منذ شهرين تقريبًا كنتُ أتحدث أنا وصديقة لي عن الشراء عبر الإنترنت والمتاجر الإلكترونية فأخبرتني أنها أصبحت تشتري بعض الأطعمة الطازجة عبر المتاجر الإلكترونية بدلًا من ذهابها إلى السوق، وشاركت معي متجر إلكتروني للأسماك الطازجة، يوفر لي صور واقعية وأختار الأسماك ويتم توصيلها إلى المنزل بدلًا من أن أذهب وأختارها بيدي.

أعجبتني الفكرة وتحمستُ لها، بعدها بفترة وجدتُ متجر إلكتروني لبيع الخضروات طازجة يوم بيوم، وبنفس ألية بيع السمك ويتم التوصيل فيه خلال ساعة، فأصبحتُ تدريجيًا أتسوق معظم السلع الغذائية عبر الإنترنت بدلًا من الذهاب للتسوق يوم بيومه أو أسبوعيًا.

إكتشفتُ مؤخرًا أن نزولي من المنزل في الشهر الأخير أصبح قليل جدًا، فقد كانت تلك المشاوير هي الوحيدة تقريبًا التي أقوم بها في أزمة كورونا، ومع قلة الحركة والجلوس في المنزل زاد وزني بنسبة ليست كبيرة ولكنها ملحوظة، كذلك أشعر بأنني أصبحت أستسهل الجلوس وأتكاسل عن الخروج والحركة، فكرتُ في الأمر وبحثتُ فيه فوجدتُ أن التكنولوجيا أصبحتُ مُسبب رئيسي لعدة أمراض أعتقد أن معظمنا يُعاني منها دون أن يشعر، ولا يقتصر ذلك على السمنة والكسل فقط، بل كذلك أمراض مخ وأعصاب وأمراض نفسية يُمكن أن تؤدي إلى الوفاة!!، ومن أبرز تلك الأمراض الشائعة:

السمنة

قد تكون التكنولوجيا جعلت الحياة سهلة، ولكنّها ستجعلنا نُعاني من ناحية أخرى وهي الناحية الصحية، فالجلوس في المنزل لفترات طويلة والجلوس على أجهزة دون حركة يؤثر سلبيًا على الوزن، خاصة أن قلة الحركة تُسبب خمول في الغدة النخامية وتؤثر على هرمون الغدة الدرقية وكلاهما يؤثر على معدل الحرق، والسمنة من الأمراض التي ستهدد حياة نصف سكان العالم تقريبًا بحسب ما متوقع في عام 2030.

حساسية الخلايا العصبية

جميعنا نعرف تأثير الأجهزة التكنولوجيا على المخ، ولكن ما لا يعرفه الكثيرين هو أن هذا التأثير قد يتسبب في انفجار الشرايين الدماغية المفاجئ نتيجة حساسية الخلايا العصبية والتهابها، مما ينتج عنه انسياب كهربي في المخ ويسبب نزيف داخلي مفاجئ يؤدي للوفاة !

التأثير السلبي على الحالة النفسية

معظمنا يجلس بمفرده مع الأجهزة الإلكترونية، ولذلك يؤثر استخدام التكنولوجيا الزائد علينا بشكل سلبي وخاصة على الجانب النفسي، ولذلك يُلازم معظمنا شعور بالخمول والإرهاق وزُهد العمل والتعلم وتتراكم المشاعر السلبية مما يُسبب الإكتئاب؛ ففي النهاية جلوسنا على التكنولوجيا يستهلك طاقة ذهنية وقد تنفذ طاقتنا دون أن نشعر، وينعكس ذلك علينا بلا فائدة وشعور بأننا أشخاص لا قيمة لنا.

وإلى جانب الأمراض المُميتة هناك متلازمات تحدث نتيجة التكنولوجية ويكون لها تأثير صحي سلبي ملحوظ، من أبرزها:

متلازمة الإبهام وهي متلازمة تبدأ من إصبع الإبهام بإعتباره أكثر الأصابع التي نستخدمها على الهاتف، وينتج عنها ألام في عصب الإبهام يؤثر على كف اليد والمعصم ويصل الأمر إلى ألام في أعصاب اليد بأكملها.

إلتهاب فقرات الرقبة والظهر الجلوس في وضع غير صحيح لفترات طويلة يؤثر سلبيًا على الفقرات والعظام في الرقبة والظهر، ومشكلة التكنولوجيا أنها تجعلنا نندمج معها ولا نشعر بوضعيتنا إلا بعد الإنتهاء مما نفعله عليها، نتفاجئ بألم لا يُقاوم قد يتطور فيما بعد لإلتهاب مزمن.

متلازمة الفخذين وهي مرض شائع لمن يضعوا أجهزة الحاسوب على فخذهم، حيث يظهر على جسمهم علامات وخطوط أشبه بعلامات التمدد ولكن بلون أغمق تُعطي مظهر غير جيد للمنطقة، وهي ناتجة عن الحرارة المنبعثة من الأجهزة؛ لذلك من الضروري أن يكون هناك حائل بين أي جهاز حاسوب شخصي وأي منطقة في الجسم.

العين الرقمية وهي متلازمة من الأعراض المزمنة مع الأعين التي يجلس أصحابها لساعات طويلة، وتتمثل أعراضها في جفاف العين، صداع، احمرار وحرقة، رؤية غير واضحة أشبه بالإستجماتيزم.

نظرًا لأن التكنولوجيا جزء من حياتنا اليومية، فهل لديك تجربة مع أي من الأمراض أو المتلازمات التكنولوجية؟، وفي رأيك كيف يُمكن تفادي تلك المخاطر خاصة أن التكنولوجيا أصبحت من أساسيات التعلم والعمل للكثيرين؟