فيلم Daddio: ما الأفضل أن تكون منفتحًا أم متحفظًا عند التحدث مع شخص لأول مرة؟

وجهة نظر منطقية، لكني أرى بأن هذه الطريقة قد لا يمكن أن يبني الإنسان بها علاقات قوية مستقبلا، فالمزاح والفضفضة هي من أساليب كسب قلوب الناس، والابتعاد عن الطابع الرسمي هو ما يجعل من الأصدقاء أصدقاء، أفلا ترى بأن أسلوبك قد يكون منفّرا أو على الأقل أنك لن تكسب أصدقاء من أول لقاء بهذا الشكل، وبالطبع لست أقول بأنه يجب أن نقلل من الاحترام أو ما شابه ذلك، فقط قلت بأن نبتعد قليلا عن الطابع الرسمي والمهني ولا نكون منفتحين أكثر من اللازم ولا متحفظين بشكل مبالغ فيه.

من باب الاحترام حينما نتحدث مع شخص لأول مرة بأن نكون متحفظين خاصة وأننا لا نعرف طبيعته وتصرفاته وردة فعله

الاحترام لا يعني التخلي عن العفوية والطرافة، يمكن أن يكون التفاعل بطريقة مرحة وخفة الجو مفيد لبناء العلاقات، عندما تتفاعل مع شخص لأول مرة، يمكنك استخدام الذكاء الاجتماعي لتقديم بعض النكات الخفيفة أو المزاح بشكل لطيف، وهذا يمكن أن يساعد في كسر الجليد وجعل الحوار أكثر انسجاما.

لم أفكر من قبل فيما قد يفكر فيه الطرف المقابل، كنت أفكر فقط في تأثير الانفتاح في الحديث علي، كفكرة ألا تكون نوايا الشخص جيدة ويستغل أي مما أقوله ضدي، وكم شهدت مواقف مثل هذه تحدث مع صديقاتي، فكثير منهن على عكسي يمكنهم أن يسردوا قصة حياتهم من بعد خمس دقائق من تعرفهم على أي شخص جديد، ولكن من الجيد أن نستوعب أيضا انه يجب تفهم أن الخوض في مواضيع أو تفاصيل خاصة قد لا يريح شحص غريب علينا وغير مقرب منا، ولهذا طالما لا نفضل أن نتحدث عن خصوصايتنا مع الغرباء علينا أيضا عدم الخوض في خصوصياتهم.

أما بالنسبة للغرباء الذين قد لا ألتقيهم مرة أخرى فقد يبدو الأمر مغري للحكي لكن على المستوى الشخصي أحاول الابتعاد عن هذا قدر الإمكان.

كفكرة ربما بالفعل تبدو مغرية، ولكن كتنفيذ أشعر بصعوبتها أيضا فلا أعتقد أنني سأكون مرتاحة في اخبار أي تفاصيل عميقة أو خاصة عن حياتي لشخص وحتى وإن لن ألتقيه مرة أخرى، ربما لدي مشكلة في الثقة بشكل عام فأنا لا ارتاح للأشخاص بسهولة وأرى أن الناس يثبتون أنفسهم فقط بالمواقف والتجارب التي نتشاركها، فما دمت لم اتشارك في تجارب ومواقف مع هذا الإنسان لن أثق أو ارتاح له حتى أفيض واخوض في الأحاديث دون تفكير.

أن اللسان هو أكثر ما يهوي بنا إلى المصائب وكثرة الكلام هي ما تجلب لنا المشاكل دومًا.

أتفق جدا معك، في بعض الأوقات كلمة واحدة قد يساء فهمها أو نقلها وتسبب العديد من المشكلات، بالأخص وأن هناك عدد لا بأس به من الناس ممن يفضل الأذى ويستمتع بايذاء الآخرين حتى بدون وجود لسبب أو لدافع، وتلك الشريحة المريضة لا تنكشف سوى بعدما تنشر أذيتها.