أيّهم أفضل: اختيار شخص نحبّه ولا نرتاح لتصرّفاته أم العكس؟ transcendence

عندما نبقى مع شخص نحبه ولكننا لا نحب تصرفاته، يتطلب منا أن نتعامل مع تلك السلوكيات المزعجة ونتجاوزها. قد يتطلب ذلك منا التسامح والصبر والتفهم، ولكن قد يكون له تأثير سلبي على العلاقة، ومن المحتمل أنها لن تدوم طويلا، خصوصا إذا كانت سلوكيات السيئة لذلك الشخص لم تتغير.

لكن قد نفضل أن نبقى مع شخص نحب سلوكياته، حتى لو لم نشعر بالحب العميق نحوه. قد يكون لدينا احترام كبير لشخصيته وقيمه وأفعاله. يمكن أن يكون لديه الكثير لنقدره ونستفيد منه، وهذا يمكن أن يساهم في بناء علاقة قوية ومستدامة.

بغض النظر عن الاختيار الذي يقوم به الشخص، فإن الأمر يعتمد على العديد من العوامل الشخصية والظروف. الأهم أن يكون توازن بين الحب والتفضيلات والقيم الشخصية. وأيضا أن نبحث عن السبل لبناء علاقة صحية ومتوازنة، تلبي احتياجاتنا العاطفية والروحية.

أما عني شخصيا، بالتأكيد سأختار الشخص الذي احب سلوكياته، لان سلوكياته واحترامه لي ستجعلني تدريجيا أحبه شخصه، حتى الله عز وجل قد جعل بين الزوجين مودة ورحمة، تفوق المحبة أحيانا، عندما يشعر الطرف بالقيمة والاحترام الذي يجد في الشخص الأخر من خلال معاملته له وسلوكياته تأكد سيحبه إذا لم يكن اليوم، سيكون في الغذ، ومدام هم يعيشان مع بعض سيعتاد ذلك الشخص بوجود الأخر في حياته ولن يستطيع أن يستغني عنه.

أعتقد إذا كنت تحب شخصًا ما ولكنك لا تحب سلوكياته، فقد يكون من الصعب الاستمرار في العلاقه فقد تشعر بعدم الرضا أو الإحباط من تصرفاته وقد تكره يوما هذا الحب، وقد مما يدفعك ذلك إلى الابتعاد عنه، لأن إذا لم تتمكن من قبول سلوكياته، فقد لا تتمكن من بناء علاقة صحية معه.

في المقابل، إذا كنت تحب سلوكيات شخص ما تشعر بالارتياح معه ولكنك لا تشعر بالحب تجاهه، فهنا لدينا احتمالين قد تحبه مع الوقت أو لا تستطيع فعل ذلك وهنا ستشعر أنك لا تحصل على ما تحتاجه من العلاقة، وقد تشعر بعدم الرضا عن نفسك إذا لم تتمكن من تطوير مشاعر الحب تجاهه.

في رأي الاختيار بين الاثنين صعب لأن العلاقة التي بها الحب والاحترام والارتياح متبادلين هي الأكثر احتمالًا للنجاح.

لذا نصيحتي هنا قبل الاختيار:

• لا تتسرع في اتخاذ قرار بمعنى أنه لابد قضاء بعض الوقت في التعرف على الشخص الآخر قبل أن تقرره شريكًا لك.
• كن صادقًا مع نفسك وفكر في ما هو مهم بالنسبة لك في العلاقة.
• تحدث إلى شخص تثق به قد يكون لديه بعض النصائح الجيدة لك.
• ثق في حدسك إذا شعرت أن شخصًا ما غير مناسب لك، فثق في غرائزك.

أن نبقى مع شخص نحبّه ولكننا لا نحب تصرّفاته ولا نفضّلها وأحياناً نكرهها أو العكس تماماً؟ أن نبقى مع شخص نحب سلوكياته ولو لم نشعر بأننا نحبّه فعلاً من كل قلبنا، أيّ الطريقين يصنع علاقة أفضل برأيك؟ ولماذا؟

الحب لن يكون كافيًا وحده لإستمرار العلاقة وخصوصًا في هذه الحالة لذا سيكون خياري هو الثاني أن أبقي مع شخص أحب سلوكياته وتصرفاته لأن هذا يشير إلى مدى حبه وصدق مشاعره تجاهي لذا أعتقد أنه عند مرحلة معينة سأكن له المشاعر وهذا أمر طبيعي لأنك تشعر بالراحة والإطمئنان وأنك ذو أهمية، على العكس الخيار الأول لأنه من الممكن بسبب التصرفات الخاطئة طوال الوقت قد ينعدم الحب أو يقل الشغف وهذا شئ متوقع لا يمكننا إغفاله، عند الزواج بالأخص أعتقد أن هنالك بعض العوامل التي قد نوليها أهمية أكبر من الحب.

الجميع متوجه بشكل طبيعي لاختيار الشخص الذي نحب سلوكه ولكن الواقع يخبرنا بعكس ذلك تماما والدليل وجود العديد من الدراسات الخاصة بالعلاقات السامة وكيفية اختيار الشريك الأفضل وكيف تعلم أنك حبك هو مرضي وإلى آخره من الدراسات والمشكلات الخاصة بالعلاقات العاطفية ومنها يمكننا الفهم قليلا لماذا بالأساس نقع في مشكلة الاخيتار هذه ومنها مقالة لعالم النفس مارك ترافرز بعنوان ثلاثة أسباب لمطاردة الناس للعلاقات السامة ومنها

• أولا :الحب المرضي حيث يقول أن أغلب الناس يحاولون إرضاء شريك حياتهم والتغاضي عن عيوبه وسلوكه لأنها أيضا يشعر بأن لديه عيوب.
• ثانيا: مشكلة التعلق حيث يخاف الشخص من الهجر والفراق خاصة لو كان في أسرته مشاكل دائمة.
• ثالثا: مشكلة الميول الحدودية وهنا يتم التنويه على أنه تنفسم العلاقة إلى جزئين الأول هو البحث عن المثالية المفرطة أو القبول بأي شيء لأن ليس كل منا كامل

لذا لو تكلمنا بالواقع وما نراه كل يوم فنجد الغالبية مننا عرضة للوقوع في الاخيتار غير المناسب خاصة على مستوى السلوك.

تُحب الشخص وتكره السلوك، هل مررت بهذه التجربة من قبل؟ 

أعتقد أن هذا تناقض لا أستسيغه؛ فكيف أحب شخصاً واكره سلوكه تجاهي؟!! وهل الشخص نفسه إلا سلوك في جسد بني آدم؟!! أعتقد أنني حينما أحب شخصاً فإني لا أحبه لانه وسيم مثلاً - لأن هذه الوسامة ستزول- ولكن أحبه لأنه إنسان يتصرف كإنسان. فانا لا أتصور الحب يقوم بدون حب التصرف والسلوك. ولكن أنأنجذب إلى شخص ما دون أن أدري ما هي سلوكياته فهذا لا يسمى حباً بنظري ولكن يسمى إفتتان عابر (Infatuation) أو إعجاب لحظي لا يلبث أن يزول. أما كلمة الحب فهي مأخوذة من حباب الخمر و هي بقية فقاقيع الخمور التي تلتصق بالكأس فلذلك يسمى المحب محباً لأن حب الشخص يكون قد لصق بقلبه وهذا لا يكون إلا بعد طول معاشرة وع طول المعاشرة نعرف إذا كنا نحب التصرفات و السلوك ام لا...

لا أعتقد أن الإنسان يمكنه أن يقع في حب شخص لا يحب تصرفاته ويمقتها! كيف يحدث! في البداية من الممكن أن يعجب وأن يهتم ولكن بعد معرفة الشخص والتعرف عليه جيدا إذا لم يحب تصرفاته لن يتطور الأمر لحب بالمعنى المعروف. فالحب مجموعة من مشاعر الراحة والأمان والتفاهم والاستقرار، إذا لم يتوفروا لن يكون هناك حب بالأساس. إذا لم تشعر بالراحة وتكره تصرفات شخص ما فأنت لا تحبه.

على الجانب الأخر إذا كان هناك شخص ترتاح وتتفاهم معه وإذ لم تقع في حبه الآن فالأمر قد يتطور فيما بعد، فهذا هو كل ما يحتاج له الشخص لكي يبدأ في حب شخص ما.

هذا الامر يتعلق بتفضيلات الأفراد وقيمهم الشخصية. ليس هناك إجابة صحيحة أو خاطئة ، وإنما يعتمد على ما يعتبره كل شخص مهمًا في علاقته مع الأخر .

بالنسبة للبعض، قد يعتبرون أن الحب العميق والارتباط العاطفي هو الأساس في العلاقة. وعلى هذا ، يختارون البقاء مع شخص يحبونه ويشعرون بالارتياح مع سلوكياته، حتى لو كانت هناك بعض التصرفات التي لا يحبونها أو يكرهونها. يرون أن الحب والارتباط يمكنهما التغلب على هذه الاختلافات وأنه ليس هناك شخص مثالي تمامًا.

وبالنسبة للآخرين، قد يعتبرون أن الارتياح والتوافق في القيم والسلوك هو الأساس في العلاقة. وعلى هذا ، يختارون البقاء مع شخص يتمتع بسلوك مناسب لهم ويشعرون بالراحة معه، حتى لو لم يكون هناك حب كبير أو عاطفة عميقة. يرون أن التوافق في السلوك والارتباط العاطفي الضعيف يمكن أن يؤدي إلى صعوبات في العلاقة.

اعتبار أن الحب أصل في العلاقة فهو أمر يحتاج لدليل عليه، أرى أن مجرد توافق السلوكيات وبعض الأفكار كاف للزواج، كاف للصداقة، كاف للعلاقات.

الحب ليس ضروري إطلاقًا في العلاقات وعلى من يدعي هذا أن يأتي بالبينة والدليل، السلوكيات والأفكار طالما أنها متوافقة إلى حد ما فلا داعي للحب.

أما إن كان الحب موجود والسلوكيات متنافرة فهنا لا سبيل إلا الانفصال والافتراق وتحمل أعراض الانسحاب التي ستستمر لفترة من الزمن.

إذاً لو افترضنا أننا دخلنا في مفاضلة ضمن الأمر، ما الذي يجب أن نختاره فعلاً؟ 

أن نبقى مع شخص نحبّه ولكننا لا نحب تصرّفاته ولا نفضّلها وأحياناً نكرهها أو العكس تماماً؟ أن نبقى مع شخص نحب سلوكياته ولو لم نشعر بأننا نحبّه فعلاً من كل قلبنا، أيّ الطريقين يصنع علاقة أفضل برأيك؟ ولماذا؟

اولا علينا ان نفرق جيدا بين شخص احبه ومعجب به وشخص احبه ولا اعجب به .

معظم الاشخاص الذين نحبهم لسنا معجبين لهم فعليا، نحن مرغمون على حبهم بالفطرة مثل الام التي لا تتفق مع ابنتهاـ، البنت تحب امها لكنها ليست معجبة بشخصية امها او تصرفاتها، فهي تحب امها وتشعر تجاهها بعاطفة الحب لكنها لا تعتبرها مرجع لشيء غير ذلك ....قد يكون لك اخ تحبه ولا تتصور حياتك من دونه اطلاقا، لكن لست معجب به ربما لا تعجبك طريقة تفكيره أو مستواه الثقافي ولا تعجبك سلوكاته ، مع ذلك مهما كان تحبع.

افضل العلاقات هي علاقة مبعينة على الاعجاب وليس الحب، فالشخص الذي انت معجب له، بطرييقة تفكيرة او روحه، أو ثقافته مثلا ستستمر علاقتك به طويلا حتى بعد زوال مشاعر الحب .