خوارزمية Life2vec، ما الذي سينتج من معرفة موعد الوفاة بالنسبة لنا كأفراد؟​

بالفعل هذا النموذج يهدف لتوقع بعض المراض المستقبلية بالنسبة للشخص بناءً على تحليل بياناته الشخصية من سجل طبي إلى أشياء أكثر تعقيدًأ كمشاعره وأفكاره ومواقفه الحياتية لتكون النتائج أكثر دقه، ولكن ما رأيك بخصوص التحديات الأخلاقية كفكرة اختراق خصوصية المريض وإمكانية التلاعب بها من قبل المُخترقين؟ وهل كنت لتجرب معرفة موعد الوفاة أم ترى أن ذلك أمر يدعو لزيادة التوتر؟

بالنسبة لنتائجها في الدينمارك تحديدًا، فكانت دقتها 78-79% في تحديد موعد الموت. اتفق معك في أن الخوارزميات لا تستطيع توقع الظروف البيئية كحدوث وباء مفاجئ أو حادث مرور يؤدي لوفاة الشخص أو وفاته دون أي سبب فقط أثناء نومه، في الأغلب تلك الدراسات يكون هدفها تقليل الاحتمالات إلى أقل نسبة تسمح لها بتطويل متوسط الأعمار واكتشاف الأمراض المستقبلية وتقليل مخاطر السكتات الدماغية مثلًا، ولكن لننظر إلى الأمر من ناحية آخرى فلو كنا قلنا لأحدهم منذ قرنين أننا سنكتشف اسباب الأوبئة التي تقتلهم دون معرفة ويتعاملون معها كأمر حتمي بل ونعالجها وتكون كذكرى علمية فقط لأحداث مأساوية حدثت في الماضي، كانوا ليشعروا بما نشعر به حاليًا أن هذا مستحيل، فهل تعتقد أننا نمر بنفس مرحلة التطور أم أن هذه التقنيات ستنتهي بالفشل؟

بالنسبة لي من المستحيل أن أجرب هذا النموذج فأنا مؤمن بقضاء الله وقدره ولا أفضل أصلاً أن اعرف موعد وفاتي ولو من باب التجربة لأنني أعتبره تعديًا على عمل الخالق.

أتفق معك في هذه النقطة، ولكن ماذا لو نظرنا له من ناحية توقع الأمراض المستقبلية بناءً على جميع معلوماتك الحالية سواءً صحية، إجتماعية أو بيئية، أتفهم أنك دارس جيد للتقنيات الحديثة، هل تعتقد أن دقتها ستطور مع الوقت وتصبح شبه سليمة في التنبؤ، وهل يمكن توقع مختلف الاحتمالات أو أنها مقتصرة فقط على نوعية البيانات المتاحة؟

أما فيما يتعلق بالتوتر النفسي، فإن معرفة موعد الوفاة قد يكون له تأثير سلبي على بعض الأشخاص. قد يشعر البعض بالخوف والقلق، أو قد يفقدون الرغبة في العيش.

هذه النقطة بالنسبة لي مسببة للخوف أكثر من خصوصية بياناتي، فنعم التلاعب بالبيانات قد تستفيد منه شركات التأمين على الحياة لتحقيق مكاسب شخصية وزيادة عدد الراغبين في عمل محافظ إئتمانية بسبب خوفهم على حياتهم وعلى أسرهم، ولكن في الحقيقة المؤرق هو عامل الخوف وفقدان متعة الجهل بالأمر، فغالبًا جميعنا يتعامل مع يوم موته وكأنه أمر مجهول ويتناساه حتى يستطيع عيش حياته بطريقة طبيعية، وبالنسبة لفكرة معرفة موعد الموت فهي سلاح ذو حدين لو كان موعد بعيد فربما يتعامل الشخص دون أي اعتبار لمبادئه وأخلاقه اعتمادًا على طول المدة، ولو كانت مدة قصيرة فسيظل مستعبد للخوف وقد يصيبه ذلك بأمراض مختلفة. أتعتقد أنها ستكون إجراء مستقبلي تقليدي بما أننا في عصر تقدم الذكاء الاصطناعي بشكل سريع؟

بأنّها تساعد الأفراد في معرفة وقت الوفاة وهو ما يساعدهم في تكثيف عملهم لتحقيق أهدافهم.

ولكن هل لو عرف الجميع موعد موتهم سيرغبون بتحقيق أهدافهم؟ في وجهة نظري أرى أن جمال الحياة يأتي في الجهل بموعد موتنا، فذلك يجعلنا ندرك أهمية الوقت ونقدره وأهمية عيش لحظات سعيدة طوال الوقت، على عكس معرفة موعد الموت، فلو كان في خلال مدة قصيرة فسيكون التعامل مع الحياة هو الفترة الزمنية المتبقية حتى نموت فقط، ولو كانت مدة طويلة للغاية فاعتقد أننا سننخدع بطول المدة ونسير في دائرة من المماطلة والتسويف متناسين المنطق الآلهي وهو أن لحظة الموت قد تأتي والشخص نائم دون أي سبب مرضي أو فعلي لذلك، ألا تتفقين في أن الجهل في حالة الموت فقط هو السبيل الوحيد لعيش حياة حقيقية؟

ي معرفة تاريخ الوفاة يمكن أن يوفر فرصة لترتيب الأمور وإصلاح العلاقات ومتابعة الأحلام التي لم تتحقق بإلحاح متجدد

أتفهم أن الأمر فلسفي قليلًا بفكرة السيطرة على الخوف الأعظم وهو الخوف من الموت، فإذا كان الأمر محقق وله موعد محدد فهنا الإنسان سيدرك أهمية اللحظة الحاضرة. ولكني لا اعتقد أن الأمر يسري بنفس الطريقة على كل الناس، فلو كان الأمر كذلك لكان جميع الناس راغبين في معرفة موعد موتهم، وهناك عامل آخر وهو الكيفية، فهذه التقنية يمكنها توقع الأمراض وربما بعض الإصابات الناتجة عن تحديد نوع عمل كل شخص، ولكن لو كان شخص سيموت بعيار ناري أو في حادث غرق أو أي حادث إرهابي، هل تعتقد حقًا أن ذلك سيجعله راغب في عيش اللحظة الحالية والتفكير في مستقبله ومستقبل من حوله؟

أتفق معك واعتقد أن الغالبية في مجتمعاتنا العربية خصوصًا نتيجة لمعتقداتنا الدينية سيشعروا بالمثل خصوصًا أننا نتحدث عن توقع الموت، ولكن يظل سؤالي هل هذا النوع من التقنيات يمكن أن يتطور ويصبح كأي إجراء طبي روتيني في المستقبل؟ أم أنه كبعض الدراسات التي تظهر لفترة وتختفي بعد فشلها؟