"متلازمة انتظار بدء الحياة"، كيف نتخلص من تأجيل الحياة ونبدأ العيش؟

لكن كوننا ننتظر هدية كبيرة لا يعني رفضنا للهدايا الصغيرة التي تقابلنا برحلتنا نحو هدفنا!

في زمننا ارتفع الحد الأدنى من المؤثر أو الـ Threshold الذي يسبب السعادة أو الإحساس بالحياة عمومًا. من الصعب اليوم مثلًا أن تجعلي شخصًا يضحك، مع أن هذا كان سهلًا جدًا في الماضي. كل شيء لم يعد بسيطًا. نحن نبالغ في كل شيء، ونصعّب الحياة على أنفسنا ثم نكتئب وهكذا ندور في حلقة مفرغة.

حينها سيكونون اضاعوا حياتهم هباءا في انتظار المجهول!

حينها يكون الشخص للأسف خسر الماضي والحاضر لأنه رهن حياته مقابل شيء واحد.

أرى ان على الإنسان أن يبحث عن السعادة فيما يملك وان يعيش حياته هو لا ينتظر الحصول على حياة الآخرين.

لا أدّعي أن هناك قواعد أو قوالب علينا جميعًا الالتزام بها في الحياة. والطموحات المذكورة في المساهمة هي على سبيل المثال وليس الحصر.

لا أحد يمتلك حلمًا واحدًا في الحياة. كلنا لدينا العديد من الأحلام، ولكن المشكلة أننا نهتم بأحدها دون الأخرى وكأنها إن لم تتحقق فلن يكون هناك معنى للحياة.

اتذكر أن ما يمر الآن هي أيامي التي سأتذكرها بعد مدة 

هناك إضافة للمتصفحات تُسمى motivation أنوي استخدامها قريبًا. فكرتنا هي أنكِ كلما فتحت tab جديدة فإنك ستجدين عمرك يمر أمامك باللحظات ويتغير على مدار اللحظة. الفكرة مرعبة. أنا أخشى من استخدامها ولكني سأستخدمها على أية حال حتى تكون تذكرةً لي بأن الحياة أقصر من تضيع في الانتظار والسكون المؤديين للوهم.

وهناك فكرة أخرى اقترحها أحد اليوتيوبرز، وهي طبع متوسط أسابيع الحياة على ورقة ولصقها لتكون أمام عينه دائمًا.

وأن ما أؤجله الآن لن يأتي له وقت مثالي ابدًا

جزء من التأجيل والانتظار بشكل عام نابع من بعض أساليب التنشئة، مثلًا عندما يربي الأب أبنائه على أن قيمتهم تكمن فقط في عملهم، وعليها يمكن تأجيل أي رفاهيات او استمتاع للأوقات اللاحقة، بمعنى أنه بقدر ما يبدو ذلك نوع من الانضباط، لتعليم الأطفال الالتزام وعدم السعي خلف المتعة الفورية، لكن الإفراط في هذا الأسلوب لا يترك اي مساحة للعفوية والاستمتاع بلحظات فعلًأ لا تتكرر مرة أخرى، هنا قد يكبر الأبناء في اتجاهين، اتجاه محافظ تمامًا، لا يهتم بالاستمتاع بالحياة وكل ما يهمه هو تحقيق إنجازات فقط، والاتجاه الآخر هو الشعور بالأرق إذا ما حاولوا التعامل بعفوية والاستمتاع بأوقات لطيفة. فكرة الانتظار كما تقولين هي نقطة مدمرة، سواءً انتظار تحقيق إنجاز في وقت ما، انتظار مرحلة معينة للاستمتاع بالحياة، كل هذا هو مجرد ضياع لما نملكه فعلًا وهو الوقت الحالي.

بدلاً من انتظار حدوث الأهداف أرى أن الحل يكمن في محاولة الوصول إليها قدر المستطاع

أنا أرجح جدًا أن يصاحب ذلك مدى زمني يمكّن الشخص من قياس تطوره وتقدمه في تحقيق هذا الهدف حتى لا تضيع عليه حياته، وأن يكون مدركًا أنّ وقته محدود، وأنه لن يعيش للأبد.

ولذلك لو رأي عند نقطة معينة استحالة تحقيق هدف معين فإن عليه العزوف عنه، والاتجاه لغيره، أرض الله واسعة والفرص تصاحب من يبحث عنها.