سمعنا مؤخرا عن تزايد حالات الوفيات الناتجة عن حساسية من حقن مختلفة، فما هي حساسية الدواء؟ وكيف يمكن تجنبها والتعامل معها إن حدثت؟

الحقيقة أن كلمة حساسية تعني في الأساس رد فعل غير مبرر لجهاز المناعة نتيجة وجود مادة نسميها allergen أو أكثر تكون طبيعية في الأجسام الطبيعية ولكن الجسم هنا ترجمها على أنها مادة غريبة فظهر رد فعل المناعة على الجسم نفسه.

تختلف درجات الحساسية من شخص لآخر ومن مادة لأخرى فقد تظهر أعراض التحسس على شكل رشح طفيف عند التعرض لمثير الحساسيةallergen وقد يصل رد الفعل إلى الوفاة!

الأمر هنا غاية في الخطورة إذا، وهو عادة غير محسوب فمثير الحساسية قد يكون طعاما عاديا أو مادة موجودة في لسعة حشرة معينة أو حتى موجودة في رائحة العفار او دواء.

هذا المثير للحساسية لا يثير نفس رد الفعل عند كل الأجسام فقد يتعامل معه جسمك على أنه طبيعي كما هو ويتعامل جسم شخص آخر بتحسس ضعيف يظهر على شكل مثلا طفح جلدي خفيف وشخص ثالث يتعرض لتوقف القلب من ذلك المثير!

الموضوع طويل ومعقد نسبيا ولكن ما ذكرناه هو تبسيط ذلك الأمر.

إذا عرفنا ما هي الحساسية وما هو مثير الحساسية، وعرفنا ان رد الفعل قد يختلف من جسم لآخر، وهذا ما يساعدنا على فهم حساسية الأدوية عموما والحقن على وجه الخصوص.

مشكلة الحقن أن المادة الموجودة فيها تصل سريعا إلى الدم مما يجعل رد فعل الجسم سريعا كاستجابة للمادة الفعالة، وهذا الأمر كان يعد ميزة يستخدمها الأطباء للوصول إلى سرعة التداوي ولكن الوجه السيء في الأمر هو إذا كان الجسم سيعتبر تلك المادة غريبة مطلقا جهاز المناعة عليها، فالنتيجة هي نوبة حساسية من العيار الثقيل، تظهر على شكل انتفاخ في أغشية الجسم المختلفة يظهر على شكل تورم في العينين والشفاه، وبقع حمراء على الجلد وارتفاع في معدل ضربات القلب والتنفس، ويستدعي ذلك تدخلا طبيا سريعا وطارئا وإلا فقد يؤدي إلى الوفاة.

زادت معدلات التحسس من الحقن في المدة الأخيرة لمواد كثير مثل سيفترايكسون وسيفوتاكسيم بالإضافة إلى البنسلين الذي كان معروفا منذ زمن بعيد بكونه مثيرا للحساسية عند نسبة كبيرة من البشر.

برأيك ما هو سبب ارتفاع معدلات التحسس مؤخرا؟ وهل رأيت أنواع حساسيات غير مألوفة سواء من أطعمة أو أدوية أو غير ذلك؟