لكل منا معتقداته ومبادئه والتي قد يوجد من بينها ما تم كسبه بالتوارث أو بالخبرة أو بالمواقف الصعبة التي نمر بها، ومن بين هؤلاء سنجد أن هناك معتقد أو مبدأ نؤمن به كأشخاص لكن لا يتفق معنا به الآخرين، أخبرونا عن ما هو هذا المعتقد وعلى أي أساس تبنيته؟
ما هو المعتقد الذي تؤمن به والذي لا يتفق فيه معك الآخرين؟
الاختلاف رحمة ويساهم في تنوع الآراء واثراء المعتقدات، لكن علينا أن لا نجعله يصبح خِلافًا يشتت شملنا، وأنا شخصيًا خسرتُ أشخاصًا وربما هم الخاسرين، بسبب أفكاري التي لا توافقهم، مثلًا أنا لديّ معتقد هو أنّ
كل إنسان فيه بذرةٌ طيبة، حتى ولو كان يظهر للناس سيئا، هو فقط لم يجد من يسقي تلك البذرة لتكبر وتزهر وتثمر أخلاقا طيبة.
ودائما ما أجد من يخالفني ويحاول اقناعي أن هناك بشرًا سيئين فقط، وهذا ما أقتنع به إلى الآن ودائما أبحث عن هذه البذرة وأحاول احتواءها في الآخرين، جعلني هذا الأمر أتعرّض لخيبات كثيرة لكن ذلك لم يجعلني أغير قناعتي، التي ربما قد تتغير يومًا.
كل إنسان فيه بذرةٌ طيبة، حتى ولو كان يظهر للناس سيئا، هو فقط لم يجد من يسقي تلك البذرة لتكبر وتزهر وتثمر أخلاقا طيبة.
أؤمن بذلك جدا، الفكرة بالنهاية أي الجانبين هو الغالب الخير أو الشر، فأحيانا حتى هذه البذرة لن تنمو مهما حاولتي ذلك، وهذا عن تجارب مع هذه العينة، حتى التعامل معهم يكون مرهق وصعب، لذا رغم إيماني بالمبدأ لكن توقفت عن التعامل مع هذه النوعية.
هناك أشخاص من الصعب جداً أن تستطيع معاملتهم بهذا المبدأ فهم يحاولون دائماً إظهار الوجه الأسوء فيهم بلا ندم ، و هناك من وصلوا إلى مرحلة لا تستطيع فيها تفريقهم عن الشيطان ، إذ أنهم يقدمون الشر و يشعرون بالفخر لذلك ، و لكن لا نستطيع الحكم دائماً إذ أن كل إنسان مخير أن يختار طريق الخير أو الشر ، و لا يوجد من يولد سيئاً ، كلنا نولد نظيفين ثم تلوثنا الحياة ، نحن لم نطلع على ما عاشه هذا الشخص ليكون بهذا السوء ، و لا نعلم هل هو هكذا معنا فقط أم مع الجميع ، و هل هناك ما يجبره أن يكون هكذا أم لا .
فالأمر محير جداً و صعب تبني قناعة كهذه في هذا الزمان على الرغم من أنها تبدو منطقية و صحيحة .
كثيرة هي الأفكار والمعتقدات التي أرى أنها لا تتوافق مع ما يؤمن به الآخرون
سأذكر مثالا يحضرني الآن وهو الميراث, فلي رأي هو أن يتم استثناء السكن من الميراث في حال كان يقطنه أقرباء الهالك من هم بحاجة ماسة له, كأرملته التي ليس لها مسكن آخر مستقل أو أطفال صغار أو أبوين شيخين.
ليس من الإسلام في شيء أن يموت الرجل تاركا زوجة وبناتا فيأتي من الورثة من يخرج الفتيات والأرملة من البيت للشارع قصد بيعه وتقسيم الميراث, هذا الوضع الشاذ نتيجة تطبيق بعض من الشرائع وترك أخرى, فلو أردنا تطبيق الميراث كما جاء بالقرآن الكريم يجب أن نطبق بقية الشرائع وأن يتولى أقارب الهالك مهمة إيواء أرملته وبناته أو أبويه الشيخين.
لذا ولإستحالة تشريع قانون يفرض على أقارب الهالك مهمة إيواء أسرته, فعلى الأقل يجب استثناء السكن من الميراث مادام لا يوجد بديل آخر وهو السكن الوحيد لتلك الفئة, و إن كان عقارا ذا قيمة كبيرة كعمارة أو فيلا, فيجب توفير سكن بحد أدنى لأسرته ثم بيع العقار وتقسيمه.
هذا الرأي لا يوافقني عليه أحد من أفراد أسرتي ولا أصدقائي, وكلهم يرددون أنه يجب تقسيم كل شيء.
للمصادفة، مررت مع زميلتي بنفس الحالة تقريبا منذ أيام، سافرت هي وزوجها لسنوات وعادوا واشتروا شقة بجميع مدخراتهم، وشاء الله أن توفى الزوج بعد العودة بشهر، ولم يتبقى معهما من الأموال شيئا، وفي ظل أنها مصدومة من وفاة زوجها المفاجيء تجد أخوات زوجها يسألوها البيع ليتم تقسيم الميراث لأن لديها بنتين، وعندما ردت عليهم هل بالمقابل سيتولوا مسئولية بنات أخيهم، هل سيلبون احتياجاتهم، وللأسف الكل تراجع عن المسئولية مبررين بعدم مقدرتهم، لكن لم يتنازلوا عن حقوقهم لأن هذا هو الحق من وجهة نظرهم.
المشكلة في القوانين التي تؤمن ببعض وتكفر ببعض, إذا كان سيتم تطبيق قانون الميراث بحذافيره فيجب تطبيق كل شيء بحذافيره بما في ذلك تولي ورثة المتوفي مهمة رعاية أسرته, وليس رميهم للشارع.
لم نسمع بعهد الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أمر بإخراج امرأة وأطفال من مسكنهم لتقسيم الإرث, لا أظن أنه كان يتم اعتباره من ضمن الميراث أصلا, فقد كانت مجرد حجرات أو خيام يتم نصبها بيوم أو يومين...مع تطور الحياة صار للمسكن "العقار" قيمة لامتلاك الدولة كل شيء وشراء المواطنين من الدولة أراض مستصلحة قصد بناء المساكن, وبالتالي فالقانون لا يتوافق مطلقا مع غايات وجوهر الشرائع الإسلامية.
رحم الله زوج زميلتك وأعان أسرته على مصابهم.
المشكلة في القوانين التي تؤمن ببعض وتكفر ببعض, إذا كان سيتم تطبيق قانون الميراث بحذافيره فيجب تطبيق كل شيء بحذافيره بما في ذلك تولي ورثة المتوفي مهمة رعاية أسرته, وليس رميهم للشارع.
هذا هو المفروض فعله، هذا يذكرني بحالة اشمئز فعليا مما يحدث بها وهو في حالة الانفصال والطلاق، ولكي تحصل الزوجة على نفقة لأولادها لابد أن تقوم برفع قضايا وتحاول أن تثبت الدخل الحقيقي للأب في محاولات منه لإنكاره، ويبدأ صراع لكي يتحمل الأب مسئولية أبنائه، وللأسف رغم وجود نماذج جيدة لكن هذا الطابع هو الغالب، وكأنه طلق أولاده مع زوجته ليذهب ليتزوج من ثانية وينجب.
برأيي المفروض أن يكون هناك قانون إلزامي لا يحتاج لقضايا وخطوات متعددة وسنوات لكي تحصل الزوجة على نفقات أولادها.
إسمح لي أستاذ جواد أن أخالفك في ظنك أنهم لم يعتبروا المساكن من الميراث، فيروى لمرأة مسلمة (نسيت أي زمن وأي قوم كانت) كانت تطبخ الخبز وتلقت خبر وفاة زوجها فتوقفت حالا ورفعت يديها وهي تقول ما معناه أن : هذا الخبز أصبح حراما علينا، لانها اعتبرته من الميراث - نسيت مصدر الرواية لكنها ترمي غالبا لأن أصغر التفاصيل كانت تحسب في الميراث.
ما يجعل الوضع شاذ في يومنا ليس أبدا وجود السكن ضمن او خارج الميراث، بل اعتقد من ناحيتي ان الضمير هو الذي خرج عن مكانه!
والحل بالنسبة لي هو فرض حلول من طرف السلطة الحاكمة في مثل هذه الظروف كأن يجعل للأرملة حق من طرف الظولة إذا لم يكن لها ملجأ بعد تقسيم الميراث.
بالمناسبة، مؤخرا أصبحت لدي رؤية متزعزعة لفكرة القانون، لن أذكرها مطولا لكني اصبحت أرى بعض الحالات الشاذة التي يكون فيها القانون عدوا للمظلومين في كثير من القضايا، خاصة في ظل إنتشار الربى و الغش والرشاوي... إضافة لفرض غرامات قد تكون حقا ظالمة في بعض الحالات.
لقد كان الأمر سابقا أكثر بساطة، لم يكن هناك دق على طاولة القضاء لكنه كان أعدل وأشرف وأرقى، كان عمر بن الخطاب يقضي في قومه بضمير حي، وعدل يبهرني حقيقة كلما قرأت روايات حكمه!
اللهم الثبات والهداية
كانت تطبخ الخبز وتلقت خبر وفاة زوجها فتوقفت حالا ورفعت يديها وهي تقول ما معناه أن : هذا الخبز أصبح حراما علينا، لانها اعتبرته من الميراث
الموضوع عن السكن وليس النفقة (الخبز نفقة) هذه المرأة التي مات عنها زوجها هي في عدة ويحرم عليها أن تخرج من بيت زوجها قبل إنتهاء عدتها.
ما أقصده هو كالتالي: إن النظام الاجتماعي عند العرب قديما نظام قبلي صارم حتى قبل الإسلام, ولازال لحد الآن العرب بالجزيرة العربية يحافظون على نظام القبلية ولكنه ليس كصرامة ذي قبل.. لم يكن من شيم العرب إخراج النساء من مساكنهن إذا لم يكن لهن مسكن, ماكان رجال القبيلة أن يرضوا أن تبيت امرأة منهم بالعراء قصد تقسيم الإرث.. فلو افترضنا امرأة مات عنها زوجها وبلا أي محارم أو مأوى آخر, فهل كان العرب يخرجون المرأة للعراء هي وبناتها بعد إنتهاء عدتها من أجل الميراث؟ ربما كانوا يفعلون ذلك إن كان مسكن الهالك ذا قيمة, فيوفرون للمرأة مسكنا قبل تقسيم الإرث, أو يتزوجها أحدهم بعد عدتها.
لقد تحدثت عن الإرث بشكل عام عندما تكلمت عن إدخال المسكن بالميراث، المثال الذي ذكرته هدفي منه توضيع أن: إذا كان الخبز يعتبر ميراثا فما بالك بالمسكن، لم أقصظ الخلط بين النفقة والمسكن.
ونعم لم يكن من شيم العرب فعل ذلك، لكن اعتقد ان ما يوازي شيم العرب آنذاك الآن هو إما تكفل الأهل بضمير حي كما ذكرت أنت وهو للأسف لا يحصل كثيرا لضياع الحقوق وقسوة القلوب، او فرض حقوق قانونية للأرملة كإعطائها سكنا...
من المبادئ التي لا يوافقنب فيها بعض أصدقائي وأسرتي هي عدم الخلط بين الدين والنظريات العلمية. هذا يوقع خصام دائم بين الناس، الدين أساس وجب لكن العلم متغير ولا أقتنع حقيقة بالإعجاز العلمي لهذا السبب فلماذت نقوم بإخضاع النصوص الدينية لتناسب العلم كل مرة؟ لمَ لا ندرك أنه علم دنياوي وعلينا تقبل كل شيء فيه مادام له أدلته ولا شرط أن نقتنع إلا في حالة واحدة أن نكون من أهل التخصص. قضيت فترة عصيبة أحاول دائمًا أخذ النصوص الدينية وتفصيلها على العلم، خاصة مع انتشار موجة الإعجاز العلمي. لك الحق أن تقتنع ببعضها ولكن حين تعارضها مع الدين ماذا ستفعل؟
سلسلة دكتور مصطفى محمود بهذا الصدد رائعة والفكرة هنا الاستدلال بأن العلم يكتشف أمور بعض قرون قد ذكرت بالفعل في القرآن. ولا أرى أي تعارض أبدا.
أتذكر أن منذ سنوات اطلعت على بحث علمي لأحد الأطباء المصريين بالخارج الطبيب عبد الباسط محمد سيد الباحث بالمركز القومي للبحوث التابع لوزارة البحث العلمي والتكنولوجيا بمصر، من الحصول علي براءة اختراع من الولايات المتحدة الأمريكية لنوع من القطرات تعالج المياه البيضاء وذكر أن الفكرة جاءته من آية في سورة يوسف قال الله تعالى ( اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين ).
الاختلاف جاء لتسهيل حياة البشر ، وجاء رحمة للعالمين ، فلو تخيلنا أننا نأكل نفس نوع الطعام يومياً دون تغيير سنصاب بالملل
أو أننا ترتدي نفس الملابس هذا روتين قاتل
لذلك تختلف المبادىء والمعتقدات من شخص لآخر ومن منطقة جغرافية إلى أخرى
فمثلاً أنا شخصية عاطفية سريعة التأثر ولا أحب أن أرى أحد من البشر يعاني ، بل أشعر بما يشعرون به تماماً وهذه طبيعتي التي تربيت عليها وهي أن أشعر بغيري ، في حين أن بعض الأشخاص ممن حولي يعتبرون أن ذلك شيء غير مرغوب فيه وأنني يجب ألا أتأثر زيادة عن اللزوم وأن كل شخص مسؤول عن حياته ومعاناته ولسنا مطالبين بأن نشعر بكل البشر
ربما رأيهم صحيح ولكن هذه طبيعتي ولا أستطيع تغييرها
الحياة بمواقفها قد لا تحتاج للعاطفة دوما، فلا مانع أن نكون عاطفيين ولكن يجب أن نكون موضعيين عندما يتحتم الأمر، وإلا سنتخذ قرارات تقودها العاطفة بالغالب ولن يكون صائبا بكل الأحوال.
فكرة: النظام الدراسي والجامعي العصري ليس له معنى
أدرس في الجامعة وأخالف النظام بشدة، لا أعتبر انه متوافق مع العقل العصري، والظروف الحالية للشباب، لأن الشهادة لم تعد تخدم الحياة العملية كما كانت تفعل في وقت سابق!
إضافة لأن معظم ما تعلمته حقا وترسخ في ذهني وأشغل عقلي وطوره لم يكن من الجامعة بقدر ما كان من الكتب والمقالات والمحاضرات على النت🐸
لدي كثير من الأسباب تدفعني للتفكير بانني روبوت أو آلة مبرمجة عندما اكون في الجامعة، خاصة في وقت الإمتحانات، هم يحاسبوننا على : كم حفظنا وليس كم فهمنا.
هل الجامعة مفيدة؟ فيها بعض الفوائد على الصعيد الإجتماعي، لكن هل تعلمنا حقا؟ هذا يعتمد على عقلية ومدى حب الطالب لما يدرس، وليس الجميع يتساوى في ذلك.
أنا مثلا أدرس بيولوجيا، أحب هذا العلم لكنني لا اعتمد على الجامعة في دراسته بل أحيانا أشاهد وثائقيات و أبحث لوحدي فأحصل على الكثير في وقت اقل! كما ان تخصص واحد قد يحجم قدرات الشخص الذي يحب كثيرا من الإهتمامات العلمية، مثلا انا كان حلمي الأكبر ان أدرس رياضيات وأعلام آلي فلم تتح لي الفرصة لسبب تافه وهو: لا يوجد أماكن كافية !! الحمد لله أن الإنترنت تعلمنا بحرية دون إذن أحد!
و الكثير الكثير من الأسباب التي عندما أذكرها أقابل بوفد من الإنتقادات و المخالفة خاصة من كبار السن، لكنني أتفهم ذاك لأن الmindset أو العقلية والظروف السابقةوالحاضرة قد إختلفت بشدة وفي مدة قصيرة، فحصل تصادم للقناعات العامة بين الأجيال المتعاصرة.
جل ما أصبحت أفعله هو إحترام جميع الإختلافات والتمسك بما أراه مناسبا لي.
اعتقد ان ما تقصدينه بالمعتقدات والمباديء هو السلوك الذي يترجم القناعات التي تتشكل في داخل الانسان ويتم توظيفها في البيئة والمجتمع.
والمعتقدات بالفعل ترتبط بالجانب الديني التي تكتسب من خلال الوالدين والبيئة او المجتمع الذي يولد فيه الانسان ومنها تتطور سلوكياته وافعاله وقناعاته وبحثه.
اما المباديء فهي مجموعة الضوابط التي تحكم سلوك الانسان او تحدد توجهاته سواء كانت ايجابية او سلبية.
ربما تضحك عندما تعلم أنني من المؤمنين بأن الأرض مسطحة ، لأنه أمر نادر بعض الشيء في زماننا هذا بسبب انتشار نظريات العلماء و وكالات الفضاء في كل مكان -بعيداً عن الشرق الأوسط بالطبع- ، و أنا لا أسعى لإقناع أحدهم بما أؤمن به ، بل لكل شخص الحرية فيما يؤمن به إن بحث و اطلع على الأدلة و اقتنع ، و لكن إن خالفك أحدهم فيما أنت تراه هو الصحيح فذلك لا يمنحك الحق في الإستهزاء بفكره و مهاجمته بلا أدلة منطقية ، و لا ألوم من يرى اعتقادي هذا غريباً ، فهو ينسف كل ما تم تلقينه إياه منذ الصغر ، حتى أنا كنت أرى الأمر مضحكاً في بادئ الأمر حتى اطلعت على الأدلة و بحثت أكثر و اقتنعت ، و كان صعباً أن أتخلى عن كل ما تعلمته في المدرسة بهذه السهولة ، و لكنني تحليت بالشجاعة اللازمة لتقبل هذه الحقيقة .
و*ملاحظة : العلم الأكمل دائماً عند الله فقط ، و لا أزكي نفسي و لا أدعي أن كل ما أقوله صحيح .
التعليقات