السؤال الذي يشغل بالي دائما أثناء بداية بناء أي عادة جديدة في حياتي هو، كيف علي أختار العادة الصحيحة ، ماهي المعايير التي ينبغي أن أقيس عليها مدى أهمية عادة وأولويتها مقارنة بالعادات الكثيرة الموجودة التي أحتاج أن أتعلمها ، ثم السؤال الأكبر بعدها هو كيف أرسخ هذه العادة بأسرع طريقة ممكنة وأفضل نتائج ؟
اخبروني عن أستراتجياتكم الخاصة وأجابتاتكم عن هذه الإنشغالات.
اختياري للعادة يأتي بعد إدراكي لكل أولوياتي، فمثلًا عادة الاستيقاظ في معاد محدد، بدأت بتكوينها عندما وجدت مساوئ على صحتى نتيجة لاضطرابات نومي وعدم الحفاظ على روتين محدد، كذلك عندما أحاول ممارسة رياضة معينة كنت اضع أمامي جدول محدد لأضع علامات أمام كل يوم أنجز فيه التمارين والتزم بها، في رأيي بناء أي عادة يحتاج لدافع حقيقي حتى استمر بها لأني أعلم النتيجة التي أريد الوصول إليها، وبالنسبة لي أميل إلى تكوين عادة أو اثنين فقط مع بعضهما ولا أضع نفسي تحت اختبار الالتزام بالعديد من العادات مرة واحدة، وكما ذكرت أضع أمامي ورقة بعدد الأيام ونوع العادة وكل يوم اضع علامة جديدة، رؤية العلامات بشكل يومي يحفزني للالتزام بها في اليوم الذي يليه.
أختيار العادات الإيجابية التي نرغب في ترسيخها عادتاً ما يكون بالأهداف التي نسعى لتحقيقها فهي ما تدفعنا لتبني خصال معينة تساعد في تحقيق الهدف ، ولبدأ ترسيخ اي عادة من المهم البدأ بخطوات صغيرة أو تغيرات صغيرة (قابلة للتنفيذ ولاستمرارية) وبالتأكيد التكرار. ، ويمن للتركيز على إضافة عادة جديدة من المهم ربطها بسلوكيات كن تقوم بها مثل مممارسة رياضة المشي بعد العودة من العمل أو (أثناء العودة من العمل)، وبرغم هذا الكم من النصائح أرى أنه لا توجد وصفة سحرية لبناء عادات جديدة. وما يقبل بالتنفيذ علي لا يقبل بالضرورة التنفيذ مع غيري
من المهم البدأ بخطوات صغيرة أو تغيرات صغيرة (قابلة للتنفيذ ولاستمرارية)
فعلا فهذه نقطة مهمة لتعزيز القابلية للاستمرار على العادة الجديدة، فيجب وضع اعتبار للمنطقية في الموضوع، وجعل العادة قابلة للتنفيذ في واقعنا وملائمة طريقة عيشنا، وتحترم ظروفنا الاجتماعية كذلك.
الواقعية وما بعد الواقعية أهم شيء في التخطيط .
يقال أن ما تعتقد أنك يمكن أن تفعله في يوم واحد تحتاج إلى ثلاث أضعاف وقته في الحقيقة وهذه هي مابعد الواقعية التي أتحدث عنها ، لأنك قد تحسب بأن الناس العاديون يمكن أن يفعلوا كذا، لكن تتفاجئ بأنك لا تقوم بنفس الشيء اما لاختلاف في البيئة أو الظروف أو التوقعات حتى فيما كنت تفعله في وقت مضى وكان لا يأخذ معك جهدا ووقت، ستجد أنك تقاتل لتحقيق جزء منه اليوم... لذلك علينا أن نكون واعيين في حساباتنا وأحيانا أن لا نحسب أصلا.
الوقت المثالي لإختيار عادة معينة يأتي حينما تحتاج إليها في حياتك، حينما تشعر أن هناك نقصًا ما، مشكلة تحتاج إلى حل، في هذا الوقت ستعرف ما تحتاج تعلمه، والعادات تترسخ بالتكرار، وأن تحدد عادة واحدة ترسخها وأن تواظب عليها لمدة شهر على الأقل.
كيف سترسخها، يعني لا تكفي الحاجة وحدها لترسيخ عادة جديدة، كم شيء تحتاج لتغييره بحياتك ولكن لا تستمر، مثلا الرياضة، تغيير عادة النوم، إلى أخره، أغلبنا يجد صعوبة في إدخال عادة جديدة لحياته خاصة ونحن كبار، لذا الحاجة وحدها ليست كافية
الحاجة وحدها لا يمكن أن تكون كافية، وإلا لما كان في الحياة عاطلون ومطلقون ومدمنون وخاضعون وفاشلون ..الخ ، كان يمكن لأي من احتاج عادة أن يحل بها مشكلا.
لكن أتفق معك من زاوية أخرى وهي عندما يصل الإنسان بمستوى الحاجة إلى الشعور بالقرف .
كيف هذا، عندما نصل إلى مستوى من الشعور بالقرف والإشمئزاز من حالة ما ، نجد أنفسنا مدفوعين بشكل أكبر لخلق شيء ما يمنع إستمرار هذا الشعور السيء، مثلا عندما نصل إلى مستوى من الإشمئزار من حالتنا الجسدية نجد أنفسنا مدفوعين إلى الرجيم مثلا- في أغلب الأحيان دون تعميم-
فالحاجة هنا مسبوقة بشعور سيء وليست هي الخطوة الأولى.
أول شيء أحاول تطبيقه هو من خلال تعويد نفسي على مهارة الالتزام، فمهما كان برنامجي ممتلئا على مصراعيه، وأتتني ظروف من هنا ومن هناك، فالمسؤوليات اليومية التي على عاتقي لا ينبغي عليّ أن أتناساها أو أتحاشى أداءها بأي شكل من الأشكال.
لهذا فاستراتيجيتي بسيطة سهلة، وهو أن أضع تلك العادة في خانة الالتزام فألتزم بها مباشرة دون لفّ أو دوران، المماطلة والبحث عن طرق معينة ومجربة، أعتقد أنها لن تفيد لأن كل إنسان وطريقته وطبيعته وظروفه.
ما قلته يا ياسر قد أصاب كبد الحقيقة إلى أبعد حد .
يمكننا بسهولة أن نلاحظ أننا واقعون في مشكلة تحلية المماطلة ، من خلال إيجاد مبررات أكثر إبداعية للإستمرار في التسويف والتأجيل، وكل واحد حسب مقدراته الإبداعية ومستواه العقلي، أعلاها تماما هي حجة ايجاد طريقة مختصرة للفعل أو البحث عن أكثر الطرق المجربة لذى الاخرين ...
هكذا ننغمس في البحث عن طرق الفعل بدل من الفعل نفسه ونشعر كما لو أنتجنا بالفعل وهذه مغالطة لا معنى لها ... وكما قلت ياياسر الوعي الحقيقي هو أن نعرف أن هذه وسيلة هروب وتسويف لا أكثر وأن الطريقة الوحيدة للتخلص من التسويف هي البدء الآن .
التعليقات