سلوكيات خاطئة يرتكبها الوالدين ، ويتسبب ذلك في بناء حاجز بين الأبن و وأحد والديه أو كلاهما (( لأنهم ببساطة يكرهون أن يكشف طفل صغير قاموا بتعليمه كل شيء أخطائهم)) .
كل واحد من تلك الأسباب له طريقة مختلفة في التعامل لكن أفضل طريقة أرجحها من وجهة نظري وأرى إنها فعالة على المدى البعيد هو أن يحب الطفل الذي يعاني من تلك التفرقة والديه وأخوته دون شروط ، وبشكل مستمر ، ودون أن ينتظر نتيجة لذلك (حتى وإن كان الأمر غير مقبول لديه أو يصعب تطبيقه) .. الحب سيجد طريقه لقلوب الجميع وسيظهر الحل .
التعليقات