في مشاهدتي للتلفاز صادفت إعلان للشوكولاتة ولكن أكثر ما لفتني في هذا الاعلان هي الصوت الذي تصدره الشوكولاتة عنما يتناولها الممثلين، شدني الانتباه وافترضت أن القرمشة هذه بفضل المكسرات الموجودة فيها، لكن المهم قررت تجربة هذه الشوكولاتة، وبعدما وجدت نفسي تفاعلت جدا مع الإعلان، أردت العودة قليلا للبحث عبر الإنترنت والتعمق أكثر في الموضوع.

أكثر ما كنت ابحث عنه هو كيف تتلاعب الشركات بعقولنا، لأن العقل هو مصدر إطلاق القرار والقيام بعملية الاختيار والشراء، ولكن من جهة أخرى من خلال معرفتي بالتسويق عندي علم أن القرارات العاطفية تأخذ دور أكبر في عملية اتخاذ قراراتنا.

بعد البحث وصلت لمجموعة من الأبحاث التي تناولت هذه الجزئية وكانت تجربة كوكاكولا أكثر تجربة متداولة، عندما تم تقديم مشروب كوكاكولا وبيبسي لعينة من الأشخاص وأغلب الإجابات كانت لصالح بيبسي ولكن في الواقع مبيعات بيبسي لم تتعدى مبيعات كوكاكولا إطلاقا، وفي التجربة الثانية تم تقديم المشروبين مع الاسم والنتيجة كانت لصالح كوكاكولا رغم أنها نفس العينة.

ذلك أثار تساؤل الدكتور "مونتيج" حين سأل: "لماذا يختار الأشخاص شراء الكوكا، على الرغم من أنهم يعتبرون مذاق بيبسي أفضل؟"، وبعد مرور 30 عامًا، أجرى تجربة جديدة في مختبره بكلية "بايلور" لعلوم المخ والأعصاب. في هذه التجربة، رصد نشاطات أدمغة المشتركين وسجل معدلات تدفق الدم في أقسام مختلفة باستخدام جهاز الرنين المغناطيسي.

المهم في نتيجة التجربة أظهر نصف المشاركين تفضيلهم لـ "بيبسي" بدون معرفة نوع الشراب، لكن عند كشف الدكتور "مونتيج" عن حقيقة الشراب، اعتبر ثلاثة أرباعهم أن طعم "كوكا" هو الأفضل. رُصد تغير ملحوظ في نشاطات أدمغتهم، مشيرًا إلى تأثير اسم العلامة التجارية على الجمهور. استنتج الدكتور أن العقل يستجيب للصيت والإعلانات، مما يبرز قدرة الإعلان على توجيه خيارات المستهلكين ومن هنا ظهر ما يعرف بالتسويق العصبي.

التسويق العصبي اليوم موجود ومحيط بها سواء رقميا أو على أرض الواقع وتعتمد الشركات من خلاله على مختلف حواسنا، لذا برأيكم ما هي طرق التسويق العصبي التي يمكن للشركات الاعتماد عليها لحث المستهلك على الشراء وزيادة المبيعات؟